الثلاثاء، ٢٦ يونيو ٢٠٠٧

في انتظار الحياة

: قال
في لحظة تالية ستأتي الحياة
ربما بعد دقيقة
أو دقيقتين
أو ربع ساعة
أو نصف نهار
أو خمسة أيام
أو أسبوعين
أو أربعة أشهر
أو ثلاث سنوات
بعد حلم واحد
واحتلامين
وسبعة كوابيس
وخوف
ورعدة
بعد طرق شديد على الباب
وعدم رغبة في الفتح
وانصراف
ومعاودة طرق
ومعاودة انصراف
لكنها حتما ستأتي
هو قال هذا

الأحد، ٢٤ يونيو ٢٠٠٧



ممر خاص للطوارئ
((من فضلك: اكسر الزجاج))


ـ 1 ـ
عندما زرعت البنت وردتها في عينك، وقطرت روحها في كيانك، استقبلت السماء نهديها ببرق وريح عاصف، حينها أطل الوثني من نافذة القطار، في حين كان صنمه يرشف الكولا من يد غانية إندونيسية مغتربة في هونج كونج.

ـ 2 ـ
زكي جمعة ليس كالموسيقية العمياء، كاتب القصة، مخرج المسرح، صديق العائلة، الذي لا يتقن صنع الأقنعة الأفريقية، بوجهها الخشبي، وروحها الزنجية الطيبة.
فلما إذن كلما ازدحم المترو، صاحت المرأة في السماعات الداخلية:
ـ الهاتف الذي طلبته قد يكون مغلقا.

ـ 3 ـ
أيتها البنت التي تشبه الأولاد، هزي النجم إشفاقا، بالفعل لن تساقط عليك رطبا جنيّا، ولكن خادمات فلبينيات بابتسامات ملفقة متشابهة، وكفارا، وسيارات BMW، أما الدينارات الذهبية فوهم يشبه تماما صواعق الناموس، وأغطيه أواني الألومونيوم.


ـ 4 ـ
الرَّجُل الذي يشبه رِجْل المنضدة، طلى وجهه بماء الذهب، حوى آمالا، وآلامًا، وفرحة، وحزنًا، سافر إلى فيتنام في السابعة إلا ست دقائق، ثم أبحر إلى مدينة سندباد الترفيهية للألعاب، مارس فن ارتداء حذائه وهو واقف، وفن خلع ملابسه كلها دون أن يتعلق الأمر بحمام دافئ.
ذلك الرجل بكى عندما لم يستطع بث برامجه من قناة السويس؛ حيث لم يتمكن من استخراج ترخيص من الحوت الأزرق.

الأحد، ١٧ يونيو ٢٠٠٧

نعناع في فستان عائشة


هامش 107

فاتحتي كيف تكون المنفى وأنا لم اعرف عنقاء ، ولم اخرق شفتيها ، لم أطه لها قلبي ، الجورنال يصب الإعلانات على كفى كي أغسل وجهي ، فأسب العربات العرجاء ، ولا أعرف ماذا أكتب، فالناس كعادتهم لا يرجون السيد أن يزرع نعناعا في شرفته أو يرتق مريلة الطفلة ، أو يغزو أسنان الإرهابي بمعجونه ، الناس اعتادوا النوم المتقلب تحت سرائرهم ، أو فوق الحائط ، يرثون الأطباق الفارغة وأكياس السكر ، وبقايا الديموقراطية بين الضرسين الشيطانين ، الخيل تعفن في البدروم فمن يسرجه ، من شيعني منذ ثلاثة أعوام دونك ، فدعيني أهجوك قليلا ، قد ألقي فاتحتي خارج عينيك



هامش 1226

أخشى أن أجدك أثناء مروري، ملقاة تحت الحائط، أو في زيت القلي المستعمل، أخشى أن أهواك فلا أحيا، أخشى أن أحيا وأنا لا أهواك، أخشاك الآن، الشارع يا عائشة كئيب، نزق كالقبر، تقاطر فيه المارة كرمال لم تعرف فعل الريح ( متى ستجيء الريح لكي تكنس أبار البترول وأبناء الـ ... ) لم تعشق فرسا بقميص مشروخ، الشارع لا يعرفني، الشارع يكرهني ويخطط كي يقتلني، وعيونك لا تصلح مأوى لي .




