tag:blogger.com,1999:blog-45864430107852845792024-03-07T19:35:49.608+14:00محمد صلاح العزبالكتابة طفل صغير يلعب طوال اليوم عاريًا ولا يسمع الكلاممحمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.comBlogger97125tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-53927099207795282362012-08-18T03:21:00.001+14:002012-08-18T03:21:04.512+14:00اليوم السابع | أنا والفلول وهواك<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on"><a href="http://youm7.com/News.asp?NewsID=759794#.UC5FA77H13c.blogger">اليوم السابع | أنا والفلول وهواك</a></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com5tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-24214056714513126082010-10-12T05:06:00.002+14:002010-10-12T05:13:49.955+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgDm-j3jmrKBhpuIKoQtMalrI94Xfh_SYIa_k2SPafYavB82lmkkJQeJ2Sk0Y1zccw6UwDKkpYg-Zq2lS4YJb2spdCBlaimFc0QYbCJDZyJMn3_JvC7KPHYopV6kcy5zw2LI8-B6duC7Lnp/s1600/azab.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5526806598522783074" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 250px; CURSOR: hand; HEIGHT: 168px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgDm-j3jmrKBhpuIKoQtMalrI94Xfh_SYIa_k2SPafYavB82lmkkJQeJ2Sk0Y1zccw6UwDKkpYg-Zq2lS4YJb2spdCBlaimFc0QYbCJDZyJMn3_JvC7KPHYopV6kcy5zw2LI8-B6duC7Lnp/s400/azab.jpg" border="0" /></a> <p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>سيدي براني.. حكاية الجد الذي يعيش في كل الأزمنة</strong></span></p><p align="justify"><em><strong><span style="font-size:130%;color:#000099;">وليد فكري - بص وطل<br /></span></strong></em><a class="lightbox-processed" href="http://www.boswtol.com/sites/default/files/10/Oct/41/azab.jpg" rel="'lightbox[field_mainimage_20979][" jquery1286809315937="37"><br /><strong><span style="font-size:130%;">"محمد صلاح العزب" يطرق عالم اللامعقول من خلال روايته "سيدي براني"</span></strong></a><br /><span style="font-size:130%;">قصة تبدأ برجل عجوز يموت ويُدفَن، ثم يصحو أهل قريته فيجدون ثيابه التي دُفِنَ فيها ملقاة فوق سطح القبر.. ثم نعلم أن هذا الرجل كانت بداية قصته أنه وُجِدَ على ضفة النهر طفلاً في الرابعة من عمره له لحية وشارب، ويمكنه أن يعاشر النساء!نفس الرجل الذي تعرف عنه -من بداية الرواية- أنه عاش ومات أكثر من مرة, وأن له أكثر من شخصية وأكثر من حياة في أكثر من مكان!إنها الطريقة التي قرر "محمد صلاح العزب" أن يطرق بها عالم اللامعقول من خلال روايته الرائعة "سيدي براني" التي تحرّر فيها من قوانين الطبيعة وسلَّم نفسه -وقلمه- لتيار الخيال الجارف، ومع منافاته الصارخة للمنطق أخرج عملاً ممتعاً كتلك الرواية.</span></p><p align="justify"><strong><span style="font-size:130%;color:#000099;">لغز الجد العجيب الذي عاش أكثر من مرة!</span></strong><br /></p><p align="justify"><span style="font-size:130%;">راوي الأحداث شاب عاش حياة غير عادية في بلدة "سيدي براني" الواقعة أقصى شمال غرب مصر قُرب الحدود مع ليبيا, عاش في محيط ضيّق من الناس.. "سمعان" العجوز الذي جاء في شبابه من أقصى الجنوب بحثاً عن الرزق, الخالة "طيبة" البدوية العجوز التي رعت الراوي كأم منذ كان رضيعاً, والجَد الوليّ الأسطوري الذي أصبح "سمعان" مريده المطيع وخادمه المخلص, والذي كفل حفيده ورعاه وحمّله بالحكايات والألغاز؛ حتى قرر أن يرويها لـ"مريم", وهي فتاة وافدة من المدينة ملكت عليه قلبه؛ حتى قرر أن يبوح لها بالمكنون في صدره من حكايات الجد العجيب.والجد ليس وحده من يحمل الحكايات؛ فلكل شخص ممن يحيطون بالراوي حكايته الخاصة, التي ترتبط بشكل أو بآخر بحكاية الجد ورحلته الفريدة من نوعها.. والفتى لا يملّ التنقيب في صدور من حوله عن المزيد من الحكايات المذهلة له وللقارئ.شوارع باريس، ملاهي الليل في القاهرة، الصحراء الغربية الشاسعة، جزر الهند، وأماكن أخرى أسطورية لا نجدها إلا في عوالم ألف ليلة وليلة؛ حيث السحر هو العلم والأسطورة هي المنطق.. هذه هي الأماكن التي تحملنا إليها تلك الرواية؛ حيث عاش الجد في كل مكان منها إحدى حيواته المثيرة؛ منها ما سبق انتقاله بينها موتاً تبعته بعثة له من قبره لحياة جديدة, ومنها ما كان انتقاله إليها مجرد هجرة مكانية.. ولكن العامل المشترك بين تلك "الهجرات" كان أنه يحمل في كل منها شخصية مختلفة.والجدّ نفسه لغز كبير؛ فهو تارة صبي لقيط غامض, ومرة ثانية حاكم لجزيرة كل سكانها من النساء, وهو أحياناً جيولوجي باحث عن البترول, ثم زعيماً مُدّعياً للنبوة, وأخرى شيخاً وليّاً صاحب بركات.. وهو مع كل ذلك أب وجد لعدد ضخم من الأبناء والأحفاد, يحرص على تلقّي كل منهم على يديه عند الميلاد, ثم يهمس له في أذنه بما يعرف عنه من المكتوب.. أما عن سرّ عمره الطويل الممتد وحيواته المقسمة بفواصل من الموت المؤقت؛ فهو يبقى ممتداً حتى آخر سطور الرواية.. وطوال كل حيواته لم يعرف أحد اسمه حتى أقرب الناس إليه؛ فهو -على حد قول "سمعان"- لو باح باسمه يموت.. وكذلك لو أفصح عن سره.وتبقينا الرواية في حيرة من أمر الجد, هل هو وليّ، ملاك ساقط، شيطان تائب؟ هل هو كائن لم تُحدّثنا عنه الكتب القديمة؟</span><br /></p><p align="justify"><span style="font-size:130%;color:#000099;"><strong>الفضول البشري والولع بغير المألوف</strong></span><br /></p><p align="justify"><span style="font-size:130%;">"محمد صلاح العزب" لعب ببراعة على أوتار الفضول البشري والولع الطبيعي بغير المألوف، وبالخروج على قوانين الحياة الرتيبة, ومزج في عمله بين مختلف المفردات لمختلف الأماكن والأزمنة؛ ليُخرج مزيجاً متناسقاً ويصنع بنفسه عالماً متميزاً من حيث الزمان والمكان والأشخاص. كما أنه قام ببراعة بربط خيوط العلاقات بين الشخصيات في مختلف القصص المرتبطة بالجد وبها, وصاغ كل شخصية منها -سواء أساسية أو جانبية- بدقة شديدة جعلت لكل منها أبعاداً ملموسة وحضوراً محسوساً دون أن نشعر أن منها ما هو باهت الوجود أو مبالغاً في بروزه لسطح الأحداث. وكل ذلك يدلّ على حِرَفيّة وبراعة شديدة من "العزب", ذكّرَتني بمثيلتها عند الأستاذ جمال الغيطاني الذي برع في تقديم هذا النوع من أدب العوالم السحرية.وبالإضافة لذلك؛ فإن الكاتب لم يهتمّ أو يسعى لتقديم الإجابات لكل التساؤلات التي تثيرها الرواية؛ بل كان حرصه الأكبر على تغذية تلك التساؤلات واستفزاز ذهن القارئ لفكّ ألغاز الأحداث والأشخاص؛ بحيث إن كل من يقرأ العمل سيرى الأمور ويفسّرها بطريقة تختلف عن الآخر, وهي مهارة وموهبة تستحق الإعجاب."سيدي براني" عملٌ يستحق أن يُقال عنه إنه إضافة للأدب العربي الحديث, وللمكتبة العربية, وأعتقد جدياً -ودون مجاملة أو مبالغة- أن هذه الرواية تقول إن علينا أن نتوقع سماع اسم "محمد صلاح العزب" بشكل أكثر قوة، مستقبلاً إن شاء الله؛ خصوصاً في مجال فنّ صياغة العوالم السحرية والأحداث الأسطورية.</span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com9tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-87038868342567248732010-10-10T05:11:00.002+14:002010-10-10T05:31:26.592+14:00البرومو 2 لرواية سيدي براني<div dir="rtl" align="right"></div><iframe allowfullscreen='allowfullscreen' webkitallowfullscreen='webkitallowfullscreen' mozallowfullscreen='mozallowfullscreen' width='320' height='266' src='https://www.blogger.com/video.g?token=AD6v5dzzl-E3KBLAIVNbM2Uml3iHk4fTNS_ZLVhayV55vZe8M4Q43PYSQX-Apadt0nHvGW0T7R0kE_LwJ2xjVXycyA' class='b-hbp-video b-uploaded' frameborder='0'></iframe>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-2559848252043273092010-10-10T04:23:00.003+14:002010-10-10T04:41:03.423+14:00البرومو 1 لرواية سيدي براني<span style="font-size:180%;"><div dir="rtl" align="right"></div><iframe allowfullscreen='allowfullscreen' webkitallowfullscreen='webkitallowfullscreen' mozallowfullscreen='mozallowfullscreen' width='320' height='266' src='https://www.blogger.com/video.g?token=AD6v5dyHbD2jtnKfvdWbHRKz7etiI_jdgWZzreSomLHSu9HlEKS9XUIdmvmylQf798Z7TcRXlEo7gr2--eDIwczOBw' class='b-hbp-video b-uploaded' frameborder='0'></iframe></span>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-58816758889997533812010-10-10T00:04:00.003+14:002010-10-10T00:20:18.639+14:00<img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5525988726622197858" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 268px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgxtQKvRhfs5DZz4GFX-DnpQ8hyphenhyphenPBZjBDcfVmq-qfzNCY6X-P_j8jCLJmVYR2BZLwcGW1YEg_kgdxc5Dfc1rzPWgZisvHnec6FuOUWuJrT9l09YqvUaSKesCB6ZFRJKVZgOoueZmfYiSKPO/s400/02102010111237.jpg" border="0" /> <p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>محمد صلاح العزب: الحكاية جوهر الحياة</strong></span></p><p align="justify"><span style="font-size:130%;color:#000099;"><em>حوار : أحمد ناجي - أخبار الأدب</em></span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">قبل أن نبدأ الحوار يصارحني محمد صلاح العزب محذراً "أنا لا أجيد الحديث عن أعمالي، عموماً أنا أتقن الكتابة لكني لا أجيد الحكي الشفاهي" ربما يكون هذا هو السبب الذي دفع العزب إلي السعي لتجريب استخدام أسلوب الحكي الشفاهي في كتابة روايته الجديدة التي صدرت مؤخراً عن دار الشروق بعنوان "سيدي براني".<br />في "سيدي براني" يخرج العزب من ثوبه القديم محاولاً تقديم عمل جديد مختلف علي كل المستويات عن كل أعماله السابقة. فالعزب الذي دارت معظم رواياته السابقة في أجواء المدينة وشوارعها يختار هذه المرة منطقة صحراوية نائية علي أطراف الحدود المصرية "سيدي براني" مسرحاً لأحداث رواياته. وحتي أسلوب السرد يأتي هذه المرة مازجاً بين الحكي الشفاهي حيث الحفيد يقابل مريم علي شاطئ سيدي براني ليبدأ في سرد حكايته وحكاية الجد وناس سيدي براني.</span></p><span style="font-size:130%;"><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;">-ربما تكون هذه هي المرة الأولي التي تأتي "سيدي براني" كمكان لرواية مصرية، كيف وقع اختيارك علي هذا المكان؟</span></p><br /><p align="justify">-هناك قصة شخصية تربطني بسيدي براني، فحينما كنت صغيراً انفصل جدي عن جدتي وغادر القاهرة فجأة مقرراً الحياة في سيدي براني. رغم ذلك حافظنا علي العلاقات الأسرية معه وكان والدي يزوره بانتظام، وحينما كان عمري 8 سنوات تقريباً قرر أبي أن القاهرة أصبحت مدينة مزدحمة، ملوثة، والحياة فيها مزعجة. بعنا شقتنا وكل ما يربطنا بالقاهرة وسافرنا للحياة في سيدي براني. كانت الحياة هناك قاسية وصعبة جداً خصوصاً بالنسبة لأطفال صغار السن فلم يكن هناك أي وسيلة من وسائل الترفيه، لا تلفزيون أو راديو. بعد ثلاثة أشهر عدنا مرة ثانية إلي القاهرة بينما ظل الجد هناك. لكن التجربة ظلت محفورة في ذهني كأنها حلم قديم.<br />كنت مشغولاً بالسبب الذي دفع جدي للانتقال إلي هناك وقضاء 30 سنة من عمره في الصحراء حيث عمل كمسئول توريد الطعام والشراب لوحدة عسكرية، كنت دائماً مندهشاً كيف يضيّع إنسان كل هذه السنوات من حياته وكأن لديه حيوات أخري.<br />منذ حوالي سبع سنوات بدأت في كتابة بعض تفاصيل تلك التجربة، ثم منذ حوالي عامين انغمست في العمل بالرواية لتظهر بشكلها النهائي بعد ثلاث روايات بالرغم من أنها كانت روايتي الأولي.<br />>>><br /><span style="color:#ff0000;">في مقطع من الرواية يقول الحفيد"سمعته دون أن يدخل الصوت أذني، وكلمته دون أن أفتح فمي، قال: احك، قلت: ماذا أحك؟ قال: احك، قلت: أيّ حكاية؟ قال: احك، قلت: الحكاية مثل شبكة صياد يحب الجميع السقوط فيها، من يملك حكايات أكثر يملك عدداً أكبر من المُنصتين، ومن يملك حكاية ساحرة يعود إليه من يحبهم مهما ابتعدوا عنه"<br />يعبّر الجزء السابق عن واحدة من الأفكار الرئيسية التي تطرحها الرواية حيث الحكي هو الفعل الأسمي والأهمّ، فطوال الرواية يتحاشي العزب طرح أي أفكار، ويترك الحكاية تجرّ القارئ بخيوطها. يبدي العزب امتعاضه من الروايات القائمة علي الأفكار قائلاً: "أنا لا أحب الروايات القائمة علي الأفكار التي هي أشبه بالمقال، وأعتقد أن قدرة الروائي وجوهر عمله الفني هو التعامل مع الحدوتة وتحويلها إلي رواية ذات بناء فني."<br />- هذا الإيمان المطلق بقدرة الحكي.. ألا يحول الرواية إلي حدوتة شفاهية، ما الفرق في هذه الحالة بين الرواية كنوع فني ظهر مع الحداثة ويُقدّم كوعاء حامل للأفكار، والحدوتة باعتبارها قصة للتسلية؟</span></p><span style="color:#ff0000;"><br /><p align="justify"><br /></span>-الفرق بين الرواية والحدوتة الشفاهية في المضمون وفي البناء، الحكي الشفهي من الممكن أن يكون فقط لمجرد التسلية، الرواية أعمق والبناء مختلف، الرواية في النهاية هي فن المعمار والبناء. هذا لا يقلل أيضاً من قيمة الحكي الشفاهي.<br />في "سيدي براني" حاولت أن أمزج بين الإثنين من خلال استخدام تقنيات الحكي الشفاهي في سياق البناء الروائي، وذلك من خلال الانتقال السريع بين الضمائر، فالرواي أحياناً يبدو كأنه يخاطب نفسه، ثم ينتقل السرد إلي ضمير المخاطب. هذا الأمر في رأيي يكسب الرواية إيقاعاً أكثر تماسكاً، ويضع القارئ في قلب الحدث.<br />أحد الأسئلة أيضاً التي حاولت طرحها من خلال "سيدي براني" هو: هل نعيش لكي نحكي، أم نحكي لكي نعيش؟ أحياناً ندخل الكثير من التجارب والمغامرات لكي نصل للنهاية، لتصبح لدينا قصة مكتملة تصلح لأن نحكيها علي أصدقائنا. الحكي يمثّل جوهر الحياة، لو لم يوجد الحكي كانت الحياة ستصبح مبتورة.<br />>>><br /><span style="color:#ff0000;">يعيش الجد أكثر من حياة، وفي كل مرة يموت تطفو ملابسه علي سطح الأرض ولا يجدون جثته فيقيمون له مقاماً، يقوم الجد ويذهب إلي أرض جديدة ومغامراته دائماً تحفل بالكثير من التجارب الجنسية، وبالرغم من كثرة هذه المشاهد في الرواية يبدو الجنس مبتوراً أو مقدّماً علي استحياء، الأمر الذي يجعلنا لا نميز الفارق بين الجنس الذي يمارسه علي جزيرته المليئة بالنساء والجنس الذي يمارسه مع حبيبته؟</span></p><span style="color:#ff0000;"></span><br /><p align="justify"><br />-لا أحب استخدام الألفاظ المباشرة أو الصريحة في وصف الجنس، ورغم ذلك تتعرض رواياتي للكثير من الهجوم بسبب أن البعض يراها روايات جنسية أو بذيئة. لست ضد استخدام الألفاظ الصريحة، لكني لا أحب استخدامها، ولا أحتاج لها.</p><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;">-أحد الانتقادات التي توجه لأعمالك أنها تنطلق من وجهة نظر شديدة الذكورية، عدد كبير من الشخصيات النسائية في الرواية تظهر بصفتها فقط مفعولاً بها، بمجرد مضاجعة الجد لهن تعود النساء لشبابهن.. ما رأيك؟</span></p><br /><p align="justify">-أتعامل مع الجنس من جانبي أنا، أو من وجهة نظر الشخصية التي أروي علي لسانها أو عنها، وأبطال معظم شخصيات ذكور لذلك طبيعي أن يأتي وصف الجنس في الروايات ذكورياً. وأنا كنت لا أظن أن هذه سمة أساسية في أعمالي، في "وقوف متكرر" مثلاً كل العلاقات فاشلة، في "سرير الرجل الإيطالي" مقابل فحولة الرجل الإيطالي..هناك الشاب العاجز عن التحقق جنسياً. أما في "سيدي براني" فستجد أن معظم الشخصيات النسائية شخصيات فاعلة، بداية من مريم التي تستطيع أن تسافر وحيدة وتنفصل عن سطوة الأب والأم والخالة، وحتي غزالة التي رغم كل المصائب التي تصيبها تحافظ علي تماسكها، وهي شخصية فاعلة في كل الأحداث.<br />>>><br /><span style="color:#ff0000;">-لماذا تتفادي في كل أعمالك ذكر أي خلفية سياسية أو طرح أيدلوجي؟</span></p><br /><p align="justify">-أعتقد أن كل الروايات سياسية، لكن لا يوجد داع أن أضع أسماء بعض المسئولين أو مقاطع من الأخبار والجرائد كما يفعل البعض.