الخميس، ٣ أبريل ٢٠٠٨






"بيكي بيكي با"!



أنصحك بمترو الأنفاق.
الخط الأول أفضل من الثاني، حلوان – المرج، يسير القطار في النور لمسافة طويلة وبعد "السيدة زينب" يبدأ النفق، بمجرد أن يدخله القطار يشعر الراكب منا بالاختناق والكآبة، النفق المظلم يبدأ بسعد زغلول، ثم السادات، ثم عبد الناصر، ثم أحمد عرابي، ثم حسني مبارك، وبعد الرئيس الحالي مباشرة يخرج القطار إلى وجه الأرض حيث النور والحياة.. لابد أن لهذا دلالة لا يفهمها إلا المترو!
لكن ليس لهذا فقط أنصحك بمترو الأنفاق.
مبدئيا لا تتضرر من نقل عربة السيدات إلى المنتصف، فهذا هو الصواب الذي كان يجب أن يتم من البداية؛ خير الأمور الوسط، ولا من خروج العربات عن القضبان، فكل شيء لدينا يخرج عنها، ولا من سوء التهوية وانعدام النَفَس، نحن نتحدث عن مترو "الأنفاء" وليس "الأنفاس"، ولا التأخر المستمر، فكل تأخيرة وفيها خيرة، ولا حتى من الأعطال المتكررة، فالتكرار يعلم في أفضل الروايات الشطار.
ليس لهذا أيضا أنصحك به.
المترو هذه الأيام يقدم عروضا مسرحية حقيقية داخل عرباته، اركب وتفرج واضحك، تسوق واشتر وعش حياتك، ابتسم أنت الآن في الهرم الرابع!
هل كنت تستطيع أن تقابل رجلا كهذا في أي وسيلة مواصلات أخرى؟!
صعد في المحطة الفاصلة بين الملك الصالح (رحمه الله) والسيدة زينب (رضي الله عنها)، في يده علبة كرتونية صغيرة بنفسجية اللون، وزَّع ما بها على الركاب، وبعد أن انتهى قلب العلبة ووضعها على رأسه كطاقية، وقال:
- اللي خد مني شوكلاتاية هيشتريها.. أنا مابفرَّقش.
سار بضع خطوات بين الزحام القليل، ثم رفع صوته مرة أخرى:
- الشوكلاته دي فيها حليب على زبيب.. وبندق على فزدق.. وكاكاو على جوزة الهند.
خطوات أخرى:
- الشوكلاته دي الأربعة بجنيه.. وببيع قطاعي بسعر الجملة.. يعني اللي معاه ربع جنيه خد واحدة.. واللي معاه 25 قرش أحسن من اللي بيبحلق.
نادت عليه امرأة بعباءة سوداء وطفلين على رجليها:
- هات واحدة يا عم.
أعطاها واحدة وقال:
- اللي عاوز يجرب.. ياخد منها حتة.
رجع إلى آخر العربة:
- والمفاجأة اللي هقولها لكم النهاردة إن الشوكلاتة دي فيها مادة علمية اسمها "بيكي بيكي با" اللي يدوقها هيقول: الله!


* إلى كل من يجد في نفسه موهبة التمثيل، أو الغناء، أوالمنولوج.
من أجل نجومية مضمونة وربح وفير.. أنصحك بمترو الأنفاق.

هناك ١٧ تعليقًا:

m.sobhy1990@gmail.com يقول...

ماشى يامحمد باشا
نقراها تانى
أنا فاكر إنى قريت المقال ده ف الدستور قبل مجموعة المقالات "رفع الراس فى فن ركوب الميكروباص"

بس ياريت تصح نبوءة المترو

مساء الجمال ياباشا

m.sobhy1990@gmail.com يقول...

إنت بتروج لكلام الفرنجة الملاعين
لإن المترو صممه الغرب

المدعو محمد صلاح العزب
إرجع عن غيّك
قصدك إيه بإن المترو بيخرج للنور بعد محطة "الريّس" ربنا يطوّل عمره كمان وكمان

بقى تصدق كلام المترو وتكدّب كلام عباقرة النظام
مالكش حق يامحمد

أسماء علي يقول...

