الأحد، ٢٩ أبريل ٢٠٠٧

في الموعد الأول أتت متأخرة سبع دقائق.. وتهرول



البنت التي أرادت أن تدفع ثمن علبتي العصير بحجة أنها تأخذ مصروفًا يوميًا لا يقل عن أربعة جنيهات، خافت من عبور الطريق دون أن تمسك يدي، أغمضتْ عينيها واستسلمتْ تماما وهي تنقل خطواتها في ارتباك، لم تصرخ حين مستها برفق مرآة سيارة مسرعة، تركتني أدلك بيدي ظهرها الطري، وقالت إنها تتألم.
حين انكسر مفتاح غطاء علبة البيبسي المعدنية أرادت أن تفتحها بأسنانها، وحين فتحت فمها لهذه الدرجة دعاني لسانها لقبلة طويلة، لكن الرجل العابر لم يمنحني سوى فرصة وحيدة لإلقاء نظرة سريعة على الجزء العاري من ساقها.
تكلمت البنت طويلا عن قدمها، وعن "الصندل" الخفيف الذي يجعل التراب يضايق قدمها الصغيرة، وعن الحجاب الذي لا تحبه فتخلعه في الطريق وترتديه عندما تقترب من المنزل.
غنَّتْ بصوت خافت، ودخَّنتْ، وتكلمتْ في تليفونها المحمول، وراقبتْ كل البنات السائرات حتى ترى من تعجبني منهن، ولم ترد حين قلت لها إنني أحب البنات الطويلات، وتعرى جزء كبير من ساقها وهي تصعد الرصيف العالي حتى ندخل الحديقة.
حين أوشكتُ أن أقترب منها بشكل كامل، تركتْ داخل روحي نقشا له شكل حاجبها الرفيع، وملامح صوتها الطفولي، وجرح خفيف في إصبعي من خاتمها الحاد، وأنامل قدميها الصغيرتين اللتين تصعدان بساقين تمكنت من رؤيتهما خلسة وهي تصعد رصيفا مرتفعا، كتمهيد حميمي للانصراف.

هناك ١٣ تعليقًا:

كراكيب نـهـى مـحمود يقول...

في الموعد الثاني
قررت انت أن تدفع ثمن التذرة الذي اشتريته لها من موقف عبد المنعم رياض بحجة انك الرجل وانك حصلت لتوك على جنيهات من مقالك في ذلك الموقع الالكتروني الذي لا يقرأ سوى محرريه
فضلت ان تداعبها بالعبور قبلها وعندما رايت ارتباك حقيقي على ملامحها ودمعه كادت ان تفر من العين عدت واحتويت كفها بين راحة يدك وعبرت بها للجانب الاخر
بمحاذاة المتحف المصري سرتما قبل ان تعبر بها من جديد
عبور ثالث الوصول لذلك المقهى الصغير الحميم في مواجهة الجراح
على الرصيف تجلسان تنفس انت دخان الشيشة بينما تأكل هي حبات الذرة بانامل رفيعه مرتعشة بفعل التوتر ربما
نهارك فل يا محمد

SaSo يقول...

هو انت كل كتباتك نفس التيمه لييييييييييه؟

محمد صلاح العزب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا نهى
ما تيجي تقعدي معانا أحسن

محمد صلاح العزب يقول...

ساسو
هو انتي عندك حق وما عندكيش حق في الوقت نفسه
لأني حاسس ان آخر نصين في المدونة ممكن تكون فيهم نفس الروح بطريقة أو بأخرى لكن مش التيمة خالص
وعموما ده مش هتلاقيه في باقي شغلي
أنا مش عارف انتي قريتيلي ايه بالظبط لكن الملاحظة العامة اللي بسمعها على شغلي ان كل عمل فيهم مختلف عن باقي الأعمال وفي ناس شايفين ان ده مش حاجة كويسة
عموما أيا كان قصدك أو رأيك فأنا أحترمه ولا أناقشك فيه
أنا فقط أوضح وجهة نظري

الوردة السوداء يقول...

وصفك كويس جدا

انت بجد قاص رائع

Lemonada يقول...

ازيك يامحمد، اي كل دا يا عم مش عارفة دي رومانسية زائدة عندك ولا مشاعر جواك مش لاقي مكان تتكلم في الا هنا الكلام جميل بس انا احساسي انك لو فكرت جواك اكثر حتكتوب بطريقة اجمل واقوى من كدة
بالتوفيق

Reemo يقول...

إمضاء محمد صلاح العزب
لو قدامى 100 قصه
من غير اسامى كتاب
اكيد هعرف اطلع قصتك من بينهم
تحياتى

محمد صلاح العزب يقول...

الوردة السودا
شكرا جدا جدا جدا

محمد صلاح العزب يقول...

حمد الله على السلامة ياليمو
أو ياموها
عود أحمد جدا
منورة الحياة مرة أخرى
لكن حاولي وانتي بتتلقي تفصلي شوية بين الشخص والكتابة
والتوفيق من الله

محمد صلاح العزب يقول...

ازيك يا ريمو يا جميلة
أشكرك من قلبي
ودايما منوراني
ورافعة راسي

Lemonada يقول...

ماتخفش يا معلم انا فاصلة ونقطة كمان بس بجد انا اول مرة اقراء حاجة ليك بالمواضيع ديا

soha zaky يقول...

على فكرة نص ناعم كخيط الحرير تماما ، يقطع اصابعك دون الشعور بالألم ... اتعجب لك يا ولد كيف تستطيع الكتابة عن مواقف غاية فى التعقيد بهذه البساطة وهذا الهدوء ، محمد ردودك على الناس كمان موضوعية ومهذبة جدا وتحترمك عقلية كل الناس وهذا شىء مهم جدا جدا ... اشكرك