<br />في الرواية أنا أكتب وجهة نظر شخصيات الرواية، ومعظم شخصيات رواياتي ليسوا سياسيين، بل مواطنون عاديون يتعاملون مع السياسة وتؤثر في حياتهم، وما يهمني هو أثر السياسي علي مجريات حياتهم وأفكارهم.<br /><span style="color:#ff0000;">-كنت من أبرز الأسماء التي تم تقديمها بصفتها تمثل الرواية الجديدة أو جيل الألفية، لكن الآن تخرج بعض التصريحات من روائيين كبار تحذر من قرب موت الرواية الجديدة، والبعض يري أنها مجرد ظاهرة عابرة، بل روائي آخر كبير دعي الكتاب الشباب إلي التخلي عن هذا النوع من الكتابة لأنها غير مفيدة للأدب.. ما رأيك؟ </span></p><br /><p align="justify">-طوال الوقت كنت أسخر من هذا المصطلح، إذا كانت هذه هي الرواية الجديدة، فبعد خمس سنوات ما الذي سيحدث؟ أعتقد أن فكرة تقسيم الأجيال وابتكار مصطلح الرواية الجديدة هو نوع من الاستسهال من جانب بعض النقاد والصحفيين. فالكتابة عمل فردي، ولا يمكن تقسيمها بأجيال تتغير كل عشر سنوات.<br />لكن في نفس الوقت أعتقد أن الروايات التي ظهرت بعد الألفية لها سمات مختلفة بحكم ظهور تقنيات جديدة بما فيها كتابات جيل الستينيات والتسعينيات. إبراهيم أصلان أو محمد المخزنجي مثلاً في رأيي يكتبون رواية جديدة.<br /></span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-6672734567883355022010-10-09T23:31:00.004+14:002010-10-10T00:04:31.381+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgSfs3DaeSgclq5-6I2UZHlHy7EXX3C7q2dgaD8w3ntPrIHmHmYtwAZTESWPPSd62gGY3l423Zv_2yYmy-pWUMePWQd3HTSRlDo54GHUu1_d635O6jhoVUG8XPbWdI86WtYPMmDxRJJSYZS/s1600/2849.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5525981281403528274" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 220px; CURSOR: hand; HEIGHT: 120px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgSfs3DaeSgclq5-6I2UZHlHy7EXX3C7q2dgaD8w3ntPrIHmHmYtwAZTESWPPSd62gGY3l423Zv_2yYmy-pWUMePWQd3HTSRlDo54GHUu1_d635O6jhoVUG8XPbWdI86WtYPMmDxRJJSYZS/s400/2849.jpg" border="0" /></a><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhIeQ6FjcAEfjnp1qpgnt8tB01CLcSg4lSXcs3z1Z4JA6Ys8zs5bfviRwUg-jBai3vRYJVz2785i1EGl9XEDXR4LyplWKqebpuZMtifQwA97guQ6E0Zhcjk1tlvduTu6mJEAeCC8gsHGTW6/s1600/logoS.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5525980479112814866" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 300px; CURSOR: hand; HEIGHT: 218px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhIeQ6FjcAEfjnp1qpgnt8tB01CLcSg4lSXcs3z1Z4JA6Ys8zs5bfviRwUg-jBai3vRYJVz2785i1EGl9XEDXR4LyplWKqebpuZMtifQwA97guQ6E0Zhcjk1tlvduTu6mJEAeCC8gsHGTW6/s400/logoS.jpg" border="0" /></a> <div dir="rtl" align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="font-size:180%;"><span style="color:#ff0000;"><strong></strong></span></span></span></div><div dir="rtl" align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#ff0000;"><strong>محمد صلاح العزب: أكتب بسرعة قبل أن ينتبه النقاد ويصوبوا بنادقهم ضدي</strong></span><br /></span></div><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#000099;"><em><strong>حوار: عناية جابر - جريدة السفير اللبنانية</strong></em></span><br /><br />محمد صلاح العزب روائي مصري (1981) له مجموعات قصصية منها:« لونه أزرق بطريقة محزنة» و« سرداب طويل يجبرك سقفهُ على الانحناء» الى روايات قوبلت بترحيب نقدي منها: «سرير الرجل الإيطالي» و« وقوف متكرّر» بالإضافة الى كتاب ينتمي الى الأدب الساخر: «كرسي قلاّب». نال العزب جوائز أدبية عدّة. جديده الروائي عن دار»الشروق» جاء تحت عنوان: «سيدي برّاني» يطرق فيه العزب عالماً روائياً جديداً على عمله السابق، حيث يمتزج هنا الواقع بالأسطورة، والتاريخ بالفانتازيا، والمدينة بالصحراء. عن جديده كان هذا الحديث.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">** في جديدك الروائي: "سيدي برّاني" نلحظ افتراقاً عما تعودّنا قراءته لك، عوالم سحرية تشبه ألف ليلة وليلة والحكايات التراثية الموجودة لدى معظم الشعوب، ما الذي أخذك اليها؟</span></span></div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">- حاولت أن أمارس اللعب مع ألف ليلة وليلة، مازالت هذه العوالم المغرقة في الخيال الجميل صالحة لإثارة الدهشة، بدأت هذا الخط الفانتازي في سرير الرجل الإيطالي ثم مددت الكتابة على استقامتها بهذه الطريقة في هذه الرواية، وللحق أنا مدين بكل هذه الزخم لجدي العزب وتحديدا لحظة وفاته، فقد اختار - هو الذي ولد وتربى وتزوج وأنجب في القاهرة - أن يعيش ثلث حياته في سيدي براني التي تبعد حوالي 10 ساعات عن العاصمة التي لم يكن يعرف غيرها، فكرت وهو على فراش الموت لماذا فعل هذا؟ وماذا كان سيحدث لو لم يفعل؟ ولماذا يهدر 30 عاما من عمره في تجربة كهذه؟ فأوحي لي وقتها أنه عاش حيوات مديدة وأنه رغم سنه الطاعنة مازال يجرب ويلهو. كما أن أهل سيدي براني المدينة يعيشون تاريخا أسطوريا لا يستطيع أحد منهم أن يجزم بحدوثه، حكايات كثيرة عن غائبين لا يعرف أحد كيف ولا أين غابوا، وعن أشخاص ظهروا فجأة ثم اختفوا فجأة، وعن صحراء تحمل أسرارا يزعمون معرفتهم بها وهم يوقنون أن السر أكبر من أن يحملونه، وكعادة كل المدن الصغيرة الواقعة على الحدود بين بلدين يتحول الجميع إلى عابرين، فليس مؤكدا أبدا أن ترى الشخص نفسه مرة أخرى، حتى لو كان هذا الشخص أقرب أقربائك.</span></div><span style="font-size:130%;"><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="color:#ff0000;">** في إصداراتك الروائية السابقة مثل: "سرير الرجل الإيطالي" و "وقوف متكرّر" هناك الوحدة في التأليف الروائي رغم سرد تفاصيل يومية ومشاهد حياتية. في "سيدي برّاني" عالم شاسع من امتزاجات عدّة تطال أزمنة وأمكنة، كما التاريخ بالفانتازيا، والمدينة بالصحراء، إلى جانب تعدد الأصوات عبر صوت الراوي نفسه. هل هذا يعكس اختلاف رؤيتك لما يجب أن تكون عليه الرواية؟</span></div><br /><div dir="rtl" align="justify">- أشعر أني نضجت مع كتابة سيدي براني، فحين كتبت أول قصة قصيرة ونشرتها في إحدى الجرائد تخيلت أنني صرت كاتبا محترفا، وظل هذا الشعور معي بعد كتابة المجموعة الأولى والروايات الثلاث التالية، لكنني مع بداية العمل في سيدي براني أدركت أنني لم أصبح كاتبا محترفا بعد وربما لا أكونه أبدا، فأنا مازلت أتعلم وأجرب وأنجح وأخفق وتواجهني صعوبات حقيقية في الكتابة، وتستعصي علي كامرأة لا ترغب في الرجال، غادرني اليقين بأن الأمر قد انتهى، وحل مكانه شك فني في كل شيء، شعرت أنني نضجت لأنني صرت قادرا على إدراك صعوبة الأمر، وكنت قبل هذا أظن الكتابة سهلة، اختلفت رؤيتي للكتابة وللرواية من حيث عدة أشياء: البناء، واللغة، والعلاقة مع القارئ، والتعامل العنيف والسلطوي مع المسودة، والحرب المستمرة بين الكاتب ونصه حتى يسيطر أحدهما على الآخر أو يصلا إلى مرحلة سلام، أدركت الصعوبة المطلقة في نقل الحياة إلى أوراق الكتابة دون أن تفقد بريقها بل بالعكس لابد أن يتضاعف هذا البريق كثيرا. النضج الذي أصابني جعلني أتمنى ألا أصير كاتبا محترفا في يوم من الأيام، لأنه جعلني أدرك أن الشك مهما كان أجمل من اليقين. </div><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="color:#ff0000;">** يستدعي هذا النوع من السرد، الكثير من الخبرة، والمكنة في القبض على اهتمام القارئ. إلى أيّ حدّ كان انتباهك في عملية سرد حياة، متبوعة بسرد عن حياة أخرى؟ وهل وجدت صعوبة في توليف السرد على سويته؟</span></div><div dir="rtl" align="justify"><br />- عمر كتابة سيدي براني 7 سنوات كاملة، كانت في البداية بنصف حجمها الحالي، ثم ما يقرب من ضعفه، حتى آلت إلى ما نشرت عليه، تعاملت معها أحيانا كلوحة تشكيلية تجريدية يمكن خلط ألوانها دون نظام، وأحيانا كقطع "بازل" على القارئ أن يعيد ترتيبها حتى يحصل على الشكل النهائي فيشعر بلذة التكوين، وأحيانا ككائن حي مكون من أعضاء لا يمكن تغيير مكان أحدها، أعدت كتابتها حوالي 13 مرة بعدد حيوات الجد، كما أنني أطلعت عددا كبيرا من أصدقائي على المسودات المختلفة وسمعت ملاحظاتهم عليها واستجبت إلى ما شعرت أنه يفيد النص منها، فإذا شعر القارئ بهذه الخبرة والمكنة فسيقول: هذا كاتب جيد، وإذا شعر بغير هذا فيمكنني وقتها أن أعطيه أسماء وتليفونات وإيميلات أصدقائي الذين قرأوا المخطوطة وهو وقتها حر في التصرف معهم. </div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="color:#ff0000;">** تقترب في روايتك مما يُدعى فن التعرية والتجريد إلى حدّ الهذيان، وفيها إرهاصاتك عن الحياة الحديثة التي لوثت براءة الحياة نفسها. إلى أيّ صوت تميل أنت ككاتب، من أصوات روايتك: الجّد أم الحفيد؟</span></div><br /><div dir="rtl" align="justify">- - أنا ابن واحدة من أكثر عواصم العالم صخبا وزحاما وتلوثا وضوضاء، لم أغادر القاهرة في حياتي كلها لأكثر من سبعة أو ثمانية أشهر متفرقة، وأحبها كما هي، ويمكنني رصد جمالياتها وسط هذا الزحام والصخب، بل إنني أشعر بجماليات هذا الصخب نفسه، بخلاف المبدعين الوافدين عليها الذين يتفننون في سب المباني العالية ونعتها بأنها كتل أسمنتية لا روح فيها ولا جمال، القاهرة بالنسبة لي سحر خالص، وليس مطلوبا من السحر إلا أن يكون مؤثرا ونافذا وناجعا، وهي تفعل هذا بمهارة سياسي محنك وبنعومة فتاة في العشرينيات من عمرها، كل التغيرات التي تحدث في المدينة الخالدة فنية وموحية، مهما رآها الناظر من بعيد مجافية للجمال، كل ما هنا فني، البشر الذين يقفون على الحافة بين الصمود والانهيار، والمباني التي يحمل كل حجر منها بداخله قصة بديعة، الشوارع والميادين، حتى الهواء الذي يحمل من عوادم السيارات أكثر مما يحمل من الأكسجين، الأجيال الأكبر مني يتحسرون على ماضي المدينة التي كانت جميلة ولم تعد كذلك وأشياء من هذا القبيل، لكن بالنسبة لي فأنا أرى أن دوري هو تفجير الجمال من وسط كل هذا الزحام، أنا محب وأرى أن هذا واجبي، وأمارسه بمنتهى الاستمتاع. ولو خيرت بين حياتي بهذه الصورة والحياة البدائية بما فيها من بكارة وطبيعية فلن أسارع إلى اختيار البدائية، سأفكر طويلا ولا أعرف قراري وقتها، لكل حياة جمالها الخاص وإنسانية الإنسان تكمن في قدرته على إزاحة القبح حتى يستكشف الجمال الكامن خلفه، وهذه هي النقطة المشتركة بين الجد والحفيد والتي اشتغلت عليها، فالجد في كل حيواته كان يختار ما يحب أن يكونه ويسعى إليه مهما كانت الصعوبات التي تواجهه، ويصنع حكايته بنفسه دون أن ينتظر من يصنعها له، والحفيد انتهى إلى أنه ليس أسيرا لأحد وأنه صاحب قراره ومسئول عنه وحده، احتاج هذا منه وقتا وتأملا في حكايات كثيرة متشعبة، وإلى ظهور الحب المستحيل في حياته متمثلا في مريم التي بدت كسراب جعله يشك في حقيقة وجودها، وحين أخذ قراره بأن يكون نفسه تجمعت كل الخيوط لتصنع هذه الحكاية الممتدة المكونة من طبقات كثيرة من الحكايات. </div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="color:#ff0000;">- - بعد مجموعتك القصصية الأولي (لونه أزرق بطريقة محزنة) نشرت أربعة روايات وتستعد للخامسة، هل يعني هذا أنك قد لا تعود لكتابة القصة القصيرة مرة أخري؟</span></div><br /><div dir="rtl" align="justify">- بالعكس، انتهيت تقريبا من كتابة مجموعة قصصية، لكنني لا أفكر في نشرها الآن حتى لا تٌُظلم بين روايتين، كما أنني أري أن الرواية كشكل أدبي مناسب لما أود حكايته من أحداث بامتداد زمني وشخصيات متعددة، وبدأت بالقصة القصيرة لأنني شعرت أنها كانت مناسبة لي في البداية، ثم اتجهت إلى كتابة الرواية لسبب مهم بالنسبة لي، وهو أن القصة القصيرة تقوم على فكرة تقديس اللحظة أو الموقف، لكن الرواية تتعامل مع هذه اللحظة أو الموقف بشكل عابر لتخلق عالما متكاملا، وأنا أرى أن هذا مناسب لهذا العصر الذي يرفض إلى حد كبير فكرة التقديس ويعبر سريعا فوق التفاصيل، وأرى أيضا أن هذا كان تفاعلا مشتركا بين الروائيين والعالم، وأنهم أثروا فيه فنيا وإبداعيا بقدر ما أثر هو فيهم بتغيراته المتلاحقة وظروفه الصعبة، واتجاه العالم قراءة وكتابة إلى الرواية حاليا يُكذّب ما كان يقال منذ عقد أو عقدين تقريبا من أن القصة القصيرة مناسبة أكثر لإيقاع العصر السريع، لأن القارئ يستطيع "خطف" قصة قصيرة في الأوقات القليلة المتاحة بين انشغالين، القارئ الآن لا يريد لقطة عابرة، بل يريد حياة كاملة مليئة باللقطات الواردة في سياقها دون انتزاعها منه. وعموما مازلت أكتب القصة القصيرة لكنني في انتظار ظروف مناسبة للنشر. </div><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="color:#ff0000;">- ما تأثير ممارستك للعمل الصحفي علي كتابتك الإبداعية، خصوصا أن هناك فرقا كبيرا بين لغتك الصحفية في المقالات ولغتك الروائية، وكيف تنظر إلى اللغة؟</span></div><br /><div dir="rtl" align="justify">- العمل الصحفي ليس له تأثير معين علي الإبداع لا في اللغة ولا في المضمون، تأثيره فقط علي عدم وجود متسع من الوقت للقراءة والكتابة، وإذا عملت في أي وظيفة أخري سيكون لها نفس التأثير، وأحاول أن يكون بداخلي مؤشر يمكن ضبطه علي نوع الكتابة صحافة أم إبداعاً وهناك كثير من المبدعين صحفيون ناجحون. أما اللغة فأنا أرفض التعامل معها على أنها مجرد وسيلة أو موصل، وأرى أن الاهتمام باللغة من أهم الأسباب التي تفرق بين مبدع وآخر، اللغة هي اللون والطعم والرائحة، ودون لغة جميلة يخرج العمل ناقصا ومشوها ومنفرا، لكن المشكلة أن شريحة كبيرة من القراء حاليا فقدوا متعة التذوق باللغة الجميلة وصاروا يفضلون من يأخذهم من أيديهم ويوصلهم إلى الفكرة أو الموضوع، وللأسف استجاب لهم عدد كبير من الكتاب، لكن أرى أن دور الكتاب الحقيقيين هو استعادة هذه اللغة الفنية التي تميز الأدب عن نداءات الباعة الجائلين. </div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="color:#ff0000;">** كيف تكتب وهل لك طقوس معينة، على تقطّع ؟ دفعة واحدة؟ وهل تتأثر بالنقد عموماً، سلباً وإيجابا؟</span></div><div dir="rtl" align="justify"><br />- أصبحت الآن أكتب على الكومبيوتر مباشرة، كان هذا تحديا لي وصلت إليه تدريجيا، حين أقنعت نفسي أن حميمية الورق والأقلام مجرد خدعة كملايين الخدع في حياتنا ينبغي تجاوزها، لا أحب المكتب، أتجنبه وأكتب على أي منضدة، وربما وأنا مضطجع، أبدأ بالقراءة لأهيئ نفسي ثم أكتب، لا يهم أن أبدأ من البداية، ربما أبدأ من المنتصف، أو من النهاية، ثم أعيد الترتيب، أكتب النص الواحد أكثر من 10 مرات، ولو كتبته مائة مرة لاختلف في كل مرة، ودائما أشعر ان هناك أفضل من هذا، لكنني حين أقرأ ما كتبته أنفصل عنه، وأتذوقه كقارئ وليس ككاتب، وغالبا ما يمتعني، فأقول: من يشهد للكاتب؟ وحين أنقسم إلى اثنين: قارئ وكاتب، يكون رأيي كقارئ أنني كاتب لا بأس به، وأستمتع بما كتبت، وتظل لي ملاحظات فادحة على كتابتي لا يمكنني الجهر بها، لكن من الذي يملك الوصول للكمال؟<br />أما النقاد فغالبا لديهم اهتمامات أخرى غير متابعة ما يكتب ولهذا فأنا متأثر بموقفهم هذا وأكتب كثيرا قبل أن ينتبهوا إليّ فيصوبون بنادقهم ضدي.</span></div></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-23604400858983640822010-10-03T03:20:00.001+14:002010-10-03T03:28:22.124+14:00مقال الدكتورة شيرين أبو النجا عن سيدي براني<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhgqHXm2lIDHg4uifTs0PEEVbaHFbPIkqruyy23i6jdl1l6F8bfG2jayIF9SQu3TXtG6v9WE6HKdZzd6ceT7sOITvcbMMhTxA8HGceuUBFZVFwUydUuxmvtjJizWDVU8AwTp-0bKYYanHNc/s1600/30-20091221-114720.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5523439816863786722" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 365px; CURSOR: hand; HEIGHT: 325px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhgqHXm2lIDHg4uifTs0PEEVbaHFbPIkqruyy23i6jdl1l6F8bfG2jayIF9SQu3TXtG6v9WE6HKdZzd6ceT7sOITvcbMMhTxA8HGceuUBFZVFwUydUuxmvtjJizWDVU8AwTp-0bKYYanHNc/s400/30-20091221-114720.