المترو
اختراع جميل لو لم تكن محطة الريس تحت الأرض..
والمحطة التي تليها مباااشرة بها النور والحياة ..
وحينما سألت من قالت لي أرمي بياضك ياشابة .. أخبرتني في اقتناع تام بما تراه أمامها
أنه فاهم كل حاجة .. وفوق الأرض وتحتها .. هي أصل الحكاية ..
وسألتني انتي بتفضلي معاه فوق ولا تحت ؟؟
قولتلها
حبة فوق وحبة تحت .. بس الغالب بابقى تحت..!
زطبعا ده المترو عشان ماحدش دماغه تروح لبعيد ..
......
المترو مسرح للحياة ممكن تتفرج فيه على كل حاجة ده لو انت فايق تتفرج ..
أنا لما ركبته أول كام مرة كنت باتفرج
بعد كده بقيت ضمن العالم المتنحة اللي كل همها تمسك حالجة عشان ماتقعش
بس اكتشفت اننا كلنا واقعين يبقى مابقتش فارقة ..
...
استاذنا .. اعذرني على كمية الرغي دي
ولو حسيت إني الرد عجيب اعمل نفسك مش واخد بالك ..
بوست جميل فضلت مستنياه كتير
ماتكونش بوستاتك ادعمت وماحدش هيلاقيها؟؟
..
تحياتي العجيبة ..

مصطفى محمد يقول...

سلامو عليكو

كيبوردك التدويني جميل يا محمد يا صلاح
بالنسبة للعروض .. يا خسارة فاتني الراجل ده .. بصراحة انا هجرت المترو من زمان و أرشح الميكروباص للرئاسة .. أن تكون في جامعة حلوان .. هي الترجمة الحرفية لمأساة ركوب المترو يوميا و في كل مناسبة

:)

fawest يقول...

فالتكرار يعلم في أفضل الروايات الشطار.


الجمله دى حلوه
إيه بقى الروايات الى تقصدها

محمد صلاح العزب يقول...

محمد صبحي 1
شكلك بتراقبني

محمد صلاح العزب يقول...

محمد صبحي 2
ربنا يخليه لمصر
الجديدة

محمد صلاح العزب يقول...

أسماء
أولا أنا دماغي راحت لبعيد بس لحقتها
ثانيا المترو بيدينا نبؤة تانية ان محطة مبارك الأخيرة تحت الأرض مش فوقها
ثالثا: أنا عاوز طوابير، الكتابة هتغلى بعد كده

محمد صلاح العزب يقول...

مصطفى الجميل
غالبا سأنشر مقالات الميكروباص مجمعة المرة القادمة
من أجلك

محمد صلاح العزب يقول...

فاوست
أقصد روايات الكتاب الجدد

qwert anime يقول...

موضوع حلو
انا من فترة كنت عايزاكتب موضوع عن المترو و خصوصا بعد نقل سور الازبكية مرة اخرى علشان الخط التالت
بس انت ملاحظتش ان بعد ما بنطلع من الظلمات بتاعت حسنى بنلاقى النور لكن بنلاقى برضوا التلوث و القرف المشكلة مش مشكلة حسنى مشكلة الشعب اللى سايب حسنى

Azza Moghazy يقول...

بس فيه حاجة انت مش واخد بالك منها
اذا كنت قادما من جنوب القاهرة وهذا اتجاه سير غير طبيعى كنهر النيل الشاذ الذى ينبع من الجنوب سيكون الخروج الى النور بعد حسنى مبارك ولكن تامل معى ان كنت قادما من اتجاه السير الطبيعى على غير العادة فى كل ما يتصل بهذه الدولة فسيبدأ عهد الظلام بحسنى مبارك وينتهى بسعد زغلول
امشى فى الاتجاه الطبيعى " الذى هو اتجاه عكس سير الزمن " ستجد الامور قد استقامت يا رفيق

Ibrahim يقول...

حبيت المقال ده جداً من يوم ما قريته أول مرة فى الدستور و قصيته - كعادتى مع المقالات الحلوة _ عشان أحتفظ بيه و لحد دلوقتى كل ما أفتكر البياع الموهوب أبو دم خفيف ما أمسكشى نغسى م الضحك

محمد صلاح العزب يقول...

qwert anime
بس الشعب بدأ يتغير
تفتكر ممكن يلغوا المترو؟؟؟؟؟

محمد صلاح العزب يقول...

عزة مغازي
أنا رديت عليكي هناك
اتفضلي في الصالون

محمد صلاح العزب يقول...

إبراهيم
أشكرك يا صديقي
وربنا يكتر مقالاتنا المقصوصة عندك

Mohamed Anwar يقول...

رائعه المقاله ..... ممكن أقول أنها واحده من أفضل المقالات التي قرأتها منذ زمن سحيق
أنا ضيف جديد وأتمني رد الزياره