رسالة إلى يوسف إدريس بمناسبة ذكرى رحيله
كيف حالك يا عم يوسف يا إدريس.
أنا متأكد أنك تعرفني بشكل جيد، وأعرف أنك تتابع الكتابة الجديدة أكثر من كُتَّابها لكنك لا تقول، أنا أيضا أعرفك وأتابع إصداراتك أولا بأول، أعجبتني أرخص ليالي، وآخر الدنيا، والحرام، ولم تعجبني العيب بنفس الدرجة، أرى أنه كان يجب عليك أن تجلس عليها مرة أخرى.
أريد أن نلعب معا لعبة ظريفة، نتبادل الأدوار تصبح أنت كاتبا شابا، وأصبح أنا كاتبا كبيرا، أعرف أن كلمة كاتب شاب هذه ستضايقك، عادي، تجاوز عن هذا وأكمل اللعبة، أصبح أنا ثريا ومشهورا ونجما محاطا بالمعجبات، وتصبح أنت لتفتح مدونتك وعندما تجد أربعة تعليقات تحمد الله على أن رزقك جمهورا وفيرا بهذه الغزارة، تركب الأتوبيس العام، وتذهب إلى عمل ينتهك معظم يومك فلا تجد وقتا لقراءة أو كتابة وحين تشعر بالضيق من الحياة تذهب لتجلس على "التكعيبة" تصادق أسامة وأحمد ليبتون، ويتطفل عليك أنصاف الموهوبين فيجلسون معك وينصرفون دون أن يدفعوا الحساب، ولا تجد مفرا من ضيقك إلا بأن تترك أصحابك في نصف حديثهم وتنصرف.
بين وقت وآخر يأتي لك إيميل من أي موقع سخيف على الإنترنت يطلب منك قصة قصيرة لنشرها، متعاملا معك بألفاظ رسمية تؤكد أنك كاتب مهم وكبير (تذكر أنك الآن كاتب شاب) تسعدك هذه اللهجة في الخطاب فترسل لهم القصة دون توقع أي مكافأة نشر سوى الكلمة الطيبة.
أحيانا تجلس وتفكر في مشروعك الروائي الضخم، وأحيانا تقرر التوقف عن الكتابة، تفكر في هذا بكل جدية، وتراجع ما منحته الكتابة لك وما أخذته منك، فتجد نفسك بحسابات تجارية بسيطة خاسرا فتقرر مقاطعة كل أصدقائك من المبدعين، وتنوي شراء خط موبايل جديد حتى تغير الرقم، ستفضله "اتصالات" حتى تتمتع بمزايا الشركة الجديدة، وتقسم في نفسك إنك لن تنزل وسط البلد مرة أخرى، تتأمل حياتك من دون الكتابة فتجدها أبسط وألطف، فتقوم وقد امتلأت بالحماس تحاسب على الشاي بالحليب الذي شربته، وتنصرف دون أن تودع القهوجي صديقك لأنك متأكد أنك صعلوك حقيقي ولن يمر يوم أو يومان حتى تعود مرة أخرى.
هذا عنك أما أنا فسأصبح كاتبا كبيرا بالترجمة الحرفية للكلمة، سيارة مرسيدس سوداء تنتظرني أمام باب الأهرام وسائق نوبي بشوش يقول: "صُباه الفل يا سوعادة الباشا". وجلسات رصينة مع كبار الكتاب، وندوات مهمة، وسفريات متعددة طوال الشهر إلى دول العالم من شرقه إلى غربه، وتليفونات متكررة من سيدات يبدو من أصواتهن أنهن فاتنات، وكتب مهمة وغالية، أقرأها من باب الواجب، فلا يصح أن يسألني واحد هل قرأت رواية زكي جمعة الجديدة فأقول لا، (باعتبار زكي جمعة روائيا مشهورا)، ثم تصبح الكتابة عندي سهلة، وأقول في اللقاءات الصحفية: لدي رواية سأكتبها في الربيع القادم، لكنني لن أتكلم عنها حتى لا أحرقها على الجمهور، حتما سأتكلم بهذ الشكل على الجمهور.