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><p align="center"><span style="font-size:130%;"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"></span></strong></span></p><br /><p align="center"><span style="font-size:130%;"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">د. شيرين أبو النجا تكتب عن سيدي براني: محمد صلاح العزب يعيد إلى الحكاية سطوتها</span></strong></span></p><span style="font-size:130%;"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"></span></strong><br /><p align="justify"><br /><em><strong><span style="color:#000099;">نقلا عن الحياة اللندنية</span></strong></em><br />محمد صلاح العزب هو أحد الكتاب الشباب وإن كان من أبرزهم، بدأ كتابته في فترة أثارت الكثير من الجدل على كافة المستويات وهى بداية الألفية الثانية، فصدر كتابه الأول وهو مجموعة قصص، عام 2003 بعنوان «لونه أزرق بطريقة محزنة»، وفي العام نفسه صدرت روايته الأولى «سرداب طويل يجبرك سقفه على الانحناء». ثم توالت الأعمال فصدرت رواية «وقوف متكرر» (2006) ثم «سرير الرجل الإيطالي» (2007). ومع حلول عام 2010 صدرت أحدث رواياته «سيدي براني» عن دار الشروق المصرية. في انطلاقته الأولى كان العزب بالضرورة جزءاً لا يتجزأ من سياق روائي أعلن التمرد الكامل على السرديات الكبرى، وهو التمرد الذي بدأ في التسعينات مع كتاب وكاتبات من تلك الفترة، فكان التركيز على الذات بكينونتها ومسارها الشعوري وهواجسها ومفردات وعيها هو الأساس الروائي الذي تنطلق منه الكتابة. ولم يمنع ذلك دخول شذرات تطورت إلى مقتطفات من الحياة الشخصية الواقعية للكاتب، فكان النقد يوظف في تلك الأيام في شكل متكرر مصطلح السيرة الذاتية. وتحول الأمر إلى لعبة مسلية، فكلما صدر كتاب يحاول المحيط الثقافي تخمين هوية الشخصيات وتتبع مسار الأحداث. وعلى رغم مركزية الكتابة عن الذات إلا أنه بدا وكأن التخييل قد فقد مكانه ليحل الواقع محله من دون أي معالجة، وبالتالي فقدنا الخاصية الرئيسة للرواية وهى الإمتاع والمؤانسة.<br /><br />مع صدور «وقوف متكرر» عام 2006 (صدرت في أربع طبعات متتالية) بدأت موجة أخرى من الكتابات، تلك التي تلتقط قصة «ملقاة على قارعة الطريق» (بتعبير الكاتب المصري منتصر القفاش في أحد مؤتمرات الرواية التي عقدت في المغرب) وتنسج منها عملاً روائياً. وحققت تلك الأعمال نجاحاً ملحوظاً في التفاتها إلى تفاصيل الحياة اليومية التي تبدو متشرذمة، إلا أنها تنظم الأيام في وحدة متكاملة شكلاً متفتتة مضموناً. إنه حال الواقع المفروض علينا فرضاً. حصلت هذه الكتابات على تأييد الكثيرين واستدعت أيضاً معارضة غير معلنة، فقد بقي القارئ (الناقد) يبحث عن الإمتاع والمؤانسة حتى ظن أنهما صرعة قديمة وأن الزمن ما بعد الحداثي حرمه منهما.<br /><br />مع صدور «سيدي براني» (وهو اسم مدينة على الحدود المصرية الليبية) يعود محمد صلاح العزب إلى الإمتاع في الحكي المكثف إلى أعلى درجة. وكما تقع «سيدي براني» على الحدود فإن لب النص ينطلق من المراوحة بين حدود الواقعي والأسطوري ليمزجهما معاً في بنية متكاملة تثير الدهشة. بطل الحكاية هو الجد الذي يعيش ثلاثة عشرة حياة، في كل مرة يموت ثم يعاود الظهور في شخصية أخرى في سياق مكاني مختلف ليتحول إلى شيخ متصوف في آخر حياة له في «سيدي براني».<br /><br />أما الراوي فهو حفيد الجد، الذي نشأ في «سيدي براني» وعاش فيها حتى سافر إلى القاهرة بحثاً عن مريم التي التقاها في «سيدي براني». تنقسم الرواية إلى ثمانية فصول، يصدر الكاتب كل فصل منها بقول يبدو كأنه من أقوال الجد. إلا أن الحيلة المختفية هي أن تلك الأقوال تبدو وكأنها جملة واحدة مقسمة على الرواية. فيكون الجزء الأول، «وما دمت قد دخلت فلن تخرج حتى تشق قلبك بسكين كبير من الداخل شقاً يتسع لخروجك والشق الذي من الداخل... لا يلتئم». ويقول الجزء الأخير: «وما دمت قد دخلت فلا تخرج». كأن الرواية، التي تحكي عن تناسخ روح الجد، ترشد إلى طقوس الدخول، تلك الطقوس المعروفة ميثولوجيا وأنثروبولوجيا التي ترسم الحدود بين حياة وأخرى. ومن هنا تكون طقوس الدخول مزدوجة المعنى، فهي تشير إلى ما حدث للجد في انتقاله من مكان لآخر (بالروح) وتؤشر أيضاً على مبدأ الحكي الذي يصوغ هذا الانتقال. وينتهي الأمر أن الدخول لا خروج له، تماماً كالتناسخ الهندي والأساطير الإغريقية (ديونيسيس وتالوس).<br /><br />ينتقل الجد من حياة الى أخرى من دون نهاية، حتى مع الموت الأخير (لأن الرواية لا بد أن تنتهي) يعاود الجد الظهور للحفيد وهو في لحظة اللقاء مع مريم. وهو ما يؤكد أن هناك حيوات أخرى خلف تلك الحياة الأخيرة. تشبه حياة الجد المتكررة العروس الروسية التي تحوي في داخلها عروساً أصغر وهكذا إلى ما لا نهاية. يستمر الحكي لتتوالد حكاية من حكاية من دون أن نصل إلى اللب المركزي. دائرة تتوالد منها (وتولد أيضاً) دوائر أخرى بحجر صغير: «حين مات جدي للمرة الأولى، لم يكن يملك سوى عصا من خشب رديء وجلباب طويل». من هنا تتوالى الحكايات (التي يحكيها الحفيد لمريم) إلا أنه في آخر الرواية يقول لها: «أنت لم تسمعي الحكاية من أولها، يا مريم سأحكي لك». حكاية لا تنتهي عملاً بالقول الذي تصدر الجزء الأخير من العمل: «وما دمت قد دخلت فلا تخرج». إنها سطوة الحكي الكاملة التي تدور حياة الحفيد داخلها محاولاً بذلك الحصول على مدد وعون من حيوات جده المتعددة مقابل حياته المفردة.<br /><br />في الأقوال التي تتصدر كل قسم من الرواية والتي تبدو وكأنها دليل الرحلة يقول الجد: «لكن حذار أن تشغلك الحكايات الجانبية». وفي القسم الذي يليه يقول: «ومن يملك نفسه أمام سطوة الحكايات الجانبية؟». هكذا تتوالد الحكايات الجانبية التي تشكل خطاً رئيساً في النص بوصفها الواقعي مقابل الأسطوري. فمن حكاية مريم وعائلتها في اليونان ثم القاهرة، إلى حكاية سمعان خادم الجد الذي جاء من السودان بحثاً عن الرزق، وحكاية الخالة طيبة التي رعت الحفيد صغيراً والغزالة التي أرضعته ومظلوم الذي يعشقها... حكايات عشق وحياة وموت وصحراء... «سيدي براني» تضم الحكايات ولا تجعل لها أولاً أو آخراً. يحكي الحفيد لمريم عن حيوات جده ويحكي لسمعان حكاية مريم ويستمع الى حكايات الكل. ويتوق شوقاً ليستمع إلى جده فيحكي الجد مرة واحدة، مستخدماً لغة أهل التصوف والطريقة. وفي حكيه يشير ضمناً إلى بنية الحكاية (وبالتالي الرواية)، فيقول: «كل ما له بداية له نهاية، لكن ما لا أول له ليس له آخر، وتظل حبيس السؤال: ثم ماذا بعد؟ فتكتشف أنك مربوط بالوقت، لا قبل ولا بعد، لا أمام ولا وراء، عليك أن تصنع من كل لحظة حياة كاملة لا تنتهي بالموت وإنما بالحياة». ومن كل موت للجد يصنع العزب حكاية جديدة تنتهي (أو لا تنتهي) بموت يفضي إلى حياة ليصبحا وجهاً واحداً لعملة واحدة.<br /><br />فهم الجد (الشيخ الذي حوله الناس إلى ولي) أن للحكايات سطوة، تماماً كما فعل محمد صلاح العزب. والجد هو الوحيد الذي يعرف أسرار حكايته ويعرف ما كان يهمس به في أذن كل فرد، ويعرف أنه لن يموت ما دامت حكايته لم تنقطع. لم يبق إذاً سوى الحكي والحكايات. امتلاك الحكاية سطوة وهو ما عبر عنه من قبل الراحل محمود درويش بقوله: «من يملك الحكاية يرث الأرض». يعيد محمد صلاح العزب السطوة للحكي الروائي ويفهم «أسرار لعبته» كما الجد تماماً.</span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-17646078674750997432010-10-03T02:51:00.005+14:002010-10-03T03:10:13.508+14:00مقال الكاتبة الكبيرة عبلة الرويني عن سيدي براني<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhrFeybRMcsOSnvsWmkxstDZ74C9ktK97cla_wNZJIi4yGXaHKVusvSg1HrzVUFkqtQ8A9kVYQHQ05NEqRh54UyL8N0diBc5PLzcTFjMQ7GDlN_V87WPguaglghIpZwUQaJIFjn5KPa-duN/s1600/elakhbar_logo.gif"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5523435206971622546" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 117px; CURSOR: hand; HEIGHT: 57px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhrFeybRMcsOSnvsWmkxstDZ74C9ktK97cla_wNZJIi4yGXaHKVusvSg1HrzVUFkqtQ8A9kVYQHQ05NEqRh54UyL8N0diBc5PLzcTFjMQ7GDlN_V87WPguaglghIpZwUQaJIFjn5KPa-duN/s400/elakhbar_logo.gif" border="0" /></a><br /><div align="justify"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtFM-J7DqBb-Re1cj-yymL8H8C1HAXA2joYVKEN0hTtLz3jFle50oYLy6sHVHhKi1f4cMjnewzm9ydBT8Uh8DTMdmbp3MOb1vuQkoC5g7FXBB0V5iGby-dqskPrDZufrCEHnor0AY4DGYZ/s1600/untitled.bmp"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5523434635127673650" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 130px; CURSOR: hand; HEIGHT: 192px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtFM-J7DqBb-Re1cj-yymL8H8C1HAXA2joYVKEN0hTtLz3jFle50oYLy6sHVHhKi1f4cMjnewzm9ydBT8Uh8DTMdmbp3MOb1vuQkoC5g7FXBB0V5iGby-dqskPrDZufrCEHnor0AY4DGYZ/s400/untitled.bmp" border="0" /></a><br /><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div></div><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>عبلة الرويني تكتب عن سيدي براني:الحكي في فضاء مفتوح</strong></span></p><span style="font-size:130%;"><br /><p align="justify"><em><strong><span style="color:#000099;">نقلا عن جريدة الأخبار</span></strong></em></p><p align="justify">ليست "الحكاية" ولكنه "الحكي".. هذا هو الجمال الخالص الذي أمسك به الروائي الشاب محمد صلاح العزب في روايته الجديدة "سيدي براني" الصادرة عن دار الشروق.. لا حكاية بعينها ولا شخصية محددة الملامح والقسمات تواصل مشوارها للنهاية.. لا نهاية، بل أيضا لا بداية، كل شيء يتداخل ويتقاطع في حركة هي الحياة.<br />"سيدي براني" هي الرواية الرابعة للعزب بعد "سرداب طويل يجبرك سقفه على الانحناء"، و"وقوف متكرر" و"سرير الرجل الإيطالي" الصادرة عام 2007، وهو الإيقاع الذي سمح لصاحبه بخبرة جمالية وتجربة فنية بدت أكثر نضجا وبراعة.<br />ثمة استقلالية جمالية أو جماليات مستقلة في الرواية، ليست استقلالية الشكل عن المضمون، ولكن قدرة الحكي على تحرير ذاته وإطلاق أقصى طاقة للخيال والكشف عن سر النص، هذا ما تقوله اللغة أيضا بجمالياتها المستقلة، مفرداتها الدقيقة والموحية، بناؤها، والحكي في فضاء مفتوح منح الكاتب والقارئ أيضا براحا جماليا وحرية مضاعفة.<br />يجلس محمد صلاح العزب في فضاء سيدي براني على حافة الصحراء ممسكا بالرمال الصفراء بين يديه، مستمتعا بانفلاتها من بين الأصابع، بينما يغوص معها في حكاية لا تبدأ ولا تنتهي.<br />ثلاث عشرة مرة يموت فيها الجد لتبدأ الحكاية في كل مرة في مكان مختلف وزمان مختلف وحيوات اخرى، يقول الجد للحفيد الرواي: "عليك أن تصنع من كل لحظة حياة كاملة لا تنتهي بالموت، وإنما بالحياة"، وهو ما يفعله الحفيد تماما، لأن الحكاية هي الحياة أو "هي الأبد" كما يقول الراوي.<br />"سيدي براني" مدينة تقع على الحدود المصرية الليبية، وهو أيضا اسم أطلق على الرجل الذي ترك ليبيا هربا من حب خاسر ليقيم في هذه المنطقة ويحسبه الناس شيخا صوفيا، بينما يروي الحفيد حكايته المتجددة ثلاث عشرة مرة وأكثر.<br />التفاصيل ليست بطلا ولا تشغلنا كثيرا، فما تبحث عنه الرواية هناك بعيد وعميق، المكان سيدي براني ليس بطلا، لكن الصحراء تفرض حضورها وبراحها، "الجد" أيضا ليس بطلا للرواية لكن طبيعته الأسطورية تصيغ عالم الرواية بأكملها، ثم شيء أبعد من التفاصيل وأعمق، هو سر النص ووهجه.<br />يمزج محمد صلاح العزب الواقعي بالأسطوري، وربما يمزج الأسطوري بالأسطوري، والخيال بالخيال، ومن متعة إلى متعة نبدأ ولا ننتهي، هكذا تبدأ فصول الرواية بكلمات الجد: "مادمت قد دخلت فلن تخرج"، لن يمكننا الخروج بسهولة، فالحكايات تتوالد وتتنامى لتصيغ عالما من المتعة، حكاية الجد أو حكاياته المخترِقة حجب الزمان والمكان.. ليس بالإمكان الإمساك بملامحه ومعرفة قسماته، غير مسموح الاقتراب منه ومحاورته، لا عمر له ولا اسم له، هو فقط روح تملأ المكان بسطوة أسطورية.<br />وهناك حكايات جانبية يحذر الجد حفيده منها: "حذار أن تشغلك الحكايات الجانبية"، الخالة طيبة التي ربت الحفيد، يوم أن جاءوا به إلى سيدي براني، "الغزالة" التي قامت بإرضاعه، "وسمعان" خادم الجد الذي يسمع فقط ليحتشد صمته بكل الحكايات.<br />الحكايات الجانبية هي أكثر إنسانية، أصحابها من لحم ودم، وهم أكثر حضورا، لكن حذار ان تشغلك حكاياتهم، إنهم فقط علامات على طريق ممتد، طريق الحكي أو طريق الحياة.</span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-11985551291861278792010-10-03T02:23:00.002+14:002010-10-03T02:50:08.850+14:00حوار جريدة الأخبار حول سيدي براني<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjil-Z4_k5P-F4NTpqRPdzoi7woKFybpFoOOsFpFkqsHrqsitE-lD3CAdPNOmxE_5PgoM8UUTgO9GzsOdZOLdT41TLGWCyjWEifT25tMMVKSRc_qYlkPCde3KJsiLZFnQDgoNwhaHRonCgV/s1600/akhbar.png"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5523430010234709714" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 91px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjil-Z4_k5P-F4NTpqRPdzoi7woKFybpFoOOsFpFkqsHrqsitE-lD3CAdPNOmxE_5PgoM8UUTgO9GzsOdZOLdT41TLGWCyjWEifT25tMMVKSRc_qYlkPCde3KJsiLZFnQDgoNwhaHRonCgV/s400/akhbar.png" border="0" /></a><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh7DisBUytlpCAU3k-csEEsxvWXVACEIZ48bZSBDDNHNu0W_JFFnwuLqOUZAgXuq1NY5mV2AvJJ1wFvrKELR9pp7InRTAMgf3TY0sLbXoSRaRnpzf7MSFW3IInYvdLBeCOAHOHVP2er4uxc/s1600/untitled.bmp"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5523428677692822850" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 268px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh7DisBUytlpCAU3k-csEEsxvWXVACEIZ48bZSBDDNHNu0W_JFFnwuLqOUZAgXuq1NY5mV2AvJJ1wFvrKELR9pp7InRTAMgf3TY0sLbXoSRaRnpzf7MSFW3IInYvdLBeCOAHOHVP2er4uxc/s400/untitled.bmp" border="0" /></a><br /><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong><br />محمد صلاح العزب: سيدي براني استكملت أضلاع مثلث الرواية</strong></span></p><br /><br /><p><span style="font-size:130%;"><strong><em><span style="color:#000099;">حوار رشا حسني – جريدة الأخبار</span></em></strong></p><strong><em><span style="color:#000099;"></span></em></strong><br /><br /><p align="justify"><br />كعادته لا يكتفي محمد صلاح العزب على طريق عبّده من قبل، فهو في روايته الجديدة سيدي براني الصدارة مؤخرا عن دار الشروق يذهب بمشروعه الإبداعي إلى منطقة جديدة تجمع بين الواقعية والفانتازيا ويطعم نصه السردي الذي يفيض بالشاعرية بتساؤلات وجودية يصيغها ببساطة دون تعال على القارئ ليمكنه من الاشتباك معها.<br />أما التحدي الحقيقي الذي واجه العزب في "سيدي براني" فقد تمثل في مدى قدرته على صياغة عالم متكامل متعدد المستويات ورصد تغيراته في مدى زمني ممتد.<br />سيدي براني هي نفسها صلاة العزلة التي اشتغل عليها العزب أكثر من سبع سنوات، باحثا عن عالم روائي مختلف، وحملت الرواية تجديدا شكليا يبدو في حجم الرواية الذي وصل إلى مائتي صفحة بخصوص رواياته السابقةالتي لم تكن تتجاوز مائة صفحة وتجديدا في المضمون تجلى في لغة السرد وبنية الرواية.<br />وتثير الرواية تساؤلات ناقشنا بعضها في حوارنا مع العزب.</p><br /><br /><p align="justify"><br /><span style="color:#ff0000;">ـ اختيارك لعنوان الرواية يوحي بأن المكان بطل رئيسي فيها لكن يبدو أن سطوة الحكاية أخفت كثيرا من شخصية المكان.. فهل قصدت خدعة القارئ؟</span></p><br /><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;"><br /></span>** عنوان الرواية "سيدي براني".. وسيدي براني علم على شخص هو المتصوف الليبي الذي وقع في الغرام فتم طرده فبدأ حياته في مكان آخر، وعلم على مكان وهو المدينة الصغيرة الواقعة قرب الحدود المصرية الليبية، وعلم على حكاية ارتباط هذا الشيخ بهذا المكان، وهذه العلاقة بين الإنسان والمكان والحكاية هي روايتي، ويمكنك تتبع هذا مع كل شخصياتها: الشيخ، سمعان، الراوي، مريم، طيبة، إلخ، فكأنه مثلث لا يمكن له أن ينغلق إلا بأضلاعه الثلاثة، والحياة نفسها هكذا، بمجرد تفاعل الإنسان مع أي مكان تكون هناك حكاية تستحق أن تروى. وسيدي براني الشخصية الحقيقية له حكايتان: حكاية رسمية تخفي ذكر العشق والطرد في قصته واختفاءه في النهاية، وقصة شعبية أسر لي بها البدو هناك ولا يعرفها الكثيرون حتى منهم، وهي التي ذكرتها في الرواية.