الأحد، ١٣ مايو ٢٠٠٧

مقطع من رواية وقوف متكرر
لا تذكر من أيام شبرا الخيمة سوى القطار، والمؤسسة، وصوت مصانع النسيج في مرورك اليومي إلى المدرسة، والبنت منى أحمد التي ظللت تحبها حتى نهاية الخامس الابتدائي، تتبادلان النظر والابتسام طوال الحصص، والتي خاصمتك لأنك وشيت بها عند مدرس الرسم؛ لأنها لم تحضر ألوانها، ولم تقف لتضرب مع كل من لم يحضر ألوانه، فظلت تبكي طوال اليوم عندما ضاعف لها الضرب (8 عصيان)، وسامح كل الباقين وأنت منهم
تذكر أيضا سعيد مغرفة، والذي أسماه الأستاذ سليمان الورداني بذلك لأن له أذنا عادية، وأذنا مفلطحة تشبه المغرفة
كان يسكن في الشرقاوية على الجانب الآخر من الطريق السريع، بعد كشك الشرطة العسكرية، تطل شقته على مصنع ياسين للزجاج
في هذه الفترة كان بيت جدتك في روض الفرج، ترسلك لتشتري لها أكوابًا للشاي، فتقول
قل له عايز من بتوع مصنع ياسين.. إوعى يضحك عليك ويديك من الكوبايات اللي معمولة تحت السلم
قال لك
قابلني في المؤسسة بعد العصر قصاد كشري أبو سنة.. ونروح عندنا نذاكر سوا
شقته ضيقة جدا، ورثة، وغير مرتبة، فشعرت به مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي يجاورك في الدكة، والذي تتكلم معه كل يوم عن منى أحمد
خرجت أمه عليكما وكانت نائمة بشعر منكوش وقميص نوم فاضح، ارتبكت وقلت له
تعال نقعد في البلكونة
تركتما المذاكرة، وأحضر السلم والثعبان فلعبتما، كان المبني المواجه ضخما وقريبا إلى حد ما، قال عندما لاحظ كثرة التفاتك إليه
ده مصنع ياسين
لم تصدق أن تراه هكذا مرة واحدة
بتاع الكوبايات؟
آه بتاع الكوبايات.. والزهريات.. وطفايات السجاير.. والشفاشق الإزاز.. أنا أبويا بيشتغل فيه
لم تصدق، وظلت تكذبه حتى أحضر لك أمه، وقد ربطت رأسها، وارتدت جلبابًا مكرمشًا وممزقًا من تحت الإبط، أشارت إلى مصنع ياسين فبان شعر كثيف، وأكدت أن أبا سعيد يعمل فيه
عادت صورة سعيد تكبر في نظرك، مع أنك كنت أشطر منه في المذاكرة، وشقتكم واسعة، ومرتبة، ونظيفة، بالإضافة إلى أنك غلبته أربعة أدوار سلم وثعبان

هناك ١٧ تعليقًا:

غير معرف يقول...

ليك نصيب يا عم أكون أول حد يعلق عندك تدوينتين ورا بعض ...ربنا يسهل بس الصفحة ما تعلقش..

عجبني موضوع مصنع ياسين وكبايات تحت السلم، ووصفك للعالم ده في الرواية...

وعقبال ما تحط بوست عن صلاة العزلة وكده :)

karakib يقول...

سؤال هو أنت صاحب رواية سرداب طويل يجبرك سقفه علي النحناء !؟؟ انت ؟ و لا لأ
لو أنت يبقي أنت انسان عبقري !! فعلا عبقري
أول مرة أجي المدونة دي

karakib يقول...

ده أنت طلعت هو بجد
بص بقي يا عمنا انا لسه كنت باتكلم مع واحد صاحبي عن روايتك
و قال لي انا ما سمعتش الاسم ده قبل كده
رديت عليه و لا أنا
و أجي أروح الاقي مدونتك
أنا نزلت كتابك التاني
لونه أزرق بطريقة محزنة
هاقراه و هاجي أقول لك رأيي
بس روايتك بتاعة السرداب دي تخليني متأكد أنك موهوب
بالذات الصدمة اللي ختمت بيها الرواية
كانت رائعة
روايتك دي تتحول لفيلم علي فكرة و هايبقي فيلم رائع

باسم شرف يقول...

