الجمعة، ٨ يونيو ٢٠٠٧

أسماك صغيرة ملونة



ـ1ـ


لم يكن أبي صيادا، ولكنه كلما ذهب ليصطاد يأخذني معه، يترك السنارة في الماء، ويستدير بجسمه حتى ينظر في عيني، ويتكلم قليلا.
أفرح عندما تغمز السنارة، فيدير أبي البكرة، لترفرف السمكة في الهواء. يناولها لي أضعها في الحقيبة، وأضع له الطعم الجديد في السنارة.
ونحن عائدين أحمل أنا حقيبة السمك، ويحمل هو السنارة، يخلع قبعته ويضعها على رأسي حتى لا تضايقني الشمس الحامية.

ـ2ـ

لم يكن النادل العجوز الذي يمد يده بالخمر في طيبة، وبلا أي ابتسامة على الإطلاق هو نفس الرجل الذي لمع لي حذائي في المرة الأخيرة، فبقع بورنيشه البني جوربي وطرف بنطالي. والاثنان لم يشبها في شيء الرجل الذي سبني سبابا قبيحا، وهو يسير متأبطا ذراع ابنته الجميلة؛ لأنني دون أن أقصد ألقيت عقب سيجارتي أمام طرف حذائه.لكنني أنا، منذ ذهب الرجل الذي كانت هوايته صيد الأسماك (الصغيرة دائما)، كلما رأيت رجلا بشعر أبيض، أتذكر قبعة قديمة، وشاطئ نهر، وأبا يستدير بجسمه، فلا تستطيع العين أن تمسك به.

هناك ٢٧ تعليقًا:

Shaimaa Zaher يقول...

أول تعليق

هي لما الحياة بتسعق الإنسان باحس إنه دايما بيعود للماضي (الرحب) حتى لو كان ضفة نهر وسمكة طالعة.

بس عموما وخارج التدوينة باحس إن مشكلتنا إننا بتحب نعيش في الماضي، وغيرنا بيبص لقدام، ومش عايزين نعمل حاضر، كله ماضي ماضي ماضي...

تحية جامدة :))

محمد صلاح العزب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
محمد صلاح العزب يقول...

أول حاجة ازيك يا شيماء
كويس؟
تاني حاجة يعني ايه بتسعق؟
ماشي؟
تالت حاجة خارج التدوينة برده
مشكلتنا اننا بقالنا 100 سنة بنقول

مشكلتنا إننا بنحب نعيش في الماضي، وغيرنا بيبص لقدام، ومش عايزين نعمل حاضر، كله ماضي ماضي ماضي

يعني كله كلام كلام كلام
مافيش شتيمة؟؟؟
ندخل تاني جوة القصة أو التدوينة على حد تعبيرك
معظم الإبداع قائم على الماضي سواء كان الماضي ده اتحول لماضي منذ سنوات أو حتى لحظة واحدة
ولا يوجد إبداع في الكون يتحدث عن اللحظة الراهنة لأنه علميا اللحظة الراهنة بعد لحظة بتتحول لماضي

تحية أجمد

Reemo يقول...

ايه ده مش مصدقه نفسى بجد
أول مره أشوفلك حاجه مختلفه عن الأساس بتاعك
حتى لو كانت ماضى وذكريات ودنيا زالت واحنا مازلنا عايشين فيها
بس بجد عجبتنى
الدنيا فيها حاات كتير ولا ايه :)))
تحياتى

ensana يقول...

جميلة جداً كتابتك

Lemonada يقول...

دي حالة الملل عندك خلتك تكتب بطريقة جديدة
بس عارف حلو جدا الاسلوب دة

على فكرة لازم نفكر لشيماء بهدية عشان متبعاك دايما
اي رايك في عزومة على عصير ليمون مع نعناع
دة بس البداية
بعدين لو استمرت لمدة شهر في التعليق الاول حتكون الهدية اكبر من كدة

اي رايك؟!؟

mahmoud يقول...

انت استااااااااااذ فى النهايات, دايما بتسيب علامات تعجب و علامات استفهام
صباح الفل
:--3)

LAMIA MAHMOUD يقول...