<br /><span style="color:#ff0000;"><br />ـ طرقت في هذه الرواية عالما مختلفا تماما عن روايتيك السابقتين فهل تقصد تغيير هوية رواياتك من الواقعية الى الفانتازيا واخيرا الجمع بينهما معا في "سيدي براني"؟ </span></p><br /><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;"><br /></span>** طوال الوقت أكتب في منطقتين واقعية وفانتازية الأولى تمثلها وقوف متكرر والثانية سرير الرجل الإيطالي، ولكل منطقة منهما جمالياتها المختلفة تماما، لكن سيدي براني أتت من منطقة ثالثة، وهي التحام الأسطورة الموروثة بالحياة الواقعية للرواي وكيف أثر هذا في شخصيته، فهو مثلا حين أتى إلى القاهرة في نهاية رحلته لم يعرفها جيدا وبالتالي لا نجد صورة واضحة للقاهرة كما نعرفها نحن، حتى سيدي براني التي عاش فيها لا تمثل إلا وجهة نظره عنها، مما صبغ الواقع بصبغة أسطورية كأننا نشاهد هذه الأحداث في فيلم تاريخي حتى وهي تجري حولنا. لكن هذا ليس معناه اللعب في هوية رواياتي، فأنا لا أحب أن يلعب فيها أحد، والرواية المقبلة مثلا هي رواية واقعية تماما تدور في القاهرة، وأنا أعتبر مشروعي الإبداعي ينقسم إلى قسمين: الأول هو الحفر في القاهرة تحديدا، بكل ما فيها من أماكن وحياة وبشر وخبرات وحكايات، والثاني: اللعب مع اللغة والخيال، والقسمين لا فاصل بينهما فهما يبتعدان ويتقاربان ويتداخلان طوال الوقت حسبما يتراءى للكتابة.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">ـ ما هي دلالة الحيوات المتعددة في شخصية الجد؟ </span></p><br /><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;"><br /></span>** هناك فكرتان انطلقتُ منهما، هما مصدر فكرة الحيوات المتعددة، الفكرة الأولى: تناسخ الأرواح، فكرت لماذا لا يتم التناسخ لنفس الشخص لماذا لا تخرج منه الروح وبدلا من ان تذهب لكائن حي تعود إليه مرة أخرى؟ والفكرة الثانية هي الخلود، الحلم اللأثير للبشرية، فرغم أن الخلود هو ما يتمناه كل حي إلا أنها أمنية لا تلتفت للطبيعة البشرية، فحاولت أن أفكر وأطرح السؤال وألعب معه فنيا: هل نحن كبشر بطبيعتنا وصفاتنا مؤهلون لفكرة الحياة إلى الأبد حتى لو تخللتها أوقات من الموت؟ وهل هذا ما نريده فعلا؟ وهل الموت ضد الإنسان أم معه؟ وكل ما فعلته أنني مددت الخط على استقامته غير حريص على الوصول إلى إجابة شافية، لأنها غالبا غير موجودة.<br />وتجليات هذه الحيوات المنفصلة تتضح أكثر في الحياة الأخيرة للجد، حيث بدت أسئلته عن الحياة والموت والإله أكثر وضوحا وتحديدا.<br /><br /><br /><span style="color:#ff0000;">ـ عندك ولع باستخدام "ليد" أو مقدمة لفصول رواياتك إلى أي حد تخدم تلك الاستشهادات بنية الرواية؟</span></p><span style="color:#ff0000;"></span><br /><br /><p align="justify"><br />** فعلت هذا في روايتين: سرير الرجل الإيطالي وسيدي براني، وفي العملين كانت هناك ضرورة فنية وجمالية من وجهة نظري لتصدير الفصول بهذه النصوص، فالرجل الإيطالي يدعو إلى ديانة جديدة ولديه نص مقدس يمثل محور ديانته، فكان مهما أن آتي ببعض مقاطع من هذا النص المقدس، ووضعتها في بدايات الفصول بشكل مستقل ومميز كخارطة للوصول إلى عمق الشخصية، وهنا في سيدي براني لدينا رجل عاش 13 مرة يسر لأولاده وأحفادة بمقولات صوفية ليهديهم طريقهم في الحياة، وفي العملين هذه المقاطع تصنع نصا جماليا مختلفا وموازيا للنص الأصلي وتعطي ملامح حقيقية واضحة للشخصية الرئيسية.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">ـ حضور المرأة في الرواية واضح لكنها دوما تصور كـ"متاع" فيما عدا شخصيتي مريم وطيبة.. لماذا؟</span></p><br /><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;"></span><br />** بالعكس تماما، معظم إن لم تكن كل الشخصيات النسائية في الرواية فاعلة تماما، بدءا من الخادمة العجوز التي وقفت أمام أهل القرية جميعا في البداية لتنقذ الجد وتمنحه جمال حياته الأولى، حتى الغزالة المرضعة التي تعمل لإطعام زوجها القعيد وتدخل في غرام معلق مع ظالم، مرورا بالفتاة الهندية التي تأبت على الجد لتحرق نفسها مع جثمانه، حتى صبر الطفلة الصغيرة التي حلمت بأن تصبح ممثلة لكن الواقع وظروف الحياة البدوية قهرا حلمها الصغير.<br />ـ استخدام نصوص "الطاو" التراثية هل جاء استجابة لضرورة فنية أم أنه مجرد إخلاص لصيغة الرواية الحديثة المتحررة من التابوهات؟<br />** لم تعد هناك تابوهات أصلا، وبما أن الرواية تتعرض لهذه الأزمنة التراثية، فإن استخدام "الطاو" جاء استجابة لضرورة جمالية.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">ـ قلت على لسان إحدى الشخصيات "البلاد تقاس برجالها ولا يقاس الرجل ببقعة من الارض يمكنه أن يتركها الى غيرها" إلى أي حد يعكس ذلك مفهوم الوطن لدى جيلك؟ </span></p><br /><br /><p align="justify"><span style="color:#ff0000;"><br /></span>** الوطن الذي لقنونا إياه ونحن صغار هو أناشيد الصباح من نوعية: مصر هي أمي نيلها هو دمي، وحين كبرنا فوجئنا بأن الوطن هو الابن الذي يقتل أمه من أجل عشرة جنيهات ثمن سيجارة البانجو، والموت على شواطئ الهجرة غير الشرعية، والخضار المسرطن، والمياه الملوثة والتسول من أجل بناء مستشفى. والمطلوب منا هو ترميم هذا الوطن الفاسد حتى يصبح صالحا للاستهلاك الآدمي.<br /><br /></span></p></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-15819875108169833732010-10-03T01:46:00.004+14:002010-10-03T03:17:47.808+14:00سيدي برّاني.. حكايات العزب عن جده الأسطوري الذي لا يموت<div align="justify"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFLjq4UQvMjYlslfrdto2NA0cCuT1Po-8j0CzA6xRbly7pfLJ1EdTI79QJVw38nYUORsXWp36FelKOSAuBu1TseAhItohZBAWHornJ7Mx0Zr5UYUMXTwipnN2EV67nj5laDZXV7tj9Bhyp/s1600/Sedy_barany22.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5523415674026150962" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 306px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFLjq4UQvMjYlslfrdto2NA0cCuT1Po-8j0CzA6xRbly7pfLJ1EdTI79QJVw38nYUORsXWp36FelKOSAuBu1TseAhItohZBAWHornJ7Mx0Zr5UYUMXTwipnN2EV67nj5laDZXV7tj9Bhyp/s400/Sedy_barany22.jpg" border="0" /></a><span style="color:#ff0000;"> </span><br /><div align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">سيدي برّاني.. حكايات العزب عن جده الأسطوري الذي لا يموت</span></strong></div><br /><span style="font-size:130%;color:#000099;"><em><strong>** مقال وجدي الكومي في اليوم السابع</strong></em></span><br /><span style="font-size:130%;">يتسبب رحيل بعض الأحباء فى العائلة إلى إتجاه الروائيين لإعادة إكتشاف النقاط المضيئة فى حياتهم، وإستعادتهم من خلال عمل روائى ، وهو ما فعله الروائى محمد صلاح العزب فى روايته " سيدى برانى" الصادرة حديثا عن دار الشروق، حيث وضع شكرا فى نهاية الرواية لروح جده العزب، قال فيه: لم أكن أتصور فى حياته أنه يحتل كل هذه المساحة من روحى، لولا انفصاله عن جدتى واختياره "سيدى برانى" مكانا لعزلته لما عرفت بوجود هذه المدينة على الخريطة، ولما كانت هذه الرواية.<br />تبدأ " سيدى برانى" التى تدور أحداثها بين ثلاث أماكن هى القاهرة وسيدى برانى على حدود مصر الغربية، وباريس، بالجد الذى يحكى حكايته الشاب راوى الحكاية قائلا: حين مات جدى للمرة الأولى لم يكن يملك سوى عصا من خشب ردئ وجلباب طويل، حفروا له على عجل حفرة غير عميقة بجوار جثمانه تماما، فتعفر وجهه واختفت ملامحه، خيطوا له الجلباب على جسده من أسفل، وتحيروا فى رأسه، فوضعوه فى الكيس القماشى الذى اعتاد أن يحمل فيه طعامه، دفعوه حتى سقط فى الحفرة وأهالوا التراب على جسده وانصرفوا دون أن ينظر أحدهم وراءه.<br />هكذا يفتتح العزب الرواية بالجد وينهيها بالتنويه الذى يشكر فيه جده العزب وفيما بينهما يحكى لنا الشاب راوى الحكاية قصص ثلاث عشرة حياة يحياها جده، فيشير فى أولى صفحات الرواية إلى أن طفلا صغيرا عاد إلى موضع دفن الجد، فوجد الجلباب والكيس القماشى مفرودين على سطح الحفرة الذى ظل ممهدا كما تركوه، وهو ما جعل الناس يبنون فوق القبر ضريحا يزوره المريض والمحتاج والمربوط.<br />فى أولى حيوات الجد، يعثر عليه أهل إحدى القرى طفلا عمره 4 أعوام، متمددا على شاطئ النهر، له شارب ولحية مكتملين، كأنه شاب فى العشرين، يظنه أهل القرية طفلا مسحورا، وتظهر دعوات تطالب بقتله، حيث يصفه البعض بأنه ليس إنسيا، فيما يقول العقلاء من أهل القرية أنه ليس مسحورا، ولكنه ابن خطيئة، وفى هذا الموضع المبكر جدا من الرواية يبدأ العزب محاولة إستعادة التراث الصوفى بنسج الأساطير حول هذا الطفل، فأهل القرية يعبثون فى جسده، وفمه، ويحاولون التحقق من لحيته وشاربه، بل ويضغطون على أسنانه لإختبار قوتها، دون أن ينجحوا فى جعله يتخلى عن ابتسامته.<br />يعيش الجد فى هذه القرية فى كنف خادمة عجوز تتهيبه أولا، ثم لا تلبث أن تكتشف رجولته الكاملة، فتستعيد معه شبابها بالكامل، ويختفى من رأسها المشيب، ويعود جسدها مفرودا كما كانت شابة، تتشبث الخادمة العجوز بالطفل، وتدافع عنه وتستمر علاقاتها به، حتى تفاجأ بحملها منه، فيحاكمها أهل القرية بتهمة الوقوع فى الخطيئة ويتهمون ظلما أحد باعة الأقمشة بالقرية، لأنهم لا يتصورون أن الطفل هو والد الجنين.<br />ينتقل العزب بعد هذا الجزء إلى حكاية أخرى هى قصة " الحفيد " الراوى الذى يقص حيوات جده، والذى يقوم أخواله بتسليمه لجده، الذى يعيش فى عزلته فى سيدى برانى، بعد أن تلتهم النيران أبويه فى حادث أليم ، بل يؤثر أن يؤخرها حتى يقص قصة حياة الجد فى باريس والتى يرحل إليها فى رحلة دراسية بعد أن عاش حياة أخرى عامرة فى كازينو بديعة مصابنى، يلتقى فيها بنجيب الريحانى، ويكاد يقع فى حب الراقصة " ببا" ويعمل مشرفا على أعمال رجل الأعمال " التونسى" الذى يفتح قصره لحفلات المخنثين ولكن العزب لا يعمد إلى قص الحكاية بهذا الترتيب فالقارئ يصادف أولا قصة سفر جد الشاب إلى فرنسا فى الصفحة 25 ثم يستكمل دائرة الحكاية فى الصفحة 155 وفيما بينهما نتعرف على حيوات متعددة للجد، يقود فى إحداها ثورة ضد أحد الحكام لينتزع منه سلطة الحكم حين يدعي النبوة ويصدقه أتباع هذا لحاكم، كما نتعرف على العم سمعان المريد الأمين الذى يصطفيه جد الشاب فى عزلته بسيدى برانى، ليحكى له أسرار حيواته المختلفة، والذى بدوره يحكيها للشاب، يجلس سمعان الشاب أمامه ويحكى : أول ما جاء أخوالك إلى سيدى برانى، ونزلوا من السيارة الكبيرة الصفراء التى تبرق فى الشمس كسبيكة الذهب، والتى كتب على جانبيها كلام كثير بلغة لا أعرفها تحلق الصغار حول السيارة وتركت النسوة ما بأيديهن ليتفرجن، نزل أربعة رجال يحملون رضيعا ويسألون عن الشيخ، ولما علموا أن حوش جدك بعيد، سألوا عن طبيب للرضيع الهالك".<br /></span><br /></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-71732692194680559402010-09-05T09:28:00.002+14:002010-09-05T09:34:26.603+14:00<div align="center"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiI94IjnkgNuRpcEl5aFPTJelrTQAxUL7OjZbKfUx_-gGfL0YpagMGOgUgLdoNnJWD-fi-l_jfeaqdtY-uSgcVpkRkahfW4DbsFRWutGY27fmnBIX8an2sPQk3InmRpTqsXHTpztGYPpDwV/s1600/hadi60.jpg"><strong><span style="font-size:130%;"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5513143190682309442" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 275px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiI94IjnkgNuRpcEl5aFPTJelrTQAxUL7OjZbKfUx_-gGfL0YpagMGOgUgLdoNnJWD-fi-l_jfeaqdtY-uSgcVpkRkahfW4DbsFRWutGY27fmnBIX8an2sPQk3InmRpTqsXHTpztGYPpDwV/s400/hadi60.jpg" border="0" /></span></strong></a><strong><span style="font-size:130%;"> </span></strong></div><div align="center"><strong><span style="font-size:130%;"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">هل سيقول الرئيس لوزير الثقافة مجددا: ارمي ورا ضهرك يا فاروق؟!</span><br /> </span></strong></div><span style="font-size:130%;"><div align="justify"><br /><strong>يبدو والله أعلى وأعلم أن هناك حفرة خلف ظهر وزير الثقافة الفنان فاروق عبد العزيز حسني، اعتاد أن يرمي فيها كل إخفاقاته وفشله الدائمين، حتى وصل أمر الحفرة إلى الرئيس بعد فضيحة اليونسكو وهزيمة الفنان المدوية فيها، فحاول مبارك التخفيف عن الوزير فقال له: ارمي ورا ضهرك.<br />السؤال الآن: ما هو عمق واتساع حفرة الوزير؟ وهل ستحتمل فضيحة زهرة الخشخاش مثل كل الفضائح السابقة؟ ولماذا لا يريح الرئيس وزيره الأثير ويقيله ليردم بهذا القرار حفرة ظلت مفتوحة طوال ربع قرن هي عمر الوزير في الحفرة، أقصد الوزارة.<br />الوزير بعد لفافة الخشخاش المهربة من المتحف قال: أنا مش بقرة، وموقعتش، ومش هتكتر سكاكيني.<br />لفافة الخشخاش على ما يبدو أذهبت رباطة جأش الوزير (رغم أني لا أعلم ما هو الجأش تحديدا)، فقال إن الفضيحة ليست في سرقة اللوحة لأن اللوحات بتتسرق في جميع أنحاء العالم على رأي اللمبي: الديزة وشبرا وعابدين، لكن الفضيحة في الطريقة التي سرقت بها، وهو ما يعني أنها لو سرقت بطريقة أفضل لما كانت هناك مشكلة، وهو ما يعني أن الوزير ربما يقيم دورات تدريبية للصوص اللوحات ليتعلموا السرقة بطرق لا تحرج الوزارة، أسوة بالسرقات التي تتم في فرنسا واليابان وأمريكا.<br />حجة الوزير كما نعلم جميعا "مسح التختة"، فتحجج الوزير بأنه "مكنش يعرف" أن المتحف بدون أجهزة إنذار، وإنه "بالعقل كده" لو كان يعرف أنه عار من الإنذار لما تركه مفتوحا. وهنا يجب أن نعطي الرجل عذره كاملا "مكنش يعرف"، لكن إن شاء الله المرة اللي جاية هيحاول يقوم بشغله ويتابع المتاحف ويعرف كل حاجة، والحمد لله إنها جت على قد زهرة الخشخاش، لأنها إن كانت حلال أدينا بنعرضها وإن كانت حرام أديها اتسرقت.<br />بعد كل هذا يجب ألا يظن مغرض أن الوزير متمسك بالبقاء في منصبه، بالعكس الرجل قال إنه يرحب تماما بقرار إقالته على أن يأتي من فوق، دون أن يذكر لماذا لا يستقيل من تلقاء نفسه، لكن يبدو أن يؤمن بالمثل: بيد الرئيس لا بيدي، وقال إن قرار الإقالة "هيريحه"، لأنه على وشك "الانتحار" بسبب كوارث وزارة الثقافة.<br />طبعا مهما كنا نحمل من الشر لا نريد أن نقرأ خبر انتحار وزير الثقافة، لهذا أطالب بحملة لنزح حفرة الوزير، حتى تصبح خالية وقادرة على احتمال المزيد من الفضائح والكوارث، وحتى نهتف جميعا: ارمي ورا ضهرك يا فاروق.</strong></div><div align="justify"> </div><div align="justify"><em><span style="font-size:85%;color:#ff0000;"><strong>** الصورة تخيلية لحفرة فاروق حسني وما حولها</strong></span></em><br /></div></span><div dir="rtl" align="right"></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-53078470549778790412010-08-30T09:43:00.005+14:002010-08-30T09:59:48.525+14:00سيدي براني - الشروق<div align="justify"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoAHn9GDQine58TNnZMjxAPO2kX_py-xC9C-kng0JqDKDv9YZVTrtebylsGduQl1UO4742OEkjIc9ANqQr9Sj769Ki1ZfafZxBhKziQjfdgUr3kWefxzK8pe5WBczn0CpQHQogqHnNKde6/s1600/Sedy_barany22.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5510921539817621234" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 306px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoAHn9GDQine58TNnZMjxAPO2kX_py-xC9C-kng0JqDKDv9YZVTrtebylsGduQl1UO4742OEkjIc9ANqQr9Sj769Ki1ZfafZxBhKziQjfdgUr3kWefxzK8pe5WBczn0CpQHQogqHnNKde6/s400/Sedy_barany22.