ياواد يا عزب
بتختار الحتة الكوميدي في الرواية
هههههههههههههه
رواية مدهشة حقا .. يلا اعمل مسرحية زي ما قلت عند نهي ويبقي عصر المسرح
وطبعا مش هيحصل
هههههههههههههههه
فل يا معلم

محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا شيماء
منورة المدونة وصاحب المدونة
وانا قررت امنحك جايزة صاحب أول كومنت اللي اخترعتها
صديقتناالرائعة ليمونادة
والجايزة دي عبارة عن كوباية شاي بحليب سكر برة في التكعيبة
مع اني عارف انك مابتحبيش تروحي هناك
مصنع ياسين كله بيسلم عليكي
وفكرة حلوة موضوع صلاو العزلة ده
بس عشان أحط جزء منها على المدونة محتاج اعمل استفتاء

محمد صلاح العزب يقول...

صديقي الجميل صاحب الكراكيب
أخجلتم تواضعنا المشكوك فيه من قِبَل جهات عديدة
يا عم انا مش عبقري ولاحاجة انت بس اللي حد جميل
سلم لي على صاحبك اللي ما يعرفنيش
وحاول تقنعه اني شخص حقيقي ليه وجود متجسد في عالم الواقع
شكرا جدا على رأيك في سرداب
ومستنيك تخلص لونه أزرق
وحابب انك تقرا وقوف متكرر
وبكده تبقى تستحق جايزة قراءة أعمالي الكاملة ودي جايزة انا اخترعتها على غرار جايزة ليمونادة لصاحب أول كومنت
وبالنسبة لموضوع الفيلم ده أنا ليه رأي ناس كتير بترفضه لأني لا أوافق على ان حاجة من شغلي تتعمل أفلام
يا عم كفاية أوي ان حد جميل زيك يقرا الرواية وتعجبه

محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا بسوم
بقالك كتير ما زرتنيش يا ولد
انت عارف اني انا مابرضاش اكتب مسرح بس عشان ما أقعدش بتوع المسرح في البيت
يللا خليهم ياكلوا عيش

karakib يقول...

ربع جنيه يسعد الحمامة
القصة دي حلوة أوي
--------
عموما سردك للتفاصيل ممتع جدا

استاذ بجد

david santos يقول...

Blogues puts all the MADELEINE photo in yours, a girl of 4 years of age that was abducted in day 4 in the Beach of the Light, in the Algarve, Portugal. They send the image of MADELEINE to all blogues of Morocco, Tunisia and Argel, thanks a lot

محمد صلاح العزب يقول...

الأستاذ صاحب الكراكيب
شكرا ليك
وشكلك عاوز جايزة أكتر تعليقات في بوست واحد
بس دي صديقتنا ليمونادة ماقالتش حاجة عنها
ممكن نتفق عليها بعد الرجوع ليها

محمد صلاح العزب يقول...

اخونا في الإنسانية ديفيد سانتوس سمحون
ربنا يعتركم فيها يا زعيم

صاحب البوابــة يقول...

المقطع اعجبني

يظهر اننى سأشترى الرواية قريباً

ثم اعود لمناقشتك فيها

تحياتي لقلمك المبدع

محمد صلاح العزب يقول...

صديقي صاحب البوابة
أنا الذي أحييك
زرت مدونتك وهي مدونة محترمة فعلا
أسعدني رأيك في المقطع وفي انتظار رأيك في الرواية كاملة

hesterua يقول...

هقولك حاجة حاسيتها

معرفش ليه حسيت المقطع ده قريب من عوالم ابراهيم اصلان

مش عشان طريقة السرد قد ما هو انك بتختفى كراوى وتسيب التفاصيل الصغيرة تلعب لعبتها وتكون حالة جميلة

تحياتى

محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا استاذ هيستريا
افتقدك المدونة طوال العصور الفائتة التي لم تزرها فيها
شكرا على رأيك الجميل

ومن منا لا يحب إبراهيم أصلان

Lemonada يقول...

ازيك يا روائي يا جميل
انا عندي احساس انك حتبئ روائي معروف
وبكرةتشوف
انا عندي نظرة في الناس
الكلام دى مش نفاق دى جد وجد الي جد
بخصوص اول تعليق يا بختها شيماء
انا للاسف مش قادرة اكون اول معلقة عندك
لازم ابقى انافس شيماء

اما بخصوص اكثر تعليق مش عارفة
بس جميل
حسيب الفكرة ليك
لازم نعمل الموضوع دى وحكتب عنو قريب
اول تعليق واكثر تعليق والهدايا حتكون اي
عشان بجد الي بتابع البلوغ وبيحرص على قراة البلوغ بتاعنا دى لازم نقدرو
ولا اي رايك؟

على فكرة يا جماعة انا كتبت حجات جديدة في المدونتين بتاعي
بس زي دايما محمد اخد اللقب زي دايما في اول تعليق
يعني راحت عليكم
ها ها ها
نوروني مستنياكم

محمد صلاح العزب يقول...

ليمونادة
شكرا