انا باجي هنا كتير .. يمكن سيبت تعليق او ما سيبتش مش فاكرة


بس المهم اني فعلا بستمتع .. قريت المدونة كلها اكتر من مرة

روائي من النوع التقيل
_______

نهى جمال يقول...

تحية لكَ

بصدق

رغم قصرها تشدّنا للنظر إلى الوراء
على الرغم من عدم علاقة ظروف القصة بنا

لكني أحسست أنها تقول

الدنيا دائرة قصيرة دوما ستجذبك للخلف نحو الماضي

مهما بعدت

شكرا لكَ

Nani يقول...

السلام عليكم
حمدلله على السلامة يا كابتن

مدونتك جميلة وكل البنات الحلوين متابعينك يا بختك با عم
الا بالحق انت بتمسح التعليق اللي بتسيبهولي ليه؟
انت زعالان مني في حاجة

محمد صلاح العزب يقول...

ماشي يا ست ريمو
الدنيا فيها حاجات كتير
بس الأساس أساس
صح يا معلمة؟

محمد صلاح العزب يقول...

إنسان
طول عمري بحب الإيجاز والاختصار
بس مش للدرجة دي
شكرا جدا

محمد صلاح العزب يقول...

ليمو
شكرا جدا
وكمان انا ماعرفش ان في حاجة اسمها ليمون بالنعناع

محمد صلاح العزب يقول...

مودي
انت اللي أستاذ ياعم
صباح الجمال

محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا لميا
حتى لما بتيجي من غير ما تسيبي تعليق
روحك بتسيب بصمتها على المدونة
بس مش صعب شوية موضوع النوع التقيل ده
؟
!

محمد صلاح العزب يقول...

نهى جمال
تعجبني تحيتك
وصدقك
وتلقيك الجميل

محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا ناني هزعل منك ليه
بالعكس
وكمان يا ستي مش التعليق اللي بيتمسح بيوصلك على الميل
اعتبريني ما مسحتوش

باسم شرف يقول...

عزب
نص حلو وخصوصا الجزء التاني

محمد صلاح العزب يقول...

يا سلام يا أستاذ باسم
ايه التعطف والتكرم ده منك علينا
أجزت فأوجزت فأبدعت فنمت يا باسم

باسم شرف يقول...

هههههههههههههههههههههه
ماشي انا لازم امسك الحكم

محمد صلاح العزب يقول...

ما يحكمش يا أستاذ

nael eltoukhy يقول...

طيب هو ازاي شتمك شتمة ابيحة قدام بنته؟ هي مش مؤدبة ولا ايه؟

محمد صلاح العزب يقول...

لو سمحت يا نائل بلاش تخوض في أعراض البنات اللي في القصص بتاعتي
دول بنات محترمين وانت كده هتوقف سوقهم
وربنا يستر على ولايانا

خليك فى البيت يقول...

ندعوكم لزيارة مدونة خليك فى البيت والمشاركة فى الحمله

hesterua يقول...

جميلة جدا

ومحسوسة بسهولة

المقطع التانى

انت بنيت كويس ورتبت كويس

وقفلت كويس

محمد صلاح العزب يقول...

هيستريا
كله كويس كويس
والله انت اللي جميل وكويس

Marwa abu daif يقول...

انا متاخرة اوي بس النص رائع موجع , موجع اوي و بالنسبة لعشق الماضي و ما الي ذبك فانا شايفة ان ده طبيعي الماضي هو الغواية بما يملكه من حنين و ما يمنحه لنا من لحظة حاضر بنستمتع فيها ببريق الحنين ده حتي لو كان زائف و الماضي ده وقت ما كان حاضر مكنش بالجمال ده و من مستقبل بنتمني فيه بريق الماضي و الحنين البراق و الماضي نفسه اللي بنكتبه و ننقل احساسه جوانا ثم ان الماضي هو اللي نقدر نقول اننا نملكه لاننا عشناه فعلا و لو كدبنا فيه ممكن نصدق نفسنا و نقنع غيرنا انهم يصدقوه اما الحاضر فمشاع الكل شايفه و المستقبل محدش ممكن يصدقه بالكامل دايما هيكون فيه لحظة شك تعمل خلل
النص رائع يا محمد بجد رائع فعلا