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="center"><br /><span style="color:#ff0000;"><span style="font-size:180%;"><strong><span style="font-family:georgia;">سيدي برّاني</span><br /></strong><br /></span><strong><span style="font-size:180%;">ـ 1 ـ<br /></span></strong></span><strong></strong></div><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;">حين مات جدي للمرة الأولى، لم يكن يملك سوى عصا من خشبٍ رديء وجلباب طويل.<br />حفروا له على عجلٍ حفرة غيرَ عميقة بجوار جثمانه تماما، فتعفر وجهُه واختفت ملامحُه.<br />خيّطوا الجلباب على جسده من أسفل، وتحيروا في رأسه، فوضعوه في الكيس القماشي الذي اعتاد أن يحمل فيه طعامَه.<br />دفعوه حتى سقط في الحفرة، وأهالوا التراب على جسده وانصرفوا دون أن ينظر أحدُهم وراءه.<br />طفل صغير رجع بعد قليل بحثا عن ضفدعة يسمع نقيقها ولا يراها، وجد الجلباب والكيس القماشي مفرودَين على سطح الحفرة الذي ظل ممهدًا كما تركوه.<br />ناداهم الطفل فرجعوا، وحين رأوا الملابسَ طفت وحدها على وجه الأرض، دون الجسد الذي كان بداخلها، قالوا: هذه معجزة.<br />بنوا فوق القبر ضريحًا، يزوره المريض والمحتاج والمربوط والتي لا تلد، دون أن يفكروا في نبش التربة ليتأكدوا من وجوده داخلها. </span></div><br /><div dir="rtl" align="center"><br /><span style="color:#ff0000;"><strong><span style="font-size:180%;">ـ 2 ـ</span><br /></strong></span></div><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;">لا أحد يعلم لجدي أبًا ولا أمًّا، وجدوه متمددًا على شاطئ النهر، يمد يده يغترف من الماء ويشرب وهو يبتسم.<br />عمره أربعة أعوام، وله شارب ولحية مكتملين كأنه شاب في العشرين.<br />هذه اللحظة تحتفظ بها ذاكرته جيدًا، أقبلوا عليه وحملوه إلى بيت كبير القرية، فأتى له بخادمة عجوز، وأمرها أن تطعمه فرفض، واكتفى بشرب كثير من الماء، حاولت الخادمة أن توقفه على قدميه حتى يسير فلم يستطع الوقوف، ولم يتكلم، فقط يبتسم ابتسامة واسعة.<br />اجتمع عدد كبير من رجال القرية، وجلسوا حوله وهو متمدد بينهم، يظنون أنه لا يفهم ما يقولون.<br />قال بعضهم إنه ليس إنسيًّا، فرد عليهم آخرون بأنه طفل مسحور، واعترض العقلاء وقالوا ليس مسحورا ولكنه ابن خطيئة ألقته أمُّه بعد وضعه، وقال عرّاف القرية إنه سيكون سببًا لهلاكهم، فاقترح بعضهم قتله، وقالوا: حتى لا يفتن الناس، فاعترضت جماعة وقالوا: لا تقتلوه، وأعيدوه إلى شاطئ النهر ولا علاقة لكم به.<br />رجل الدين قال إن حالته لم يرد ذكرها في الكتب المقدسة، ولهذا فهو شيطاني وليس إلهيا، وقال الطبيب: هذه حالة غير علمية، وربما يكون هذا الطفل بداية تحوّل لا تحمد عقباه في السلالة البشرية.<br />يتحدثون، ويطيلون النظر إليه، يفردونه أمامهم، ويعبثون في جسده، يحملونه ويقذفونه في الهواء، متحسسين أنفه وعينيه، كلهم جذبوه من لحيته وشاربه ليتأكدوا من أنهما حقيقيين، وفتح أحدُّهم فمه وضغط على أسنانه ليختبر قوتها. كل ذلك دون أن ينجحوا في جعله يتخلى عن ابتسامته.<br />مر بنفس الجلسة أكثر من مرة في أكثر من قرية، ومازال يذكر تفاصيل كل مرة، فظل يتأمل ملامحهم التي يجدها متطابقة، ويسمع أصواتهم كصرير في أذنيه.<br />لم يتوصلوا إلى قرار في اليوم الأول، وأنهكتهم المناقشة، فأعطوه للخادمة العجوز ليبيت معها الليلة، وانصرف كل منهم إلى بيته، واتفقوا أن يجتمعوا في الصباح التالي ليقرروا مصير الطفل الغريب.<br />حملته الخادمة، كان ثقيلا، لكنها أمسكته بيديها فقط، حريصة ألا يقترب جسده من جسدها، وقطعت المسافة الطويلة من بيت كبير القرية إلى غرفتها المواجهة للنهر وهي خائفة ومتعبة، تنقل قدميها بصعوبة، وتجلس لتستريح كل قليل.<br />تريده أن يكف عن الابتسام أو أن يبكي كالأطفال في سنه لتطمئن، لكنه لم يفعل، فضغطت على جسمه بقوة، وقرصته بأصابعها النحيلة في جنبه، فدفع يدها في رفق وهو يحدق في عينيها مبتسما حتى كفّت.<br />فكرت أن تتركه في وسط الطريق، وفكرت أن تغرقه في النهر لتتخلص منه، وقالت في نفسها إنها لو أضاعته فلن يهتم أحد به، وسيصدقونها لو اخترعت لهم أي حكاية بشأنه، ستقول لهم إنه تركها وجرى، أو إنه تحول إلى جني وقفز في النهر، أو إنه اختفى فجأة، لكنها خافت من عينيه اللتين تحدقان في عينيها مباشرة، وانتهت إلى أنها لا تستطيع قتل طفل يبتسم بهذه الصورة.<br />دخلت غرفتها، وأضاءت المصباح بسرعة، وضعته على فراشها، وظلت واقفة بجواره، شعرت بالجوع وخافت أن تنشغل عنه بصنع الطعام، خلعت شالها ووضعته على وجهه لتخفي عينيه، فدفعه بيده، حاولت أن تضحك له وأن تُلَعِّب ملامحها، حملته وقذفته في الهواء حتى يضحك، دغدغته في قدميه وتحت إبطيه فلم يضحك، اتسعت ابتسامته قليلا فقط، خجلت أن تبدل ملابسها أمامه، فجلست بجواره على حافة السرير حتى غلبها النعاس.<br />استيقظت بعد قليل على بلل أسفل مؤخرتها، قامت مفزوعة فوجدته قد تبول على الفراش، ابتسمت رغم بلل ملابسها، ونزعت عنه ثوبه، فظهر شعر كثيف في صدره وعانته، ورأت أمامها عضوًا مكتملا لرجل، تراجعت وهي خائفة، لكنها لم ترفع عينيها عنه، وشعرت بالرغبة.<br />أحضرت إناء به ماء وغسلته من أسفل، فانتصب عضوه في يدها، تحاشت أن تنظر إلى عينيه، وأطالت عملية الغسل، ثم نظرت إلى وجهه فوجدته مبتسمًا وعينيه نصف مغمضتين، خلعت ملابسها ثم صعدت فوقه حتى شعرت به داخلها، وبدا هو مستمتعًا يتحرك بمهارة من اعتاد المضاجعة.<br />أيقظتها الشمس حين سقطت على عينيها، قامت تتمطى في كسل وهي تمرر يديها على نهديها، انتبهت لعريهما فألبسته ملابسه التي جفت، ووقفت تغتسل أمامه وهي تغني وتصفف شعرها، وهو يتأملها مبتسمًا فشعرت بالرضا. فوجئت بجسدها مفرودا أكثر من الليلة السابقة، وبشعرات سوداء جديدة وسط شعرها الثلجي، ارتدت جلبابا نظيفا وحملت الطفل وخرجت لتجد أكثر أهل القرية مجتمعين أمام بابها، يريدون أن يشاهدوا الطفل ذا اللحية الذي لا يأكل ولا يضحك ولا يبكي ويكتفي بالماء فقط.<br />حين تجمهروا حولها خاف منهم، غطت وجهه بشالها حتى لا يحدقوا فيه، وضمته إليها بقوة وأعطتهم ظهرها لتحميه من عيونهم فشعر بالطمأنينة، والنساء يقتربن منها فلا يرين إلا وجهها، فيسألنها:<br />ـ كيف صغرتِ هكذا؟<br />هرولت وهم يسيرون بجوارها، وحين وصلت إلى بيت كبير القرية والرجال مجتمعون لديه، دخلت فطلبوا منها الطفل، فقالت:<br />ـ ماذا ستفعلون به؟<br />نهروها لأنها خادمة ولا يجب أن تتكلم في مجلس الرجال، تشبثت بالطفل ورفضت أن تتركه لهم، وأمسك هو بأنامله الصغيرة ثيابها وجذبها إليه بقوة خائفًا أن تتركه، فأخبروها باتفاقهم على أن يحملوه ويتركوه في القرية المجاورة أمام الشاطئ؛ لأنهم علموا أن أهل القرى السابقة كلهم فعلوا هذا. وُجد عاريًا في القرية الأولى على شاطئ النهر، فألبسوه، وظلت كل قرية تلقيه للتي تليها حتى وصل إلى هنا.<br />بكت العجوز، وجرت بالطفل من أمامهم، فلم يهتموا بها، وقالوا:<br />ـ العجوز أراحتنا.<br />في الخارج جرى أهل القرية خلفها، فجرت من أمامهم، ولم يستطيعوا اللحاق بها.<br />دخلت غرفتها وأغلقتها أمامهم. وضعت الطفل برفق على الفراش، ثم خرجت وهي تمسك في كل يد سكينا، وهددت بقتل من يقترب منهم.<br />تفرق أهل القرية وقالوا إن الطفل مسحور وإنه أصاب العجوز بالجنون.</span></div><br /><div dir="rtl" align="center"><br /><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">ـ 3 ـ</span><br /></strong></div><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;">لم تصدق العجوز في البداية أن يكون طفلا رغم ملامحه الطفولية وتبوله في الفراش، توقن أنه قزم بالغ عاجز عن الكلام والسير، وأن أحدًا غيرها لم يكشف هذا. أخفته في حجرتها ولم تخرج به مطلقًا، وحين تحلق له شاربه ولحيته ويبتسم يبدو بريئا كرضيع.<br />في البداية حفّظته اسمها فكان يناديها به دون أن يجيد نطقه، وعلمته بعض الكلمات، وعوّدته بعض أنواع الطعام، وأتقن السير ممسكًا بيدها، وفي أيامها الأخيرة معه صار يتكلم ويأكل ويسير.<br />تضاجعه عدة مرات في اليوم، ويقذف داخلها فلا تفكر لحظة أنه طفل. حاولت أكثر من مرة أن تسأله عن اسمه أو عن حياته قبل أن يأتي إلى القرية، فلم يبد أنه يفهمها. تود أن تناديه باسمه لكنها لا تعرفه، تفكر أن تمنحه اسما جديدا لكن تتراجع حتى لا يصير له اسمان. تستغرب من نمو جسده، ومن أنه لا ينام إلا قليلا، لكنها أحبت هذا حين أيقظها ذات ليلة قبل أن يلدغها ثعبان تسلل من أسفل باب الحجرة.<br />تجلس أمامه عارية تتأمل التغيرات التي حدثت في جسدها، نبتت لها أسنان كاملة قوية، عاد شعرها كله إلى لونه الأسود القديم، طالت قامتها مرة أخرى، اختفت التجاعيد من بشرتها، استعاد نهداها تماسكهما، وصار باستطاعتها أن تمشي طويلا، وأن تجري، وأن تحمل أي شيء ثقيل، بعد أن كانت تنقل إناء الطعام بصعوبة. لكنها لم تصدق نفسها حين نزل منها الدم أول مرة، ظنته نزيفًا، وحين عاد إليها في الشهر التالي كانت مفاجأتها قوية، ولم تدر ماذا تفعل.<br />أهل القرية صاروا يخافون المرور أمام حجرتها، يقفون بعيدًا يراقبون الطفل وهو يخرج ليلعب وقد أصبح أطول بشارب ولحية نابتين إذا لم تحلقهما له الخادمة.<br />النسوة أصررن على معرفة سر عودتها إلى شبابها، فتسللن ليلا ونظرن من فرجات الباب، ورأينها وهي تضاجع الطفل.<br />لم يعد أحد يجعلها تخدم في بيته، الرجال قالوا إنها مجنونة أو مسحورة، والنساء خفن على رجالهن من جمالها الذي عاد، فصارت تنزل من حجرتها إلى السوق مرة كل أسبوع تتسول طعامهما، وتتحايل على مراودة الباعة لها عن نفسها، لكنها في المرة الأخيرة تركت بائع الأقمشة يقبّلها، وأخذت منه قطعة قماش وإبرة وخيطا، وعادت إلى الحجرة تحوك ثوبًا جديدًا للصغير، بدلا من ثوبه الذي قصر إلى ركبتيه.<br />مرة أخرى انقطع عنها الدم، أيقنت أنها ستعود عجوزًا مرة أخرى، نظرت إلى ملامحها وشعرها، فلم تجد تغيرًا، انتظرت الشهر التالي فلم يأت الدم أيضًا، بعدها بثلاثة أشهر أكد لها حجم بطنها أنها حامل.<br />انتقل خبر الحمل بسرعة داخل القرية، تناقلته النسوة، ثم نقلنه إلى الرجال في لحظات المضاجعة رغبة في القضاء عليها، حتى الأطفال ظلوا يتهامسون به في حلقات الدروس.<br />اجتمع الرجال في بيت كبير القرية وقرروا قتل الخادمة بعد أن يعرفوا الفاعل.<br />أحضروها موثقة إلى الساحة، واجتمع كل أهل القرية، رفضت الخادمة في البداية أن تذكر اسم الفاعل، لكن قانون القرية هو تعذيب الزانية حتى تعترف، أحرقوا شعرها وأذنيها ففقدت الوعي أكثر من مرة، وفي النهاية أشارت بسبابتها إلى بائع الأقمشة فاقتادوه معها، إلا أنه ظل يصرخ بأنه قبّلها فقط، فألصق التهمة بنفسه أكثر، طبقوا عليهما قانون السفاح: جردوهما من ملابسهما، وقطّعوا أطرافهما الأربعة، علقوهما في نخلتين متجاورتين، بعد أن دهنوا أماكن البتر باللبن والعسل فتعفنت، وتجمعت على جسديهما الحشرات والديدان، ونهشتهما الطيور الجارحة.<br />في البداية مات بائع الأقمشة، ثم ماتت الخادمة وهي شابة بملامح هادئة، كأنها نائمة فقط، لم يبد عليها أي ألم، وعلى شفتيها ابتسامة تشبه ابتسامة ذكر أقام لديها عامًا كاملا، عشقته وضاجعته كثيرًا حتى حملت منه، دون أن تفكر لحظة أن أب جنينها لم يتجاوز الخامسة من عمره.</span><br /></div><br /><div dir="rtl" align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">ـ 4 ـ</span></strong><br /></div><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;">بمجرد أن صدر الحكم بموت الخادمة وبائع الأقمشة جرت النسوة من الساحة إلى غرفة الخادمة، كل منهن تمني نفسها بكفالة الطفل. العجائز كن في المؤخرة يجرين بأقصى ما يستطعن، والشابات واللواتي في منتصف العمر يتدافعن بجذب الشعر واللذع في الأماكن الحساسة. وحين وصل الجمع إلى باب الغرفة الموصد تشاجرن حتى تمزقت ملابسهن وشعورهن، صرن أنصاف عرايا يسيل الدم من أنوفهن وأفواههن وأجسادهن.<br />لم يتوقفن إلا بعد أن ماتت معمرة القرية.<br />تسللت من وسط المعركة على يديها وقدميها، لامست باب الحجرة وهمت بدفعه، فوقفت فوق جسدها عشرون امرأة وحطمن عظامها ورأسها بأقدامهن.<br />حضر الرجال، وحين رأى كبير القرية النسوة عرايا، أمر الرجال أن يديروا وجوههم إلى الجهة الأخرى، والنسوة أن تحاول كل منهن ستر جسدها.<br />قضى بأن تكفل كل منهن الطفل شهرا، فتعالت أصواتهن بالشجار على من تبدأ ومن تليها، حصر الرجل بيوت القرية فوجدها مائة وخمسين بيتًا، وقال تقترع النسوة على ترتيب الكفالة، لكن العجائز هددن في السر بين النساء بفضح غرض رعاية الطفل، فطلبت النسوة من كبير القرية أن يكون الترتيب تنازليا حسب السن، الكبرى فالأصغر فالأصغر، فتقدمت أكبر عجوز في القرية، ودفعت الباب، ثم خرجت تضم الطفل إلى جسدها وهي تضحك، ثم هرولت به إلى بيتها.</span></div><br /><div dir="rtl" align="center"><br /><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>ـ 5 ـ</strong></span></div><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"></span><br /><div dir="rtl" align="right"><br /><span style="font-size:130%;">لم يدرك جدي أنه يحب الخادمة العجوز إلا وهو يضاجع آخر امرأة في القرية.<br />ظل يبحث مع كل واحدة عما كان يشعر به مع الخادمة، وحين لا يجده يقول لنفسه: ربما مع التالية، وبعد نهاية المائة وخمسين بيتا تجاوز الطفل السابعة عشرة من عمره، وبلغ طوله وحجمه ضعف الرجل العادي، ووصلت لحيته إلى ركبتيه، وزاد عدد سكان القرية مائة وخمسين طفلة، الفرق بين عمر كل منهن ومن تليها شهر واحد، كلهن يشبهن خادمة اتُهمت بالحمل سفاحا من بائع أقمشة ظل يبكي مدافعا عن نفسه وقُتلا معا.<br />قرر أن يعود إلى حجرة الخادمة التي دفنوها فيها، فلم يجد إلا قبرًا متهدمًا، بنى فوق أنقاضه بيتًا صغيرًا، وحفر قناة صغيرة بين البيت والنهر فتعجب الناس دون أن يتكلموا، لم يعرف الرجال علاقته بنسائهن، وقالوا إن بركته هي التي تعيد الشباب لنسوة البيوت التي سكن فيها، وكانوا يقبّلون يديه إذا لقوه في الطرقات، وحين استقل ببيته البعيد لم يسمح لأي امرأة أن تزوره، وتمر المياه من القناة إلى داخل البيت فيشرب منها ولا يأكل.<br />يصادق الطيور والحيوانات ويفهم لغاتها، وتسير معه في موكب مهيب في القرية. وعندما يجن الليل يخلع ملابسه ويستحم في النهر، تتلصص عليه النسوة فيقذفهن بالأسماك الكبيرة، يأخذنها ويصنعن منها وجبات لأبنائهن.<br />ذات ليلة قرر أن يقيم في النهر، فقضى فيه عدة سنوات لا يخرج من مياهه، يصادق الأسماك، وأصحاب القوارب والصيادين، وفجأة قرر الخروج، فخرج، ثم اختفى من القرية. ظلت النسوة يَحُمْن طويلا حول بيته وحول مكانه في النهر حتى تأكد لهن اختفاؤه.<br />قال أهل القرية إن النهر استرده كما ألقاه على شاطئهم ذات يوم، وقالوا إنه ذكرُ عروس البحر، وقال بعضهم إنه إنسي عادي لكنه غرق في النهر وذهب جثمانه بعيدًا.<br />بعد سنوات عاد إليهم من جديد، من النهر مرة أخرى، ولكن في قارب كبير محمل بالعطور والحلي وأشياء كثيرة لا يعرفونها، حلق لحيته وارتدى ملابس ليست مألوفة لهم، وحفر على صدره وشمًا ظاهرًا جدا للخادمة.<br />اقتربت القرية من القارب بحذر، وقف بينهم وقال إن من يريد شيئًا سيأخذه، لكن في مقابل أن يدفع كل ما يملكه ثمنا له: المال والأرض والعقار. ضحك منه الرجال، وقالوا:<br />ـ من يدفع كل ما يملك في أشياء كهذه؟<br />لم يرد عليهم، وانتظر.<br />في اليوم التالي تأتي كل امرأة وهي تجر رجلها فتجبره على أن يدفع كل ما يملكونه في غطاء سرير من الحرير، أو قلادة من النحاس، أو حذاء خشبي، أو ساعة رملية.<br />حين أصبح وحده يملك القرية بكل ما فيها طردهم منها، وصار يُمضي وقته في بناء سور عال حولها، وبعد أن أتم بناء السور، صار يمشي بالداخل عاريًا، ويرسم على السور من الداخل صوره وهو يضاجع الخادمة، في كل مراحلها العمرية، يكتب اسمها تحت صورتها، ولا يكتب شيئا تحت صورته، لأنه لا يعرف اسمه، ظل يتذكر من قابلهم في القرية وفي سفراته الكثيرة، لكل منهم اسم، حاول أن يجد لنفسه واحدًا فلم يستطع، انشغل كثيرًا، وحين فشل مسح اسمها.<br />أهل القرية تفرقوا في القرى المجاورة، وأحيانا يعودون ليتلصصوا عليه، يسمع أصواتهم من الداخل، وهو يُمضي عمره في هدم بيوت القرية، يهدمها حجرا حجرا، ثم يلقي بالهدم في النهر.<br />شيئا فشيئا ظهرت شعيرات بيضاء كثيرة في شعره ولحيته الطويلة، وبدأ جسمه في الذبول. انتهى من هدم بيوت القرية جميعا عدا بيتها الواقع على الطرف، ثم حفر بطول القرية حفرة عميقة، لم يفهم من يتلصصون عليه لماذا يحفرها، حتى قالوا إنه جُن وأهملوه تمامًا.