الخميس، ١٠ أبريل ٢٠٠٨











الجنة تحت أقدام اللواءات





برج ضخم بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، أمامه إشارة مرور، ينظم السيارات فيها لواء شرطة.
اللواء يصلي الظهر والعصر والمغرب في مدخل البرج، يدخل بكل عظمته، يشير للحارس البائس الذي ينتمي إلى شركة أمن خاصة، فيهرول من فوره، وينحني ليفرد له سجادة الصلاة على الأرض، ليخلع اللواء حذاءه في شموخ، ثم يشرع في الصلاة.
لواءات الشرطة يحبون أن يدخلوا الجنة.. اللواء منهم ضابط عتيد، جلاد بشهادة خبرة لا تقل عن 25 عاما، مؤبد في الخدمة، والخدمة مميزة، الجنة تحت أقدام اللواءات.
كلية الشرطة تُخرِّج ضباطا صغارا، يعيثون في الأرض فسادا، من أول: بطاقتك يا أستاذ، وحتى: عماد الكبير وزملائه.
الضباط لا يحبون الجنة، يحبون النار، يحرقون بها المواطنين، من أول إطفاء أعقاب السجائر في أجساد المحتجزين، وحتى: يحيى عبد الله، الشاب السيوي الذي سكبوا الكحول فوق جسده وأشعلوا فيه النيران.
الضابط قبل أن يدخل الكلية لم يكن ضابطا، كان مواطنا صالحا، وقتها كان يحب الجنة، لكنه على باب الكلية علِم أنه أمام خيارين: دخول الكلية أو دخول الجنة، ففضل الحياة الدنيا على الآخرة، ألا ساء ما يختارون.
اللواءات ضباط سابقون، تركوا مرحلة "الظبوطية" ودخلوا مرحلة "اللوائية"، لواء الشرطة مثل المرأة في سن اليأس، تاريخ طويل من الإثارة، ولكن بلا فائدة حالية، اللواء في الداخلية مجرد بركة، حاج، راجل "كبارة"، مثل الزوجة المسنة، التي تأمر أولادها وأحفادها، وتخيف أطفال الجيران، وفي آخر الليل يضربها زوجها العجوز حين تجمعهما الغرفة المغلقة.
اللواءات قبل خروجهم إلى المعاش بقليل يهيئون أنفسهم للوضع الجديد، يقررون أن يستردوا صفتهم الأولى ويعودوا مواطنين صالحين، كما ولدتهم أمهاتهم.
يبدأون بغسل أياديهم من دماء ضحاياهم، ثم يذهبون إلى الحج على نفقة وزارة الداخلية، ويشترون من الأراضي المقدسة جلابيب بيضاء، ومساويك، وطواقي شبيكة، وسبحا، وبعد رجوعهم يحتفظون بها لما بعد المعاش، لا يستعملونها مباشرة، ينتظمون أولا في أداء الصلوات، وتوزيع الصدقات على الشحاذين الذين كانوا في أوقات سابقة زبائن لمحاضر التسول، ويلقون السلام على الجيران، بعد أن كانوا يهددونهم بالحبس، ويقللون من التدخين، لأنه ضار جدا بالصحة.
اللواءات حين يكلمون الله في الصلاة، لا يستعملون أجهزة اللاسلكي، يتحدثون على الهواء مباشرة، يستغفرون كثيرا، ويخرجون من الصلاة تملأهم الغبطة، إن الله غفور رحيم.
لواء جامعة الدول العربية بعد أن انتهى لم يرفع سجادة الصلاة من على الأرض، تركها للحارس يرفعها ويطبقها، وانصرف بعظمته، وهو يحمد الله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة!

هناك ٧ تعليقات:

m.sobhy1990@gmail.com يقول...

لواء الشرطة مثل المرأة في سن اليأس، تاريخ طويل من الإثارة، ولكن بلا فائدة حالية

الله عليك يامحمد

أنا عايزك تشفى غليلى ف كلاب الداخلية

أكيد تابعت مجزرة المحلة وإعتقالات القاهرة اللى كنت هأبقى واحد منها

يلا بلدنا بتتقدم بينا

Azza Moghazy يقول...

هذا التغليق فى غير موضعه كان من المفروض ان اضعه فى البوست الخاص بالمترو ولكن هناك شئ ما خطأ فى قبول الصفحة له ارجو ان تعذرنى اذ اضعه هنا

بس فيه حاجة انت مش واخد بالك منها
اذا كنت قادما من جنوب القاهرة " من حلوان للمرج "وهذا اتجاه سير غير طبيعى كنهر النيل الشاذ الذى ينبع من الجنوب سيكون الخروج الى النور بعد حسنى مبارك ولكن تامل معى ان كنت قادما من اتجاه السير الطبيعى على غير العادة فى كل ما يتصل بهذه الدولة فسيبدأ عهد الظلام بحسنى مبارك وينتهى بسعد زغلول
امشى فى الاتجاه الطبيعى " الذى هو اتجاه عكس سير الزمن " ستجد الامور قد استقامت يا رفيق

مصطفى محمد يقول...

سلامو عليكو

هههههههههه
ربما بعد أن يتم أحدهم "اللوائية" يجد نفسه هذه المرة أمام اختيارين .. دخول النار أو البقاء في الدنيا .. فيندم على الصفقة الخاسرة على عدم دخوله الجنة من الأول و نبذ "الظبوطية"

:)

محمد صلاح العزب يقول...

محمد صبحي
يا صديقي مصر جميلة وهتبقى أجمل أنا متأكد بإذن الله

محمد صلاح العزب يقول...

عزة مغازي

فكرتيني باللي ضاعت منه بريزة في الضلمة وراح يدور عليها في النور

والله أحيلك إلى أم كلثوم: قول للزمان ارجع يا زمان

محمد صلاح العزب يقول...

مصطفى محمد
حيث لا ينفع الندم يا صديقي

محمد إبراهيم محروس يقول...

أهم حاجة يا حمادة السجادة اللي في الصورة
محطوطة تبع القبلة برضه ولا لأ
لتكون حططها اتجاه تاني الرجل يخش النار اونطة
ههههههههه
لذيذة يا ريق
خالص تحياتي