هامش : مايو 1980
من يسحق من ، والطاحونة لا تتوقف ، والقهوة مازالت تتثاءب ، والدرب الأحمر يركل كل المارة نحو الدور الثاني فارفع قدميك وطر، علق عينيك كلافتة تهدى الطاغي والعاصي والتائه في الصحراء ، تنهد، منذ ثلاثة بلدان وأنا أسأل من اغلق هذى الشرفات لكي أهذي ، من فتح المقبرة، وزين وجهي، مشط شعري عمدني قدمني في رفق كي أستيقظ في الرابعة صباحا وأنا أتمنى أن اترك مروحة السقف تدور تمزق منديل العاشقة الصغرى ، أنسى النعناع إلى أن ينبت غيري ، فأعد شطائر خرس للمارة وأنادى الصم فلا يأتيني أحد

( كنا في يوم أصحابا
... ... ... فلماذا )

لأظل إلى أن يأتي الباص ويسألني : من يسحق من ؟ في قصر مهجور كانت كل سرائره بيضاء كغرفة ( دنقل ) كان الصبية سمر الوجنة، عبروا الشارع لما شافوا آخره قطات ، عبروا القنطرة إلى أعلى كتفي، وشافوا هامان يصوغ لقارون الموتى هبطوا لسرائرهم يبكون بدوني لما انتفضت أطعمتي نبت الشارع فوق وجوه الخونة، نبح الصامت فوق السطح الأعرج ، بدأت أسوار القبة تتعالى حتى اصطدمت بسماء صماء، كنت أمر عليكم، لا اعرف من يسحق من، البنت ستدفع قدميها لا تدعو أحدا ، تنتظر الثانية صباحا كي تلقى عينين مؤنبتين فلا تلقى من يسحقها والغازون سيمشون بلا ملل كل شواع " كايرو "ويشوفون القمر مساء ويحبون الشاي ثلاث ملاعق سكر وقليلا من حمض الكبريتيك .

الجمعة، ٨ يونيو ٢٠٠٧

أسماك صغيرة ملونة



ـ1ـ


لم يكن أبي صيادا، ولكنه كلما ذهب ليصطاد يأخذني معه، يترك السنارة في الماء، ويستدير بجسمه حتى ينظر في عيني، ويتكلم قليلا.
أفرح عندما تغمز السنارة، فيدير أبي البكرة، لترفرف السمكة في الهواء. يناولها لي أضعها في الحقيبة، وأضع له الطعم الجديد في السنارة.
ونحن عائدين أحمل أنا حقيبة السمك، ويحمل هو السنارة، يخلع قبعته ويضعها على رأسي حتى لا تضايقني الشمس الحامية.

ـ2ـ

لم يكن النادل العجوز الذي يمد يده بالخمر في طيبة، وبلا أي ابتسامة على الإطلاق هو نفس الرجل الذي لمع لي حذائي في المرة الأخيرة، فبقع بورنيشه البني جوربي وطرف بنطالي. والاثنان لم يشبها في شيء الرجل الذي سبني سبابا قبيحا، وهو يسير متأبطا ذراع ابنته الجميلة؛ لأنني دون أن أقصد ألقيت عقب سيجارتي أمام طرف حذائه.لكنني أنا، منذ ذهب الرجل الذي كانت هوايته صيد الأسماك (الصغيرة دائما)، كلما رأيت رجلا بشعر أبيض، أتذكر قبعة قديمة، وشاطئ نهر، وأبا يستدير بجسمه، فلا تستطيع العين أن تمسك به.

الاثنين، ٤ يونيو ٢٠٠٧

هبوط اضطراري


أجبرني هذا الحدث الجلل على كسر حالة العزلة التي فضلت المدونة أن تعيشها، وهو ما يمكن اعتباره رجوعا نهائيا، فهو حدث مبهج جدير بكسر أي ملل يجتاح أي مدونة

وهذا هو الحدث الجلل

أمسية شعرية بين الفصحي والعامية
للشاعر وائل السمري والشاعر جمال فتحي
يديرها الشاعر والناقد أحمد حسن
يوم الخميس القادم الساعة السابعة والنصف
ببيت السحيمي الموجود بشارع المعز لدين الله الفاطمي