<br />يحفر بالفأس ويصعد فوق النخلة العالية ليرى ما فعله من أعلى، ويسوي حواف الحفرة بدقة شديدة.<br />في المرة الأخيرة صعد ورأى الحفرة تشكلت جسدا مهولا لامرأة فتية لها نفس ملامح الخادمة.<br />هدم السور، وأغلق مجرى النهر، ثم حوَّله بحيث يمر بالحفرة التي حفرها. تغير مجرى النهر وأصبح الماء يجري مسرعا ليدخل من طرفي قدميها إلى ما بين فخذيها، ثم يملأ جسدها ويخرج من فمها مواصلا طريقه نحو مصبه.<br />نبتت زهور كثيرة حول جسدها، وأصبحت هذه البقعة هي المكان المفضل للعشاق من كل القرى، ارتدى جلبابه، وحمل عصاه وكيس طعامه حتى يخرج من القرية، لكنه حين وصل إلى قدمها، سقط على الأرض، ومات.<br />أهل القرية تفرقوا منذ زمن، وسكن حول القرية وافدون جدد، فلم يعرفه أحد، تعجبوا من طول لحيته، كفنوه في جلبابه وكيس طعامه، دفنوه ووضعوا العصا شاهدا على قبره، حتى عادوا ووجدوا ملابسه فوق القبر.<br />بنوا فوقه ضريحًا، ولأنه مات عند قدم المرأة، ولأنهم لا يعرفون اسمه، أسموا ضريحه: "ضريح قتيل السيدة". </span></div><div dir="rtl" align="right"></div><div dir="rtl" align="right"><a href="http://www.shorouk.com/books/details.aspx?b=0d5a878b-2e71-45b8-a059-2b028611b51f">** الرواية صدرت مؤخرا عن دار الشروق</a></div></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-26359924605468474162010-08-26T05:37:00.002+14:002010-08-26T05:41:26.693+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgel6eT0SeaK7sSebvsQD1E4KM-TmnHc9WkVh9HWoFFz2XmwNU71TkGq8p8iPiXqH9yfY_8iq1E_dT_fkdSSppkBdN7lv_w-Rk2wgfuE4xRKStWnttwtKnoJHPYIOjkgivnScSMbbLInPhQ/s1600/egypt_flag_heart_t_shirt-p2354498747472336483sci_400.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5509373015986955938" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgel6eT0SeaK7sSebvsQD1E4KM-TmnHc9WkVh9HWoFFz2XmwNU71TkGq8p8iPiXqH9yfY_8iq1E_dT_fkdSSppkBdN7lv_w-Rk2wgfuE4xRKStWnttwtKnoJHPYIOjkgivnScSMbbLInPhQ/s400/egypt_flag_heart_t_shirt-p2354498747472336483sci_400.jpg" border="0" /></a><br /><div align="center"><span style="font-size:130%;"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">مصر سكر زيادة</span><br /></strong></span></div><span style="font-size:130%;"><br /><div align="justify"><br />كنت أراها سادة، ثم قررت أن أغير رأيي وأراها سكر زيادة.<br />كنت أنظر إلى الـ90% الفارغ من الكوب، ثم قررت أن أركب نظارة كعب كوباية لأرى الـ10% الجميلة المترسبة في القاع.<br />مصر جميلة وعظيمة، إذا نحينا الحزب الوطني من الصورة، وتجاهلنا رجال الأعمال الفاسدين، ومعتادي الإجرام ومسجلي الخطر في سجلات الداخلية، واعتبرنا الداخلية نفسها غير موجودة.<br />مصر جميلة وكبيرة إذا تجاوزنا عن أعضاء مجلسي الشعب والشورى الحاصلين على العضوية بالتزوير، وإذا تغاضينا عن الوزراء الفاسدين والفاشلين والمتكسبين بمناصبهم، وإذا لم نتساءل عن رأي الشعب فيمن يحكمونه، ولا عن مصروف أبناء من يحكمونه، ولا بوستراتهم، ولا رغبتهم الحثيثة في وراثة التورتة.<br />مصر عظيمة جدا، إذا لم نقرأ صفحات الحوادث التي لا تخلو من جرائم من نوعية: عاطل يقتل أمه لرفضها إعطاءه 20 جنيها لشراء المخدر. وأبو ضحية بولاق يعترف: لست أنا الذي ضاجعت ابنتي وأنجبت منها بل شقيقها. وإذا لم نقرأ الجرائد القومية التي تصدر صفحتها الأولى بمانشيتات من عينة: النمو الاقتصادي بلغ معدلات غير مسبوقة متفوقا على أمريكا واليابان وساحل العاج.<br />مصر كبيرة، بغض النظر عن القمامة في الشوارع، بغض النظر عن أدراج الموظفين المفتوحة استعدادا لتلقي الرشوة، بغض النظر عن التحرش الجماعي في وسط البلد وشارع جامعة الدول العربية، والتحرش الفردي في المواصلات وأماكن العمل، بغض النظر عن أطفال الشوارع تحت الكباري وفوق الكباري وداخل الكباري، بغض النظر عن الأمثال الشعبية المحبطة من نوعية: اصبر على جار السو، والحرامي الشبعان أحسن من الحرامي الجعان، فيما يتعلق بحكم البلد.<br />مصر بديعة طوال العام إذا تجاهلنا أوقات الشد العصبي، مثل فصل الصيف بسبب الحر، وفصل الشتاء بسبب البرد، ورمضان بسبب الصيام، والأعياد بسبب المصاريف، ودخول المدارس بسبب الطلبات والامتحانات بسبب التركيز، والنتيجة بسبب أحمد زكي بدر.<br />والله العظيم مصر رائعة إذا لم نقف عند الأرقام والنسب المئوية مثل 7 ملايين عاطل، و9 ملايين عانس، و3 ملايين طفل عامل، و48 مليون يعيشون في العشوائيات، و3 ملايين مطلقة، و39 مليون تحت خط الفقر، و40 مليون مصاب بفيروسات الكبد المختلفة، و6 ملايين مصاب بالسرطان.<br />انس كل ما سبق، فربما تكون سادة، وربما يكون 99% من الكوب فارغا، لكن الـ1% المتبقية كافية لنغترف منها معا، لحد ما تخلص.</span></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-60352037844535037702010-01-25T18:50:00.003+14:002010-01-25T18:59:11.047+14:00حفل التوقيع يوم 12 فبراير بمعرض الكتاب<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjn4p-CZsO_OkGXeHP3PK9o-XRpKQBBMp2AOBIP_TXeggPeNTSUAxlYhUVyvx_T-WakPZwULNBdbYAqGw0ITIaNRwH6ibr7rX0Epzkrs9BMp8Ra_aJm1lDd9qeGA9Om_nbHR8kNUp8ex9QC/s1600-h/Korsy_@alab_-_Face.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5430536993942412722" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 280px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjn4p-CZsO_OkGXeHP3PK9o-XRpKQBBMp2AOBIP_TXeggPeNTSUAxlYhUVyvx_T-WakPZwULNBdbYAqGw0ITIaNRwH6ibr7rX0Epzkrs9BMp8Ra_aJm1lDd9qeGA9Om_nbHR8kNUp8ex9QC/s400/Korsy_@alab_-_Face.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>كرسي قلاب.. ممنوع الجلوس أثناء القراءة</strong></span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">صدر حديثا للروائى محمد صلاح العزب كتاب "كرسى قلاب" عن دار أطلس للنشر والتوزيع بالقاهرة. </span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">الكتاب ينتمى إلى الأدب الساخر، وهو مجموعة من المقالات نشرها العزب فى جريدتى الدستور واليوم السابع، تتناول انتقاد الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر.</span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">قسم العزب كتابه إلى عدة أقسام حمل الأول منها عنوان "مواصلات" وضع فيها مقالات تتحدث عن هذه المواصلات، أو مفارقات حدثت له داخلها، مثل المقال الأول الذى عنونه " على جنب يا ريس" فيبدأه بالإشارة إلى أن المصريين هم الشعب الوحيد على مستوى العالم الذى ساوى بين رئيس الجمهورية وسائق الميكروباص، عندما تأتى محطتهم ويقولون: على جنب يا ريس.</span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">وفى ثانى أقسام الكتاب المعنون " باب الخلق" تحمل المقالات طابع الزحام والقهاوى وتتحدث عن الأكل فى الشوارع، وعربات الفول والكبدة والسجق، ومحلات الكشرى والفشة ، وقوائم أسعار الساندويتشات، كما يؤكد على أن الفول يحتل المرتبة الأولى عند الفقراء الذى هو بالنسبة لهم الزبدة، واللحمة، كما يعرض للألفاظ التى أشتقها المصريون منه، مثل " فول أوبشن، فول تانك، فول أوتوماتيك.</span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">وأعطى العزب للقسم الثالث من الكتاب عنوان "العبد لله" مؤكدا فى تنويه بخط أصغر "يختلف كثيرا عن العبد للحلويات" وكل مقالات هذا الجزء يتناول فيها المؤلف تجارب ومواقف حدثت له، مثل زيارته لطبيب الأسنان، فى المقال الذى عنونه "حيث لا ينفع الحشو"، وعن شخص ظل يتصل به ويسأل عن " الحاج سيد" فى مقال" نمرة غلط".أقسام أخرى للكتاب حملت عناوين " M.S.A" و" W.C" و" البلد" و" مواسم" وضع فيها العزب مقالات كثيرة ينتقد فيها أوضاع مصر السياسية والإجتماعية وبعض المواقف الطريفة التى رأى فيها لقطات ساخرة مثل مقال " حمام ضرورى للزعماء" الذى يطالب فيه بتنظيف تماثيل الزعماء المتسخة فى الميادين.</span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;">ويختم العزب الكتاب بالقسم الثامن الذى حمل عنوان " الداخلية" ويقول فى تنويه آخر تحت العنوان " اسم للملابس التى لا يجب أن تظهر أمام الآخرين وللوزارة التى تجرد المواطنين من هذه الملابس".العزب كاتب مصرى من مواليد 1981، صدر له من قبل: لونه أزرق بطريقة محزنة "مجموعة قصصية"، وسرداب طويل يجبرك سقفه على الانحناء، ووقوف متكرر، وسرير الرجل الإيطالي، "روايات".</span></p><br /><p align="justify"><span style="font-size:130%;color:#ff0000;">نقلا عن اليوم السابع</span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-53022837347508370002009-07-08T05:18:00.001+14:002009-07-08T05:27:49.207+14:00<div align="center"><span style="color:#ff0000;"></span><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjHM7wcYh-TWiplc-p-dyzyu5sY3n0tKHtd9-9nQYvIdg2z_N9vlY18XUa3otxXy65DCFMnhfypjJuPnLDGOrI6yIjjfpz2ucMKFg1ymXh_9L-9qmgRqahp3MFhCFE8Wwg9Fmx6Q3i3mM6O/s1600-h/%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%AC%D9%86%D8%A8+%D9%8A%D8%A7+%D8%B1%D9%8A%D8%B3.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5355739739172828402" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 341px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjHM7wcYh-TWiplc-p-dyzyu5sY3n0tKHtd9-9nQYvIdg2z_N9vlY18XUa3otxXy65DCFMnhfypjJuPnLDGOrI6yIjjfpz2ucMKFg1ymXh_9L-9qmgRqahp3MFhCFE8Wwg9Fmx6Q3i3mM6O/s400/%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%AC%D9%86%D8%A8+%D9%8A%D8%A7+%D8%B1%D9%8A%D8%B3.jpg" border="0" /></a><span style="font-size:180%;color:#cc0000;"><strong> </strong></span></div><div align="center"><span style="font-size:180%;color:#cc0000;"><strong>على جنب يا ريس<br /></strong></span></div><div align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">المصريون هم الشعب الوحيد على مستوى العالم الذي يساوي بين رئيس الجمهورية وسائق الميكروباص، فنحن نصرخ كل عام في عيد العمال: المنحة يا ريس، ونصرخ كل يوم عندما تأتي محطتنا: على جنب يا ريس.<br />الوطن بطبيعة الحال ليس "سيرفيسا"، لكن هناك أصوات شاذة ترى أن العلاقة بين الميكروباص والوطن علاقة آثمة، ويربط بين عجلة الكاوتش وعجلة التنمية، ويروجون إلى أن الحكومة لا تحرك عجلة الوطن في أي اتجاه، وإنما تؤجرها للمواطنين، اللفة بربع جنيه. <br />لنتكلم الآن عن زميلنا في الوطن والمواطنة سائق الميكروباص.<br />ومنعا للّبس والقلع، أقول: "أي تشابه بين أبطال هذا العمل وأي أشخاص موجودون في الحقيقة، هو محض مصادفة".<br />سائق الميكروباص يخرج في بداية اليوم، وهو يقول: "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم"، يقابل المواطنين بوجه بشوش، وينادي بنفسه: السلام.. السلام، النهضة.. النهضة، مصر الجديدة.. مصر الجديدة. ثم يستعين بتباع أو أكثر، ويتفرغ هو لجمع الأجرة.<br />قبل بداية الطريق يعد السائق الركاب بأنه سينزل في منتصف الطريق، حتى يدخل الحمام، على أن يترك السيارة لأحد زملائه، لأن قيادة السيارات أدب وفن وهندسة، وليست – كما هو معروف -هز أكتاف.<br />في البداية يسير زميلنا السائق بمنتهى الهدوء والراحة، وربما يشغل في كاسيت السيارة أغنية لعبد الحليم حافظ أو محمد ثروت، ثم شيئا فشيئا يبدأ في زيادة سرعة السيارة، فيقلق الركاب ويصيحون:<br />ـ بالراحة شوية يا ريس.<br />لكن مفيش بالراحة. يزيد السرعة، ويوقف صوت محمد ثروت، ويضع بدلا منه شريطا لصفاء أبو السعود أو حسن الأسمر أو محمد العزبي، يخاف الركاب، وتقول سيدة عجوز تجلس على الكرسي القلاب:<br />ـ يا ابني حرام عليك.. بالراحة.<br />فيوقف السيارة على جانب الطريق، وينزل منها بعد أن يغلق كل أبوابها بالموسوجر، ويقف في الناس خطيبا:<br />ـ الإخوة والأخوات، لقد حققنا بفضل الله خطوات ملموسة في سبيل الوصول إلى الموقف، وإنني بعد تجارب عديدة خضتها في هذا المجال أقول للحاجّة اللي ورا: أنا بعمل كده عشان صالح الميكروباص.. انتي متعرفيش احنا علينا أقساط قد إيه.<br />قبل النهاية بقليل يصرخ الرجل الذي دخل "رابع ورا" ويقول للركاب بصوت منخفض: "كفاية كده"، فيقتنع بعضهم ويطلبون من السائق التوقف، فيشغل في المسجل شريطا عن عذاب القبر، ويأخذ غرزا ومنحنيات بالسيارة، وتبدأ أجزاؤها في التطاير، المرايات، ثم السقف، ثم الأبواب، وهو يسير بسرعته القصوى، ويصرخ الجميع:<br />ـ على جنب يا اسطى.. على جنب يا ريس.<br />وما من مجيب.<br /><br /></div></span><div dir="rtl" align="right"></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com9tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-55703712778978648402009-05-27T23:50:00.002+14:002009-05-28T00:03:04.733+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhB4OJDzkI-pkuZDIuwujVGoMLOirRYKDW9nChA5i-BftbNl0JpDb7zFtW7i_YcT1QfMkWLzW2lRvBjVlIUdMBu5ZpTAPD5yrznuc9uXHAmW_9kDJnWprWRVDaWfUx7-rQbU6g_HqvPPDcQ/s1600-h/backqp2_242503088.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5340441726224779138" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 318px; CURSOR: hand; HEIGHT: 267px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhB4OJDzkI-pkuZDIuwujVGoMLOirRYKDW9nChA5i-BftbNl0JpDb7zFtW7i_YcT1QfMkWLzW2lRvBjVlIUdMBu5ZpTAPD5yrznuc9uXHAmW_9kDJnWprWRVDaWfUx7-rQbU6g_HqvPPDcQ/s400/backqp2_242503088.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="right"></div><br /><p align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">صكوك في محلها</span></strong><br /></p><br /><p><br /><span style="font-size:130%;">في نهاية العام المنصرم (يعني اللي فات) خرج علينا الحزب الوطني بمشروع "صكوك الملكية"، ورغم أن الملكية انتهت منذ ثورة يوليو (أو يوليه)، فإن هذا لم يمنع الحزب وتحديدا لجنة السياسات من طرح المشروع، ورغم أننا جمهورية ولسنا أهرام أو أخبار خرجت الفكرة بقرار فوقي علوي، وليس بقرار شعبي قومي.<br />في البداية لم يكن أحد يفهم شيئا، حتى الوزراء المختصين. ثم قالوا إن 41 مليونا من المصريين سيأخذون قيمة الصك، وهم الذين بلغوا سن 21 عاما، أما الباقين فسيضعون لهم قيمة الصك في صندوق أسود اسمه صندوق الأجيال، وصدر قرار بتعديل أغنية الحلم العربي لتصبح كلماتها: أجيال ورا أجيال هتعيش على صكنا.<br />المهم أنهم اختلفوا في قيمة الصك الذي سيأخذه المواطن، وهو يتراوح بين 200 و400 جنيه، واختلفوا في مكان أخذه، فمنهم من قال إن الصك لا يكون إلا على القفا، ومنهم من قال: الصك على الودان أمر من السحر، ومنهم من غنى: يا ليل الصك متى غده.. أقيام الساعة موعده. لكنهم اتفقوا جميعا على أن الحكومة تدس للشعب الصك في العسل، وقال أعضاء في حركة كفاية إن هذا القرار هو الذي سيقود الشعب إلى ثورة الصك.<br />المتشائمون قالوا إن توزيع الصكوك لن يكون عادلا، وطالبوا بفصل الإنتاج عن التوزيع، واستدلوا بالمثل العربي القديم: ما صك جلدك مثل ظفرك، ورب صك خير من ألف ميعاد، والصك خير قوم نتصاكك.. الصك خير، وطالبوا بتوزيع استطلاع رأي على المواطنين لمعرفة رأيهم في المشروع يكون سؤاله الأساسي: ضع علامة صك أمام العبارة الصكيكة، وعلامة غلط أمام العبارة التانية.<br />فجأة مات الكلام حول الصك، انسحبت الحكومة، وانقطع سيل المقالات التي تكلمت في الموضوع، وانشغل الناس، وكما يقول نجيب محفوظ: آفة حارتنا النسيان.<br />المصريون ينسون أو حلبة أو شاي بحليب. حليب الملايين، أو حليب العادلي، أو حليب الديب من ديله، يا فؤداي لا تسل أين الهوى، كان صكًّا من خيال فهوى، اختفت الصكوك وظهرت أنفلونزا الخنازير، ولهذا ربما توزع الحكومة خنزيرا صغيرا على كل مواطن بدلا من الصك، وتدفن باقي الخنازير في صندوق الأجيال.