كيف حالك يا عم يوسف.
أشعر أن اللعبة أعجبتك، لكنني أعتذر، لا أنوي الاستمرار أكثر من هذا، وإذا كان قد أعجبك أن تكون كاتبا شابًا، فأحب أن أقول لك إنني راجعت نفسي وفكرت جيدا، ولا أحب أن أكون كاتبا كبيرا.
نشرت في جريدة البديل الجمعة 3 أغسطس
هناك ٢٣ تعليقًا:
قريتها في البديل
جميلة يا محمد :)
لعشاق الكتابة فقط
محمد عجبتني اوي اوي قريتها 3 مرات وفي المرة الرابعه عدت قراتها من جديد رسمت على وجهعي ذات الابتسامة ونفس شحنات التأمل فقررت ان اكتب لك تعليق
تسلم ايدك يا فنان
تحياتي
رسالة مميزة لكاتب استثنائي في الثقافة المصرية
حلو أوي يا محمد
انت كاتب موهوب وروايتك وقوف متكرر بتقول كده بصرااحه
وشكراااا
يا محمد يا صلاح يا عزب ، فكرة تجنن ورائعة ، الله يفتح عليك يا بنى
الشاعر المخضرم محمود عزت
ازيك يا باشا
انت بتقرا البديل
شكلك كده مناضل يا زعيم
ديوانك جميل
مصطفى محمد
ربنا يوفقك
الكاتبة الرقيقة نهى محمود
يا ريت تكملي قرايتها خمس مرات عشان الحسد
سيد العارفين
أشكرك يا أستاذ سيد
الأستاذ غير المعرف
أشكرك على رأيك في الرواية
لكن يا ريت تبقى تذكر اسمك وسنك في وعنوانك في المرات القادمة
منعا لاختلاط الآراء
الأستاذة المبجلة أم نهى
ازيك يا أفندم
شكرا يا سهى
فتح الله علينا وعليكم
آمين
عجبتنى اوى
-
احييك
-
انا اول مرة ادخل عندك
_
إحم إحم
ياريت مكونشى من المتطفلين
انصاف الموهوبين
-
بس
الله الله الله
عارف قراءتها يجي اكثر من 4 مرات
جميلة خااااااااااااالللللللللص
يسلم قلمك وفكرك يا عم
هاااااااااايل
عارف كل مرة بقولك انك بتكتب جميل
بس المرة دي مش معقول
والله انت كدة بهرتني
مش عارفة اقول اي
بس انا فخورة جدا اني بعرفك يا محمد
بجد ما شاء الله علي
تحياتي
مساء الورد يا محمد
أنا بعدى على مدونتك كتير بتعجبنى جدا لكن ما علقتش على بوست قبل كده
لكن ما قدرتش امنع نفسى انى اعلق على البوست الحلو جدا ده
أشكرك انك كتبت عن عم يوسف إدريس
تحياتى ليك ولقلمك الجميل
ازيك يا وؤوووووول
ما تخافش يا عم انت مش من الناس دول
ومرحبا بك دائما
ازيك يا ليمو
يا ستي شكرا جزيلا جدا
ازيك يا مصطفى
دخول أحمد
أهلا بك دائما
دى ضرببة الشهرة يا سوعادة الباشا
و متزعلش من انصاف الموهوبين
لانك مش هتكون فى التكعيبة
اقعد فى سلينترو الزمالك او ديوان و البلد حتحتفى بكاتيها الكبير
اة نسيت اقصد ميريت
تصدق بالله..انت وصلت للأنا باحس بيه
فاوست
أنا برده بقول كده
فاوست
أنا برده بقول كده
مصطفى محمد
يسعدني أن أعبر عنك دائما
إرسال تعليق