وإليكم هذه القصيدة، من شعر وائل السمري


عُـــرْسُ الوَلــىِّ

تكلم ترى الـ ".........."
لا ... تُرى
لا يـهم
وغنِ
لكى " يستجيبَ العدمْ "
فكم من أغانيكَ ما قُلْتَها
وكم من قوافيك لم تختتم
تكلمْ
فما البحرُ إلا إناءٌ
إليهِ يسافرُ دمعُ القلم
تكلمْ
فما الصمتُ إلا قناعٌ
لمن يْرتضونَ الحياة / البكم
أفضْ للدواةِ وألقِِ بها
إلى الناى والفظ رفات الـ " نعم "
على مذبحى
لا أريدُ خشوعاً
أريدُ غُناك على وجه نجم
عروسى لآلئ ما زرتها
موشاةُ بالدم قبل النغم
سينتحرُ البحرُ إن لم تزرها
" طواويسُك الآن تحت القدم "
متاهاتُك الآن ثكلى
فخذ من
جراحى وروحى زفير الحمم
أنا البحرُ
والسحَر
والحبُ
والربُ
والناىُ
والشعرُ
" غن الألم "
فلن يحصدَ الصامتون دموعى
دموعى هى الآن نارٌ ودم
***
- أيا صاحبى هل تلومُ بقائى " .............. "
متى
يسبقُ البرقُ غيمَ العزاءِ ؟
فلن أتركَ الحرِف فىَّ لقيطاً
ولن يشربَ الميتونَ دمائى
ولن أحصدَ الدمعَ
دمعُك غالٍ
لى الضوءُ
فى مقلتيك رجائى
أنا لك منك وكلُ شهودى
هم الآن ميتُ بغيرِ رثاء
فقد سرتُ عمراً
بغير طريقٍ
فيسَّاقط العمُر فى بئر ماءِ
رأيتُكَ
فانْزاح من خاطرى
مواويلُهم فى رثاءِ الغثاءِ
ولكننى لا أرى من يدى غيرَ
قيدٍ وشوكٍ
وبعضَِ دعاءِ
فهم
وضعوا فوق عينى خفيراً
فلا يسمحونَ بخيطِ ضياء
و" هم "
أوصدوا بابَ فاهى دهوراً
فلم يسمعوا غير زيف الثناء
و" هم "
حرَّموا أى زيتونه
بأن تهدى الأرض للأبرياءِ
و" هم "
صادروا صدر أمى لأشكو
الرصيفَ لأسفلتِ ليل العناءِ
و" هم "
خصخصوا أيكتى يا صديقى
فلم يْعرف الطيرُ غير التنائى
و" هم "
سمحوا للذبابِ التخفى
بأردية الوعظ والشعراء
و" هم "
أمموا عين محبوبتى
فكيف أواجه وحدى بكائى
و" هم "
تاجروا بالبلاد الجميلة
ثم أشتروا بالعبير شقائى
وقيداً وسوطاً وحبلاً وناراً
وعقلاً
" كما الصخر " للجهلاء
لمن غنوتى ؟
إذ حرمت التغنى
لغير التماثيل والأشقياءِ
لمن رؤيتى ؟
فى زمان لقيطٍ
سجاجيدهُ
من جلود السماءِ

تكلمت ...
مرحى
كلامك سـهم
وعينك غيم
يذيب القمم
أنا ملء عينيك
صف ما رأيت
وزف إلى الناس نعش الندم
وأول أحاديثك الآن عنى
سأوسعك الضوء قبل الكلم
وكن لى زراعاً
إلى البسطاء
وضع كسره النور
فى كل فم
خلعت عليك أمانة ضوئى
فصابر
وضئ
فى ليالى الظلم
صباح العذابات ياذا الهمم
صباح المسافات يا أصدقائى
فسهل على الغيم قهرُ القمم
وصعب عليه يدُ البسطاء
معى شمعةٌ
بجوار القلم
ألا يتشابه بُرئى ودائى
فكيف أخوض زحام الغثاءِ ؟
وأسقى شذىً
من سنا الأولياءِ
كأنى إلى " الغار " أسرع وحدى
بغير رديفٍ
ووحىٍ
وماءِ
كأنى أرى من نوافذ شعرى
جيوش " سليمان "
عرش الهواء
كأنى أرى فى تواريخنا
" هيكلاً "
للحضارة رمز الإباء
نفتش فى الأرض عن هيكلٍٍ
ثم نُدْهَشُ
من لعنة الإنحناءِ
" سليمان " مات
ولم تعترف
بالفجيعه غير " العصا " الخواء
كأنى أرى فى " العصا " محض عهرٍ
يقايض ملكى ببعض رياءِ
عصاى التى شقت البحر يوماً
لأعبر
والتائهون ورائى
تآمر " شعبى "
و" جن سليمان "
وأستوطنوا
" القدس "
ذات مساءِ
وصارت عصاى لهيباً بظهرى
إذا ما علا
رغم عنى
غنائى
كأنى أرى فى السلام شريكين
يمتطيان شعوب الفناءِ
كأنى أرى فى الحقيقة
ظلين
يتحدان بمسخ السماءِ
ففى الضوء
لم أر غير الظلال
وغير قناعٍ دميم الحياء
لتمرحْ
رصاصاتهم فى الصدور
ويشربْ
ترابهم وبالدماءِ
ليصَّافح الطفل
بالطلقات
ويلعب مع الذئب حول الفناء
فـ " عشتار "
تشهد ألا تهاجر
من أرضنا فى ليالى الشتاء
و" أيزيس "
تسخر من دمعنا من
صراخ الأكاذيب والخطباءِ
فهيا
لنفنى
فناءً جميلاً
ونبدر أحلامنا
فى العراءِ
فنحن سنفنى
لكى نبتدى
و" هم "
سوف يفنون
للإنتهاءِ


أراكم هناك