<br />المتفائلون يرون أن الصك قادم لا محالة، وأن الحكومة تحب الشعب، وتعمل لصالحه، ويرون ألا ننتقدها، بل نأخذها بالراحة، لأن الصك في الميت حرام. </span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-46154212390347736022009-05-10T02:39:00.002+14:002009-05-10T02:44:28.446+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjCOctn6UoayHR_hrvRf1K5EUhmSCNxAIFtb18V6DGaZZPhzlXlRqa2YWTS-NP2b9EjxglrC5TYgkK5OJN0BheLDSYWgiZwo109w2Rd5mBd6RupPEfzjPSDRvJ4CbIBuiVQ4dTMSKrNj7GU/s1600-h/%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%A9.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5333803178714063186" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 318px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjCOctn6UoayHR_hrvRf1K5EUhmSCNxAIFtb18V6DGaZZPhzlXlRqa2YWTS-NP2b9EjxglrC5TYgkK5OJN0BheLDSYWgiZwo109w2Rd5mBd6RupPEfzjPSDRvJ4CbIBuiVQ4dTMSKrNj7GU/s400/%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%A9.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>خطر.. لا تبوس الواوا</strong></span></div><br /><div dir="rtl" align="right"><br /><span style="font-size:130%;">كنا صغارا، وكان الواحد منا يذهب إلى المدرسة ومعه الساندوتشات، وبمجرد أن يعرف زملاء الفصل أن معه لانشون أو بسطرمة، يتحلقون حوله، ويقولون له:<br />ـ حرام، دي معمولة من لحم الخنزير.<br />حتى يكره أكله وشربه وعيشته، فيتخلى عن الساندوتشات، فيأخذونها منه ويأكلونها هم.<br />الأطفال أحباب الله، ولأن هيفاء وهبي تحب عمل الخير غنت لهم أغنيتها الشهيرة: "بوس الواوا يح"، وحين سمعت وزارة الصحة بالأغنية أصدرت قرارا بمنع "البوس" لأنه ينقل العدوى بأنفلونزا الخنازير، مما يتسبب في حدوث الواوا مستقبلا، وقررت إعدام كل الخنازير، وإن كانت لم توضح ماذا ستفعل بمن يخرق قرار حظر البوس، ولم توضح أيضا كيف تنقل القبلات المرض، وهل يشترط في القُبلة لكي تنقل المرض أن تكون بين إنسان وخنزير أم لا؟<br />النجمة العالمية "بيرجيت باردو" لا تعرف هيفاء وهبي ولا أغنيتها، وربما لا تفهم المغزى الواضح من كلمة الواوا، لكنها تجرأت واعترضت على قرار الرئيس مبارك بإعدام الخنازير، طبعا لأنها لا تسكن في مصر، بل إنها تجاوزت وأرسلت خطابا للرئيس شخصيا على عنوان منزله، وصفت فيه القرار بأنه "جبان"، وفي هذا الصدد لا نملك إلا نقول لها: كده باردو يا باردو؟<br />قديما كان الإنسان وحده هو الذي يصاب بالأنفلونزا فيشرب شايا بليمون، ويأخذ مجموعة، وتعمل له زوجته كمادات، أما الآن فقد تغير الزمن، أصيب الدجاج والخنازير بالأنفلونزا، فلم يعد الشاي بالليمون مجديا، واستبدلت الكمادات بالكمامات، ونحن كبرنا، وحين تزوج البعض منا ليستمتع بالحياة منعوا "البوس"، حتى هيفا التي كانت منتهى طموح كل أعزب تزوجت، وارتفع سعر اللانشون، وأصبحت البسطرمة تباع بالتُّمن كيلو، وقد رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الخطورة إلى "خمسة"، ورفعت وزارة الصحة الخطورة إلى "ونص إلا خمسة".<br />الكمامة إذن هي الحل، كل سكان العالم ارتدوا الكمامات، وتصوروا بها ليطلعوا في التلفزيون، أما لدينا فالتلفزيونات مقصرة في عملها، لهذا لم تصور المواطنين وهم يختبئون خلف الكمامات، والكمامة الوحيدة التي رأيتها في مصر بعد انتشار المرض كانت في الجيزة، حيث كتب أحد المواطنين أمام منزله: رجاء عدم إلقاء الزبالة هنا ووضعها في صندوق "الكمامة" آخر الشارع. </span></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com6tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-57941716530021773492009-04-24T04:40:00.003+14:002009-04-24T04:51:24.262+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhU1m793HEqUKawBhlLGXOhw4CNe3otgYXaCHhi6-n3fSf1Oy5jLAzr32ojahL5mqL-8_10nwtPB8KoNP2BdH16hwqMNwiHuh7aeU83J5mLEdK2qx333tsuY7s8JFHevwkCQJ9-ELB7YV1U/s1600-h/611300.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5327899396671764802" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 300px; CURSOR: hand; HEIGHT: 225px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhU1m793HEqUKawBhlLGXOhw4CNe3otgYXaCHhi6-n3fSf1Oy5jLAzr32ojahL5mqL-8_10nwtPB8KoNP2BdH16hwqMNwiHuh7aeU83J5mLEdK2qx333tsuY7s8JFHevwkCQJ9-ELB7YV1U/s400/611300.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="right"></div><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>أبو 300 جنيه</strong></span></p><br /><p><br /><span style="font-size:130%;">كان لي قريب فيلسوف، بأقوال الحكماء شغوف، قابلني ذات يوم في عزاء، فانتحى بي جانبًا، واقترب من أذني ورفع صوته جدا حتى يتغلب على صوت المكبر المرتفع، وقال:<br />ـ أنا سمعت ان ربنا فتح عليك واشتغلت في الصحافة.<br />فأومأت برأسي موافقا.<br />فقال:<br />ـ وبتقبضوا كويس؟<br />فردت كفي، وفرقت ما بين أصابعي، وهززت يدي، وحركت شفتيّ، قائلا:<br />ـ يعني.<br />جذبني من يدي، وابتعد بي عن دائرة الصوت، كان الشيخ يقرأ: "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم".<br />جلس على مقدمة سيارة بيجو قديمة فمالت، وقال لي:<br />- طب انتو ليه مبتكتبوش عن معاناة الشعب.<br />ـ معاناة الشعب ازاي يعني؟<br />ـ يعني كل الموظفين اللي بييقبضوا 300 جنيه.<br />ـ اشمعنى 300 جنيه بالذات يعني؟<br />استراح أكثر، وقد شعر أنه استدرجني إلى حيث يريد، مالت السيارة بشدة وهو يواصل:<br />ـ أقولك أنا بقى.. أنا مرتبي 300 جنيه، وبدفع كهربا ومية وغاز وتليفون 300 جنيه، وإيجار شقة 300 جنيه، ومصاريف كتب ومدارس 300 جنيه، ومصروف بيت 300 جنيه، ومواصلات ليا وللعيال 300 جنيه، ومصاريف بتطلع من تحت الأرض قول كمان 300 جنيه.<br />أخرج علبة سجائر كليوباترا سوبر من جيبه، وأشعلها، وقال:<br />ـ صحيح، و 300 جنيه سجاير، يبقى الموظف اللي زيي أبو 300 ده يجيب كل التلتميات دي منين؟ كل ده ومحدش جاب سيرة تاكسيات، ولا دروس خصوصية، ولا هدوم، ولا مصاريف مواسم ورمضان وأعياد، ولا لحمة ولا فراخ ولا سمك، ولا العيال بيروحوا نادي، ولا حتى جنينة الحيوانات، ولا عندي وصلة دش، ولا داخل في جمعية، ولا بدفع أقساط.<br />أنهى السيجارة في أربعة أنفاس فقط. ثم صمت تماما، وألقى عقب السيجارة على الأرض، وفركه بحذائه، الذي كان بحالة جيدة.<br />قام من على السيارة القديمة، فظهرت بقعة نظيفة في مكان جلوسه، وبقعة متربة على مؤخرة بنطلونه، وضع يده على كتفي في طريق الرجوع إلى سرادق العزاء، وقال:<br />ـ ما هو الصحافة لازم تكتب عن معاناة الشعب، أمال يعني هم عملوها ليه؟<br />كان صوت المقرئ يرتفع كلما اقتربنا، وقبل أن ندخل السرادق بخطوتين سألته:<br />ـ طب وانت عايش ازاي.<br />كان صوت المكبر مرتفعا جدا، فلم أسمع رده، وقرأت حركة شفتيه وهو يقول:<br />ـ بالـ 300 جنيه. </span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-18732103562072971162009-04-12T00:15:00.002+14:002009-04-12T00:26:08.021+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjSnUbn8DiPSE5qCQHoG9wRRpo4TG_9_LNnEIcUrvN2Z0cQ6UIK0tarxpHhncLd_BQZqbZa2gh30I1FG9yWmQuyA4bGY1dHh4UYpFph-gyJsJoxvhKERFGHpf7e0UkaeI038j7KsOj8dKpt/s1600-h/%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%B3%D9%8A.bmp"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5323378004305045650" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 346px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjSnUbn8DiPSE5qCQHoG9wRRpo4TG_9_LNnEIcUrvN2Z0cQ6UIK0tarxpHhncLd_BQZqbZa2gh30I1FG9yWmQuyA4bGY1dHh4UYpFph-gyJsJoxvhKERFGHpf7e0UkaeI038j7KsOj8dKpt/s400/%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%B3%D9%8A.bmp" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="right"></div><br /><p align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"></span></strong></p><br /><p align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">كبدة أبريل</span><br /></p></strong><br /><p><br /><span style="font-size:130%;">· من ثار على الضرب وصل.<br />· قالت الأم: ابني يعاني من عيب في رقبته يمنعه من الالتفات أو النظر تحت قدميه، فأجاب الطبيب: سيكون له شأن.<br />· لو بطلنا نحلق نموت.<br />· الفرق بين الاحتباس المائي والاحتباس الحراري أن "الاحتباس" نعمة، أو أن الاحتباس الحراري يثقب الأوزون بينما المائي يثقب البنطلون.<br />· دخول الحمام مش زي خروجه، لأنك وأنت داخل تدفع 50 قرشا، ثم وأنت خارج تضغط على السيفون.<br />· الفرق بين الفنان الشامل وزميله متعدد المواهب أن الأول شامل في حي السيدة وحبيبه شامل في الحسين، أما الثاني فهو يقوم بدور نفسه وبدور حبيبه في آن واحد.<br />· لقد غربلت كل أصدقائي ولم أجد في النهاية سوى الغربال (يوسف وهبي).<br />· طلب الزبون شاي بحليب سكر برة، فقال القهوجي وفي نيته المزاح: السكر برة وبعيد.<br />· قال الشاعر واصفا مزة تتحرش به وهو لا يريد: لها جسم برغوث وساقا نعامة/ ووجه كوجه القرد أو هو أقبح.<br />· البيبسي كانز لا يفنى.<br />· C.D. وصالك.<br />· يمشي على الماء.. يعني على كوبري قصر النيل.<br />· شيء من الخوخ.<br />· يوم الجمعة فيه ساعة حائظ.<br />· يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظابط.<br />· اللي اتلسع من الشوربة مش زي اللي إيده في النار.<br />· رب صدفة خير من ألف جنيه.<br />· في كل الشركات والمكاتب وأماكن العمل يقف واحد ويقول: عاوز شاحن نوكيا، فيسألوه: تخين ولا رفيع؟<br />· الصاحب ليه عند صاحبه 3 حاجات: الغول والعنقاء والخل الوفي.<br />· انكسرت رجله فقال له الدكتور: "اللي اتكسر.. يتجبس".<br />· كان لابد أن تنكسر رجله ليعرف الفرق بين الجبس الناعم والجبس الجماعي.<br />· مطلوب قر "نتاية" لمواطن قره "دكر" يقدس الحياة الزوجية.<br />· ملك الملوك إذا وهب، لا تسألن عن العزب.</span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-22020880576338088082009-04-02T02:56:00.001+14:002009-04-02T03:04:16.762+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5_unEi5td8D4eJldcFokxcl5l19ECUH7LQB2s7CxTV4rmYdxmpyMszQRy-Mh1FEhreINJSPekaEVCIgGkkxjZoApmhwTh5JE-ilneAW08oVEtEVzLdIc1SkoovTkhZq-K5Amx9z99g5hO/s1600-h/donkey-256x256.png"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5319708025393980978" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 256px; CURSOR: hand; HEIGHT: 256px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5_unEi5td8D4eJldcFokxcl5l19ECUH7LQB2s7CxTV4rmYdxmpyMszQRy-Mh1FEhreINJSPekaEVCIgGkkxjZoApmhwTh5JE-ilneAW08oVEtEVzLdIc1SkoovTkhZq-K5Amx9z99g5hO/s400/donkey-256x256.png" border="0" /></a><br /><div align="center"><span style="font-size:180%;">حمار made in Egypt<br /></span></div><br /><div align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">تخيل أنك استيقظت صباحا لترى مصر خالية تماما من الحمير.<br />يقول زميلنا الشاعر القديم:<br />ذهب الحمار بأم عمرو/ فلا رجعت ولا رجع الحمار<br />أم عمرو ليست مهمة في هذا السياق، فعمرو نفسه موجود، وكلنا رأيناه في إعلان العصير الذي وردت فيه الجملة الشهيرة: إنسى يا عمرو.<br />المهم يا سادة هو الحمار، فمصر تتميز عن كثير من دول العالم بكثرة حميرها، وتتميز حميرها عن حمير العالم مثل الهندي والتايلندي والأميركي والفيتنامي والأفغاني، بأن جلد الحمار المصري غني بالمادة الفعالة التي تستخدم في الأدوية والمنشطات الجنسية، وهو ما أدركته شركة يابانية تدعى "كوماهو" فتقدمت للحكومة المصرية بطلب لاستيراد مليون حمار دفعة واحدة.<br />الحمد لله رب العالمين، فهذا رد بليغ على الذين زعموا أن مصر ليست أم الدنيا، فعندما تُصدّر حميرنا لتخصيب رجال العالم، ستصبح مصر أبو الدنيا أيضا وليست أمها فقط.<br />الشركة اليابانية حددت من ألفين إلى ثلاثة آلاف جنيه ثمنا للحمار، وهو ما أرفضه بشدة، لما فيه من إهدار لقيمة الحمار المصري الذي يباع في السوق المحلية بنفس السعر تقريبا، ولأغراض الركوب فقط.<br />بحبك يا حمار.. جد مش هزار، ربما يكون هذا هو شعار جمعية الحمير المصرية التي تأسست عام 1930، وأسسها الفنان الراحل زكي طليمات، وكان من أعضائها توفيق الحكيم وعباس العقاد وطه حسين وغيرهم، والرتب داخل الجمعية تتفاوت، فالعضو بمجرد دخوله يحمل لقب "جحش"، ثم يترقى فيصبح "حمار" وحين يكرمه الله يترقى إلى "حمار كبير"، أما رؤساء الجمعية فيطلق على كل واحد منهم "كبير الحمير"، ورئيس الجمعية ككل هو "الحمار الأكير"، وهذا اللقب الخير لم يحصل عليه إلا عدد قليل منهم: زكي طليمات، والفنانة نادية لطفي، ووزير الصحة الأسبق محمود محفوظ. فهل يمكن أن تعترض الجمعية على فكرة التصدير من أساسها؟<br />يا كل أب، ويا كل أم، ويا كل أخ، ويا كل أخت، ما تقولش إيه اديتنا مصر، قول مصر تقدر تصدر إيه للعالم؟ فمن المعلوم من التصدير بالضرورة أن كل دولة تصدر إلى العالم أبرز ما لديها، ومن المعلوم من الاستيراد بالضرورة أننا صرنا نستورد كل شيء ولا نصدر إلا الحمير.<br />يبقى سؤال: إذا كان عدد الحمير في مصر نصف مليون حسب إحدى التقديرات، أو 700 ألف حسب تقدير آخر، واليابان تطلب مليونا والصين تطلب نصف مليون، فمن أين ستوفر الحكومة الأعداد الباقية؟<br /></span></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-54241417414854855192009-03-24T23:12:00.003+14:002009-03-24T23:18:26.655+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGd1sSbFXBOjueVzLE_VWmjyGzXBGfb8y1uM8c9cw8KDxUKu5A3QFPuZtfQ6wfwIgWLXBEiTGH9Zk03FdmgK0C_8RFJpN1Tu56OKyfAObxj2tXNRWK5YFbq9F8rMXp_XRr8Td25Sxkk2uu/s1600-h/cairotowers.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5316680869639289378" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 309px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGd1sSbFXBOjueVzLE_VWmjyGzXBGfb8y1uM8c9cw8KDxUKu5A3QFPuZtfQ6wfwIgWLXBEiTGH9Zk03FdmgK0C_8RFJpN1Tu56OKyfAObxj2tXNRWK5YFbq9F8rMXp_XRr8Td25Sxkk2uu/s400/cairotowers.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><p align="center"><strong><span style="font-size:130%;"><span style="color:#ff0000;">"العب فيه يا شوقي"</span><br /></span></strong></p><span style="font-size:130%;"><br /><p><br />الحمد لله رب العالمين. أخيرا وبفضل الله أمكننا وضع أيدينا على أساس مشكلات التلفزيون المصري، منذ إنشائه وحتى الآن، هناك من اتهم وزير الإعلام الحالي أنس الفقي – ظلما - بالمسئولية عن انهيار الإعلام المصري، وهناك فئة من أقوياء الذاكرة افتروا على الوزير الأسبق ورئيس مجلس الشورى الحالي صفوت الشريف – بهتانا – بأن سياساته طويلة المدى هي سبب ما نعانيه حتى الآن.<br />لكن الحمد لله ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، شوقي هو المسئول الوحيد يا سادة، ومن ذا الذي لا يعرف شوقي؟ في الحقيقة كلنا لم نكن نعرفه حتى يوم الاثنين الماضي، لكن الجريمة لا تفيد، والمجرم يحوم دائما حول المسرح القومي بالعتبة، وإذا كان السكري هو الجاني في مقتل سوزان تميم، ومحمود هو الجاني في مقتل هبة ونادين، فإن شوقي هو الجاني في مقتل الإعلام المصري وسحب سجادة الريادة من تحت قدميه.<br />لا تسألوني ما اسمه - الثنائي أو الثلاثي – حبيبي، فأنا لا أعرف إلا "شوقي"، لا تسألوني ما شكله حبيبي، فأنا لم أره، لكن زميلته هي التي وشت به، وعلى الهواء مباشرة. لكن اسألوني عن سجادة الريادة، فهي من إنتاج النساجون الشرقيون، حمرا وبشراشيب من الجنبين.<br />الوقت كان ظهرا، وكان ملايين المشاهدين يجلسون أمام التلفزيون يتابعون وقائع مؤتمر إعمار غزة، كان رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني يتحدث بالإيطالية قال إن أوروبا وإيطاليا ستلعبان دوريهما لإعادة الإعمار، وأعلن تخصيص 100 مليون دولار كمساهمة ايطالية. وكان صوت المترجمة يترجم كلام بيرلسكوني إلى العربية، وفجأة حدث عطل فني، انقطع صوت بيرلسكوني عن المترجمة، فظنت أن صوتها هي الأخرى انقطع عن المشاهدين، فصرخت وقد تغيرت لهجتها تماما: "العب فيه يا شوقي.. العب فيه يا شوقي".