العفة في الحزام
العفة في الحزام!
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.. لحد ما ياكل ويتخن ويبقى كويس، على رأي الشاعرة العراقية منال الشيخ في إحدى حالاتها على الفيس بوك.. الشرف "الرفيع" أفضل حالا، كما هو معروف، من الشرف غير الرفيع، فالشرف أنواع وأشكال وأحجام، وأحلى من الشرف الرفيع مفيش.
في رأيك، أين تقع "العفة" لدى المرأة؟
إذا كنت ممن يؤمنون بأن عفة المرأة في جسدها فأبشر، سنغافورة الشقيقة تعطيك الحل الناجع: حزام العفة، على شكل القطعة السفلى من الملابس التحتية للمرأة، من معدن غير قابل للصدأ، مصنوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وموجه إلى الدول العربية والآسيوية، به العديد من المميزات، مثلا: "مفصلات" مرنة لسهولة الخلع والارتداء، قفل معدني غير قابل للكسر لإحكام "التحزيم" على الجسد وردع الذئاب البشرية، نسخ متعددة من المفتاح لاستخدامها في حال تعدد المستخدمين. وربما لا ينقص هذا الحزام حتى يصبح "فول أوبشن" سوى أن يكون مرشوشا بالأحمر الميتاليك، وبه جهاز إنذار، ومكتوب عليه من الخارج بالفوسفوري: ممنوع الاقتراب أو التصوير، منطقة محظورة.
صاحبة الشركة المصنعة لأحزمة العفة لم توضح إذا كانت هي شخصيا تستعمل منتجاتها أم لا، لكنها صرحت بأن المستهلك المستهدف هو الزوج الذي يشك في عدم إخلاص زوجته له, وأولياء أمور الفتيات المراهقات، والمرأة التي تخشي وقوعها ضحية للاغتصاب.
إذا كنت ممن يؤمنون بأن عفة المرأة في جسدها، فعليك مؤقتا الاكتفاء بحزام العفة، تأمينا للأهم، حتى تتمكن الشركة من تصميم "بدلة العفة" من معدن غير قابل للصدأ أيضا، ويمكنها إحاطة الجسم كله، بدءا من الشعر حتى أخمص القدم، مع ترك فتحات مناسبة للتهوية، فلا أحد هنا ولا في أمريكا ولا حتى سنغافورة يريد المساس بالمرأة "المعلبة" على الإطلاق، فقط الجميع يستهدف حمايتها من المجتمع الخارجي وشروره وآثامه، وهذا على كل حال أفضل كثيرا من فكرة إراقة الدم على جوانب الشرف الرفيع، فحدود الجوانب غير مأمونة، وربما تناثرت بعض القطرات هنا وهناك فأصابت حواف الشرف أيضا وليس جوانبه فقط.
سؤال أخير: إذا كانت قيمة مخالفة عدم ارتداء حزام الأمان في السيارات 50 جنيها، فما قيمة مخالفة عدم ارتداء حزام العفة؟