الأحد، ١٠ مايو ٢٠٠٩


خطر.. لا تبوس الواوا


كنا صغارا، وكان الواحد منا يذهب إلى المدرسة ومعه الساندوتشات، وبمجرد أن يعرف زملاء الفصل أن معه لانشون أو بسطرمة، يتحلقون حوله، ويقولون له:
ـ حرام، دي معمولة من لحم الخنزير.
حتى يكره أكله وشربه وعيشته، فيتخلى عن الساندوتشات، فيأخذونها منه ويأكلونها هم.
الأطفال أحباب الله، ولأن هيفاء وهبي تحب عمل الخير غنت لهم أغنيتها الشهيرة: "بوس الواوا يح"، وحين سمعت وزارة الصحة بالأغنية أصدرت قرارا بمنع "البوس" لأنه ينقل العدوى بأنفلونزا الخنازير، مما يتسبب في حدوث الواوا مستقبلا، وقررت إعدام كل الخنازير، وإن كانت لم توضح ماذا ستفعل بمن يخرق قرار حظر البوس، ولم توضح أيضا كيف تنقل القبلات المرض، وهل يشترط في القُبلة لكي تنقل المرض أن تكون بين إنسان وخنزير أم لا؟
النجمة العالمية "بيرجيت باردو" لا تعرف هيفاء وهبي ولا أغنيتها، وربما لا تفهم المغزى الواضح من كلمة الواوا، لكنها تجرأت واعترضت على قرار الرئيس مبارك بإعدام الخنازير، طبعا لأنها لا تسكن في مصر، بل إنها تجاوزت وأرسلت خطابا للرئيس شخصيا على عنوان منزله، وصفت فيه القرار بأنه "جبان"، وفي هذا الصدد لا نملك إلا نقول لها: كده باردو يا باردو؟
قديما كان الإنسان وحده هو الذي يصاب بالأنفلونزا فيشرب شايا بليمون، ويأخذ مجموعة، وتعمل له زوجته كمادات، أما الآن فقد تغير الزمن، أصيب الدجاج والخنازير بالأنفلونزا، فلم يعد الشاي بالليمون مجديا، واستبدلت الكمادات بالكمامات، ونحن كبرنا، وحين تزوج البعض منا ليستمتع بالحياة منعوا "البوس"، حتى هيفا التي كانت منتهى طموح كل أعزب تزوجت، وارتفع سعر اللانشون، وأصبحت البسطرمة تباع بالتُّمن كيلو، وقد رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الخطورة إلى "خمسة"، ورفعت وزارة الصحة الخطورة إلى "ونص إلا خمسة".
الكمامة إذن هي الحل، كل سكان العالم ارتدوا الكمامات، وتصوروا بها ليطلعوا في التلفزيون، أما لدينا فالتلفزيونات مقصرة في عملها، لهذا لم تصور المواطنين وهم يختبئون خلف الكمامات، والكمامة الوحيدة التي رأيتها في مصر بعد انتشار المرض كانت في الجيزة، حيث كتب أحد المواطنين أمام منزله: رجاء عدم إلقاء الزبالة هنا ووضعها في صندوق "الكمامة" آخر الشارع.

هناك ٦ تعليقات:

أحمد دراز يقول...

مقال جميل يا أستاذ محمد وياريت الجميع يكون عندهم نفس الوعى لكن إحنا لسه مختلفين نعدم ولا نذبح الخنازير لحد ما هتخلص علينا الحنازير - طيب إيه رأيك نعصر عليها ليمون زي الفسيخ ...
مهندس/أحمد دراز
بمناسبة الليمون أدعوك لقراءة المقال التالى
http://technoaraby.blogspot.com/2009/05/blog-post.html

shaw يقول...

محمد بك العزب..لا فض فوك

Foxology يقول...

هههههههههههههههههههههههههههههههه

جامدة جدا يا محمد باشا :)

مصطفى محمد يقول...

اسكت يا محمد
انا مضايق فشخ عشان هيفا اجوزت
:(

عين ضيقة يقول...

يااعتراضاتنا الجامدة

محمود محمد حسن يقول...

محمد صلاح ازيك،

انا قريت روايتك وقوف متكرر النهاردة، ..اللعنة يعني ، ايه ده ، جامدة جدا والله ، انا ما بيجيليش طقطان اقرا الرواية تاني بعد ما اخلصها ،لكن روايتك قريتها تلات مرات لغاية دلوقتي، بجد روعة يا محمد،

انا متشكر ليك على انك وهبتني متعة قراية روايتك الجميلة ،

إلى الأمام دائما