<br />شوقي جندي مجهول، حتى هذه اللحظة لم يكن أحد يعرف مدى أهمية دوره في الإعلام المصري، في البداية كان شوقي يلعب جيدا فاستقرت سجادة الريادة تحت أقدامنا زمنا طويلا، وحين تقدم به السن لم يعد يلعب كما كان في السابق، فوصلنا إلى ما نحن فيه، لدرجة أنه كلما حدثت وعكة طارئة أو عطل مفاجئ صرخنا بكل ما نملك من قوة: العب فيه يا شوقي.<br />يستيقظ شوقي من نعاسه ويلعب فيه، فيعود صوت بيرلسكوني عاليا خفاقا، وتعود المترجمة إلى لهجتها الرسمية، ويستمر البث المباشر كأن "شوقي" لم يكن.</span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-38292973012959976362009-03-17T20:29:00.004+14:002009-03-17T20:52:51.528+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlFb7ydovWyGEMKH6woSSW434Ytvy6_GnP3j2z30OLnODiYn9G0as2S0Xw1zWnJk6DNLzc-gZcYu_friTc3kjQmSNTsB-AOV2iicy3I8Yi7Eb_DagF2kYA5sV27L1qs81Vbo5aghUYaCmS/s1600-h/broken%2520leg.gif"><span ><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5314045668437326754" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 300px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlFb7ydovWyGEMKH6woSSW434Ytvy6_GnP3j2z30OLnODiYn9G0as2S0Xw1zWnJk6DNLzc-gZcYu_friTc3kjQmSNTsB-AOV2iicy3I8Yi7Eb_DagF2kYA5sV27L1qs81Vbo5aghUYaCmS/s400/broken%2520leg.gif" border="0" /></span></a><span ><br /></span><div dir="rtl" align="right"></div><br /><p align="center"><span style="color:#ff6600;"><span style="font-size:130%;"><span ><strong>ما طار كاتب وارتفع إلا كما طار وقع.. وانكسرت رجله</strong><br /></span></span></span></p><br /><p><br /><span style="font-size:130%;">بدأ الحادث هكذا: درج سُلم كأي درج، وروائي كأي كاتب، ينزل مسرعا كما يفعل أي متأخر عن موعد مهم.<br />"النزول قفزا" سمة مميزة لأي كاتب شاب، تبدأ في الاختفاء كلما تقدم به السن، مراعاة لتضخم ذاته، واسمه، وتقدمه في السن، ولأنني مازلت "كاتبا شابا" ممن لم يتضخم لديهم أي شيء بعد، كنت أنزل قفزا، وكان السلم مغويا، رخاميا، مصقولا، ممسوحا، واسعا، بدأت بقفز درجة بعد درجة، ثم درجتين درجتين، ثم ثلاثا ثلاثا.<br />فجأة رن الموبايل بصوت فيروز: "يا حبيبي.. أنا عصفورة الساحات"، وأنا كاتب شاب، ممن ينتظرون طوال الوقت مكالمات مهمة ربما تنقلهم إلى مصاف الكتاب الكبار، حافظت على قفزاتي السريعة، ودسست يدي في جيب بنطلوني الجينز الضيق لأستلّ الموبايل، وبالفعل، دخلتْ اليد في الجيب، وجاءت استدارة السلم، التي تنقل النازل منّا من طابق إلى طابق، ارتفع جسدي عن الأرض، استعدادا لقفزة جديدة، وطرت في الهواء لجزء من الثانية، لتنزل قدمي على طرف درجة سلم، وتنزلق، وينزلق جسدي تبعا لها.<br />تلتوي ساقي، ويتركز ثقل الجسد على الركبة اليسرى، فتنثني في غير الاتجاه الذي تم تصميمها من أجله، ويمتزج صوت رنين الموبايل بصوت طقطقة العظام، ويخرج الموبايل من الجيب، ويطير في الهواء، ويسقط الكاتب الشاب دون أن يتمكن من أن يسند بيده التي تخلصت من الجيب بصعوبة، يسقط محققا القول المأثور: ما طار كاتب شاب وارتفع إلا كما طار وقع، وانكسرت رجله.<br />في المستشفى رفع الطبيب الأشعة ونظر إليها في الضوء، كأنه يتأمل ورقة بنكنوت، ليرى أهي مزورة أم لا، نظر وأطال النظر، وتغضن جبينه، ورفع النظارة ثم أنزلها، ومال بجسده يمينا ويسارا، خفت جدا، وخشيت أن يقول إنها مزورة، ويتصل بالشرطة، لكنه أنزلها وقال: "بسيطة.. اللي اتكسر يتجبس".<br />أمرني بخلع بنطلوني، فخلعت، وأن أنام على "الشيزلونج"، ففعلت، وشعر أنني خائف، فربت على كتفي، وغطى ساقي بقطن أبيض شديد النعومة، ثم أحضر "شيكارة جبس"، وغمس بها لفافة شاش، حتى امتزج الجبس بالقماش، فغمسها في الماء ولفها على ساقي، مكررا الغمس والمزج واللف أكثر من مرة، حتى اختفت رجلي من أولها إلى آخرها، وأمرني أن أنتظر حتى يجف، وأن أمر عليه بعد أسبوعين لفك الجبس.<br />غادرت المستشفى على كرسي متحرك، حتى باب "التاكسي" ولأن رجلي صارت غير قابلة للانثناء كباقي أرجل خلق الله، تمددت في الكرسي الخلفي، وأغلق السائق الباب وفتحه، وطلب جنيهين إضافيين على خدماته.<br />الحياة من منظور كاتب شاب مكسور الرجل، تختلف كثيرا، حيث تعامل معه العامة في الطرقات باعتباره مجرد شاب يسير على "عكاز"، نافين عنه صفة الكتابة التي كانت تميزه قبل الحادث، فاتسمت تصرفاتهم تجاهه بنوع من الشفقة أحيانا، وبنوع من "مَن يرى مصائب الناس تهن عليه مصيبته" أحيانا، وبنوع من اللامبالاة أحيانا أخرى.<br />الكاتب الشاب كان انتهازيا، حصل على كل هذا العطف الذي سكبه عليه المارة، وعلى دعوات الجيران، ودموع أمه، وعلى أسبوع أجازة من العمل استغله في الاسترخاء والقراءة والكتابة، فبدأ في رواية جديدة، ليس بها أي درج، ولا أطباء، ولا مستشفيات، ولا جبس، ولا شاش، ولا قطن، ولا أشعات، ولا كراسي متحركة، ولا تاكسيات، ولا مارة، ولا دعوات.<br />المشكلة الوحيدة أن الموبايل سقط على الأرض في أثناء الحادث، وتحطم تماما، أصبح كل جزء منه سليما لكن مستقلا بذاته، دون أي إمكانية لتجميع الأجزاء، وحتى الآن، لم يعرف الكاتب الشاب حقيقة شخصية المتصل لحظة السقوط. </span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-44772594190170635992009-01-05T06:04:00.003+14:002009-01-05T06:11:02.737+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhioHKR6xlKI3X6ffdeGnSdu6bEiJWJQmYXUF6K3XcQHuxDBtV7PexIgAfYFXH_RRjPoo1_8gjxGz8VSNEgWh9dEhkasrxKf2AFzcWsS9FuBZWgI0S63ShbDKpiC99ClgHAl7HTdVYe1Pi9/s1600-h/n1020081040_37733_9981.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5287471408772476482" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhioHKR6xlKI3X6ffdeGnSdu6bEiJWJQmYXUF6K3XcQHuxDBtV7PexIgAfYFXH_RRjPoo1_8gjxGz8VSNEgWh9dEhkasrxKf2AFzcWsS9FuBZWgI0S63ShbDKpiC99ClgHAl7HTdVYe1Pi9/s400/n1020081040_37733_9981.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="right"></div><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>باي باي 2008<br /></strong></span></p><br /><p align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">صديقاتي أصدقائي، هذه بعض افتكاسات المصريين في 2008، نرجو ألا تختفي في 2009 لأي سبب من الأسباب، عاوزين نضحك.<br /><br />· تنبيه أمام مصعد عمارة قديمة: الرجاء قبل الدخول إلى المصعد التأكد من وجود الكابينة أمامك.<br />· تنبيه آخر أمام مصعد عمارة حديثة: على جميع المستأجرين الالتزام بالآتي، عدم دخول أي شيء من الأشياء إلى المصعد إلا الفرد نفسه.<br />· على حائط فيلا في منطقة نائية باسبراي أسود: آخر إنذار، ممنوع وقف العشاق هنا.<br />· على باب جراج: "كاراج.. ممنوع الوقوف لأي كان، مهما كان السبب، فهمت؟".<br />· على فاترينة محل لعب وهدايا: كل أربع قطع الخامسة مجانا، حتى لو كانت الخامسة أغلى قطعة في المحل.<br />· على باب زجاجي لملهى ليلي درجة عاشرة: لا يوجد لدينا هاني شاكر ولا نانسي عجرم.<br />· على مؤخرة توك توك: روتانا توك توك.. مش هتقدر تمشي على رجليك.<br />· على باب حمام عمومي من الخارج بخط كبير: ممنوع التحدث مع السائق لعدم الإحراج.<br />· على مؤخرة ميكروباص: البطة المرتاحة للسفر والسياحة.<br />· على كولدير قديم جدا: ممنوع سرقة الحنفيات.<br />· على صندوق شكاوى إحدى المصالح الحكومية، باسبراي أخضر: الشكوى لغير الله مذلة.<br />· على عربة كبدة: نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام عالميا.. نأسف لرفع أسعار الساندوتشات.<br />· على باب دورة مياه الأساتذة في إحدى الجامعات: برجاء غلق الباب بالمفتاح بعد الاستخدام منعا لدخول الطلاب.<br />· في بنزينة: عزيزي الممول برجاء عدم فتح غطاء السيارة أثناء تمويلها بالبنزين.<br />· داخل مصعد أيضا: السادة السكان الرجاء التنبيه على الأطفال عدم التبول في المصاعد، لأن هذا الأسبوع وجد التبول يوميا.. شاكرين حسن تعاونكم.<br />· على عربة كارو: لراغبي التملك.. السيارة للبيع.<br />· على مؤخرة تاكسي: زعبولة ترافل.<br />· لافتة خشبية بجوار حمام سباحة: مطلوب تعاونكم معنا للحصول على مياه نظيفة 100%، ممنوع البصق والتبول أثناء السباحة.. وشكرا.<br />كل سنة وهم طيبيبن<br /><br /></span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-80516835412645958662008-11-30T14:14:00.002+14:002008-11-30T14:18:32.797+14:00صدور الروايات أفضل من صدور الجميلات<div align="left"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxtji4mdv7UjO4_sD-3SQ_puAo7Lw4WE-qvajEOEPoc91aZIEmiw-PxckZ6hBn7C_4Fr3MgG2a2qVXxi4faiVlzzhkj9luwPvVGrUAFMESuQI6EPFZuUpSj-VhAR82DlaR2LQEtbkAoFaH/s1600-h/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D9%88%D9%82%D9%88%D9%81+%D9%85%D8%AA%D9%83%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%82.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5274237527935443074" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 276px; CURSOR: hand; HEIGHT: 400px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxtji4mdv7UjO4_sD-3SQ_puAo7Lw4WE-qvajEOEPoc91aZIEmiw-PxckZ6hBn7C_4Fr3MgG2a2qVXxi4faiVlzzhkj9luwPvVGrUAFMESuQI6EPFZuUpSj-VhAR82DlaR2LQEtbkAoFaH/s400/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D9%88%D9%82%D9%88%D9%81+%D9%85%D8%AA%D9%83%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%82.jpg" border="0" /></a><span style="font-size:180%;color:#336666;"><strong> وقوف متكرر من دار الشروق، حاليا بالمكتبات</strong></span></div><br /><span style="font-size:130%;">غرفة واسعة بسقف مرتفع، ومصباح أصفر يضع ظلالا أكثر مما يضيء، طلاء قذر ومتساقط، وبلاط ملخلخ يصدر صوتا عند المشي فوقه، رطوبة ناشعة حتى ثلث الجـدار، وبدون أي نافذة على الشارع، فقط فتحة صغيرة على المنور مغلقة بكرتونة شيبسي مفرودة ومدقوقة من أعلى، ترفعها فيواجهك على بعد 30 سم تقريبا حائط الحمام المشترك للدور الثاني كله، وبأعلاه فتحة مربعة تنتقل إليك الروائح والأصوات.<br />تدخل أنت ومحمد عبد المنعم صاحبك الذي تناديه بـ ((منعم)) والتي تضايق منها أبوه عندما سمعك تناديه بها في بيتهم أول مرة، ولكنهم تعودوا عليها بعد ذلك، وصاروا ينادونه بها، تتصل به وتسلم على أبيه، تقول له:<br />((محمد موجود يا عمي؟)).<br />فيقول لك:<br />((خليك معايا)).<br />وتسمعه وهو ينادي)).<br />((يا منعم.. تليفون يا منعم)).<br />تدخلان ومعكما السمسار، وصاحبة البيت السمينة التي قالت دون مبرر ودون أن تساومها على شيء:<br />((تسعين جنيه في الشهر.. ما دفعتهمش يوم واحد.. يوم اتنين تلاقي هلاهيلك في الشارع)).<br />في البداية كان منعم يشجع فكرة الغرفة لتجدا ((مُكْنة)) مناسبة، لكن هنا يستحيل أن تصعد أي واحدة، فظل يخبطك في جنبك حتى تنزلا، لكنك رأيتها أفضل الغرف التي تفرجتما عليها، كما أن السمسار قال قبل أن تصعدوا:<br />((بص يا أستاذ دي آخر أوضه هفرجكم عليها.. ما عجبتكمش هاخد حسنتي زي ما تكونوا سكنتم بالظبط.. أنا بقالي أسبوع دايخ معاكم)).<br />يكتب السمسار عقدًا ملفقًا في ورقتين فلوسكاب، فتُوقِّع أنت على الورقة التي ستأخذها صاحبة البيت، وترفض هي أن تبصم على الورقة التي ستأخذها أنت، تحرك يديها للسمسار بطريقة بذيئة، وتقول:<br />((دا أنا صاحبة مِلك)).<br />لم تهتم لأنك لم تدفع أي مقدم، وظلت حركتها وكلمتها كـ ((إفيه)) تستدعيانه أنت ومنعم بعدها.<br />تعطي السمسار خمسين جنيها فلا تعجبه، فيعطيه منعم عشرين أخرى، فيقول:<br />((انتو تأمروا يا أساتذة في أي وقت.. ومن غير فلوس خالص)).<br /></span><div dir="rtl" align="right"></div>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com10tag:blogger.com,1999:blog-4586443010785284579.post-40540729605400989462008-11-02T13:56:00.002+14:002008-11-02T14:04:51.823+14:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgJiRqP0cnDwopHALoFkZWOxXUPTD6a2eBZpKDAf7Dx0RNHzLImYujp5eEVEPVZdk-KjChQU_OiBKhrKLo6mgdE4IYCoF9wFacLYErUFfUnZHSc-hAA4ybR3HQM0_gh2OeBOElxNqsX2wZu/s1600-h/donkey.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5263844240115734162" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; CURSOR: hand; HEIGHT: 307px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgJiRqP0cnDwopHALoFkZWOxXUPTD6a2eBZpKDAf7Dx0RNHzLImYujp5eEVEPVZdk-KjChQU_OiBKhrKLo6mgdE4IYCoF9wFacLYErUFfUnZHSc-hAA4ybR3HQM0_gh2OeBOElxNqsX2wZu/s400/donkey.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="justify"></div><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong></strong></span></p><br /><p align="center"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;"><strong>رِِجْل - ولا مؤاخذة - الحمار</strong></span></p><br /><p align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">الوظيفة الأساسية لها معروفة في العالم كله، وهي أن يسير الحمار عليها دائمًا، ويرفس بها أحيانا. لكن في مصر هناك وظيفة ثالثة لها، وهي أن تغزل بها الشاطرة!<br />المصري يعشق الافتكاس، افتكس يفتكس افتكاسا فهو مفتكس، والمفتكس هنا يترك للعالم مهمة اختراع الأشياء من العدم، ثم يتلقفها، فيحوّرها ويدوّرها و"يقيّفها" على مقاسه ووفقا لاحتياجاته.<br />وأرجل الحمير في حياة المصريين كثيرة، فكل شيء ينفع لأي شيء، والمهم الإنجاز، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وإليك بعض الأرجل، على سبيل المثال، لا الحصر:<br />الحذاء: مصنوع من جلد طري ونعل صلب، لكي نرتديه في أرجلنا فيقينا حر الصيف وبرد الشتاء ومسامير الطريق وزجاجه، لكننا نعلق نموذجا مصغرا منه على أبواب البيوت وواجهات السيارت والمحلات، لمنع الحسد ورد العين.<br />الأذن: مصممة خصيصا لغرضين: السمع وتعليق النظارة، لكن موقعها المميز على جانبي الرأس أغرانا بتنويع استخدامها تبعا للمهنة، فالنجارون وموظفو الأرشيف يستعملونها كمقلمة، لوضع القلم وراءها، وسُيّاس الجراجات يركنون خلفها السجائر، ومحصلو الأتوبيسات والميكروباصات يضعون بداخلها العملات المعدنية، وكأنها حصالة.<br />الجرائد: المفروض أنها للقراءة والاطلاع على أخبار البلد، لكن نساءنا يستخدمنها كمفارش على الأرفف، ولتنظيف الزجاج، ويستخدمها الباعة في لف أي شيء يؤكل على وجه الخصوص، من أول ساندوتشات الفول والطعمية، وحتى الكيوي.<br />الكتب: خلقها الله للثقافة والمعرفة والتعليم، ونحن نطبعها للإشادة بجهود السيدة الأولى في المقدمة، ووضع صورتها على الغلاف الخلفي.<br />كروت الشحن: من اسمها، تستخدم لغرض واحد لا ثاني له، وهو شحن الموبايل بالرصيد، لكن الكارت فئة 100 جنيه، و200 جنيه، أصبحا بديلا عن الرشاوى المالية، ويكثر استعمالهما مع ضباط المرور، الذين لا يقبلون الرشوة المالية، ربما لحرمتها.<br />صدر المرأة: في كل أنحاء العالم له استخدامان فقط: الرضاعة، والإثارة، عندنا يتم استخدامه كخزانة لحفظ النقود.<br />الزهور: لإهدائها والاستمتاع بألوانها ورحيقها، لدينا تترك البنات هذا كله، وتمسكها لقطف أوراقها واحدة بعد الأخرى للتأكد من مدى حب صديقها لها: بيحبني، ما بيحبنيش، بيحبني، ما بيحبنيش... إلى آخر الوردة.<br />أقسام الشرطة: اخترعها الإنسان الأول لأهداف معروفة، منها: الحفاظ على الأمن والأمان، وفض المنازعات، وتحرير المحاضر، لكنها تحولت إلى سلخانات لانتهاك حقوق المواطنين وأعراضهم، بعصي المقشات، وبالكهرباء.. وممنوع دخول المحمول، خاصة إذا كان "من أبو كاميرا"، لأن استخدامه الأساسي هو استقبال وإرسال المكالمات، وليس نشر فضائح الشرطة على الهواء مباشرة، عندهم حق.<br /></span></p>محمد صلاح العزبhttp://www.blogger.com/profile/10586071912431270352noreply@blogger.com7