أسماك صغيرة ملونة
ـ1ـ
لم يكن أبي صيادا، ولكنه كلما ذهب ليصطاد يأخذني معه، يترك السنارة في الماء، ويستدير بجسمه حتى ينظر في عيني، ويتكلم قليلا.
أفرح عندما تغمز السنارة، فيدير أبي البكرة، لترفرف السمكة في الهواء. يناولها لي أضعها في الحقيبة، وأضع له الطعم الجديد في السنارة.
ونحن عائدين أحمل أنا حقيبة السمك، ويحمل هو السنارة، يخلع قبعته ويضعها على رأسي حتى لا تضايقني الشمس الحامية.
ـ2ـ
لم يكن النادل العجوز الذي يمد يده بالخمر في طيبة، وبلا أي ابتسامة على الإطلاق هو نفس الرجل الذي لمع لي حذائي في المرة الأخيرة، فبقع بورنيشه البني جوربي وطرف بنطالي. والاثنان لم يشبها في شيء الرجل الذي سبني سبابا قبيحا، وهو يسير متأبطا ذراع ابنته الجميلة؛ لأنني دون أن أقصد ألقيت عقب سيجارتي أمام طرف حذائه.لكنني أنا، منذ ذهب الرجل الذي كانت هوايته صيد الأسماك (الصغيرة دائما)، كلما رأيت رجلا بشعر أبيض، أتذكر قبعة قديمة، وشاطئ نهر، وأبا يستدير بجسمه، فلا تستطيع العين أن تمسك به.
هناك ٢٧ تعليقًا:
أول تعليق
هي لما الحياة بتسعق الإنسان باحس إنه دايما بيعود للماضي (الرحب) حتى لو كان ضفة نهر وسمكة طالعة.
بس عموما وخارج التدوينة باحس إن مشكلتنا إننا بتحب نعيش في الماضي، وغيرنا بيبص لقدام، ومش عايزين نعمل حاضر، كله ماضي ماضي ماضي...
تحية جامدة :))
أول حاجة ازيك يا شيماء
كويس؟
تاني حاجة يعني ايه بتسعق؟
ماشي؟
تالت حاجة خارج التدوينة برده
مشكلتنا اننا بقالنا 100 سنة بنقول
مشكلتنا إننا بنحب نعيش في الماضي، وغيرنا بيبص لقدام، ومش عايزين نعمل حاضر، كله ماضي ماضي ماضي
يعني كله كلام كلام كلام
مافيش شتيمة؟؟؟
ندخل تاني جوة القصة أو التدوينة على حد تعبيرك
معظم الإبداع قائم على الماضي سواء كان الماضي ده اتحول لماضي منذ سنوات أو حتى لحظة واحدة
ولا يوجد إبداع في الكون يتحدث عن اللحظة الراهنة لأنه علميا اللحظة الراهنة بعد لحظة بتتحول لماضي
تحية أجمد
ايه ده مش مصدقه نفسى بجد
أول مره أشوفلك حاجه مختلفه عن الأساس بتاعك
حتى لو كانت ماضى وذكريات ودنيا زالت واحنا مازلنا عايشين فيها
بس بجد عجبتنى
الدنيا فيها حاات كتير ولا ايه :)))
تحياتى
جميلة جداً كتابتك
دي حالة الملل عندك خلتك تكتب بطريقة جديدة
بس عارف حلو جدا الاسلوب دة
على فكرة لازم نفكر لشيماء بهدية عشان متبعاك دايما
اي رايك في عزومة على عصير ليمون مع نعناع
دة بس البداية
بعدين لو استمرت لمدة شهر في التعليق الاول حتكون الهدية اكبر من كدة
اي رايك؟!؟
انت استااااااااااذ فى النهايات, دايما بتسيب علامات تعجب و علامات استفهام
صباح الفل
:--3)
انا باجي هنا كتير .. يمكن سيبت تعليق او ما سيبتش مش فاكرة
بس المهم اني فعلا بستمتع .. قريت المدونة كلها اكتر من مرة
روائي من النوع التقيل
_______
تحية لكَ
بصدق
رغم قصرها تشدّنا للنظر إلى الوراء
على الرغم من عدم علاقة ظروف القصة بنا
لكني أحسست أنها تقول
الدنيا دائرة قصيرة دوما ستجذبك للخلف نحو الماضي
مهما بعدت
شكرا لكَ
السلام عليكم
حمدلله على السلامة يا كابتن
مدونتك جميلة وكل البنات الحلوين متابعينك يا بختك با عم
الا بالحق انت بتمسح التعليق اللي بتسيبهولي ليه؟
انت زعالان مني في حاجة
ماشي يا ست ريمو
الدنيا فيها حاجات كتير
بس الأساس أساس
صح يا معلمة؟
إنسان
طول عمري بحب الإيجاز والاختصار
بس مش للدرجة دي
شكرا جدا
ليمو
شكرا جدا
وكمان انا ماعرفش ان في حاجة اسمها ليمون بالنعناع
مودي
انت اللي أستاذ ياعم
صباح الجمال
ازيك يا لميا
حتى لما بتيجي من غير ما تسيبي تعليق
روحك بتسيب بصمتها على المدونة
بس مش صعب شوية موضوع النوع التقيل ده
؟
!
نهى جمال
تعجبني تحيتك
وصدقك
وتلقيك الجميل
ازيك يا ناني هزعل منك ليه
بالعكس
وكمان يا ستي مش التعليق اللي بيتمسح بيوصلك على الميل
اعتبريني ما مسحتوش
عزب
نص حلو وخصوصا الجزء التاني
يا سلام يا أستاذ باسم
ايه التعطف والتكرم ده منك علينا
أجزت فأوجزت فأبدعت فنمت يا باسم
هههههههههههههههههههههه
ماشي انا لازم امسك الحكم
ما يحكمش يا أستاذ
طيب هو ازاي شتمك شتمة ابيحة قدام بنته؟ هي مش مؤدبة ولا ايه؟
لو سمحت يا نائل بلاش تخوض في أعراض البنات اللي في القصص بتاعتي
دول بنات محترمين وانت كده هتوقف سوقهم
وربنا يستر على ولايانا
ندعوكم لزيارة مدونة خليك فى البيت والمشاركة فى الحمله
جميلة جدا
ومحسوسة بسهولة
المقطع التانى
انت بنيت كويس ورتبت كويس
وقفلت كويس
هيستريا
كله كويس كويس
والله انت اللي جميل وكويس
انا متاخرة اوي بس النص رائع موجع , موجع اوي و بالنسبة لعشق الماضي و ما الي ذبك فانا شايفة ان ده طبيعي الماضي هو الغواية بما يملكه من حنين و ما يمنحه لنا من لحظة حاضر بنستمتع فيها ببريق الحنين ده حتي لو كان زائف و الماضي ده وقت ما كان حاضر مكنش بالجمال ده و من مستقبل بنتمني فيه بريق الماضي و الحنين البراق و الماضي نفسه اللي بنكتبه و ننقل احساسه جوانا ثم ان الماضي هو اللي نقدر نقول اننا نملكه لاننا عشناه فعلا و لو كدبنا فيه ممكن نصدق نفسنا و نقنع غيرنا انهم يصدقوه اما الحاضر فمشاع الكل شايفه و المستقبل محدش ممكن يصدقه بالكامل دايما هيكون فيه لحظة شك تعمل خلل
النص رائع يا محمد بجد رائع فعلا
إرسال تعليق