العلم "نُورُنْ"!
الأرض كروية تدور حول نفسها، والناس في مصر لا يفهمون كثيرا في علم الخرائط، أو ما يطلق عليه في المسرحيات "الفوتوغرافيا" تحريفا لـ"الجغرافية".
- يعني أنا أنام وبيتي في محافظة القاهرة، أصحى الصبح ألاقيه في محافظة حلوان؟!
على كل مواطن منا أن يضع علامة مميزة أمام بيته، وعلى طرف حذائه، لا أحد يضمن، فقد تسرح قليلا وأنت واقف في الحمام، لتنتبه وتجد نفسك في دولة أخرى.
كل شعب مطالب بأن يحافظ على محافظاته، فالمحافظات على كف عفريت، والعفريت في علبة، والعلبة على شكل لعبة، تفتحها من هذه الناحية بها 26 محافظة، ومن الناحية الأخرى بها 28، لا علاقة لهذا بالغش التجاري، لأن التجارة شطارة، والعدد في الليمون، والليمون به فيتامين "c"، والـ"c" حرف إنجليزي، والإنجليزي إيزي، والإيزي ميزي.
قررررب واتفرج، الـ 26 محافظة بـ 75 مليون مواطن، مش هنقول 80، ولا 78، ولا حتى 76، واللي ياخد 26 محافظة ياخد عليهم 2 هدية، منهم واحدة لقطة اسمها 6 أكتوبر، والتانية كويسة برضه اسمها حلوان، بس ماتنساش الشاي بتاعنا.
الرئيس مبارك يحب المحافظات، روحه فيها، لا يفضِّل محافظة على أخرى، كلهن بناته، ولهذا اختار لكل منهن عريسا يليق بها، الرئيس بيشتري رجالة، وهل هناك رجال أفضل من اللواءات، حيث الخبرة والمتانة، أي لواء يستطيع السيطرة على أي محافظة، خاصة أن المحافظات ناقصات عقل ودين، تشارك في الإضرابات، وتخرج في المظاهرات دون علم رجال البيت، وأحيانا ترفع صوتها أمام الغرباء، والرئيس لا يعجبه الحال المايل، لهذا كان لابد من لواءات حازمين، فمايو قادم، و4 منه قادم، والمحافظات في حالة استثارة، تحتاج إلى رجال حقيقين يطفئون نارها، والمحافظة التي لا تسمع الكلام حلها سهل: اكسر لها ضلع، يطلع لها 24، قول 28.
* كل ما هناك أنني أشفق بشدة على أصدقائي في المحافظتين الجديدتين، ممن فتح الله عليهم واشتروا سيارات، كل منهم سيفوز بلوحة معدنية مكتوب عليها: ملاكي 6 أكتوبر، وهذه بسيطة، إلا أن الأفدح تلك المكتوب عليها: ملاكي حلوان.. والله أحسن لهم يعزّلوا!