الخميس، ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٧

من روايتي الجديدة




سرير الرجل الإيطالي


في أول شارعي حفل زفاف, عروسان متشابهان كأنهما شخص واحد من نسختين: ذكر وأنثى, في أثناء المضاجعة لن يشعرا أبدًا بالمتعة الكاملة، سيشعر كل منهما أنه فقط يمارس العادة السرية أمام مرآة.
أتفرج قليلا على الراقصة التي بدت بائسة وحزينة, كأن وراءها قصة تصلح لفيلم قديم في بداية ظهور الألوان, حيث الممثلون مرسومون بالألوان الخشب, حركاتهم آلية جدًّا, حتى القرب الجسدي رسمي وغير مثير.
الأصباغ على وجهها جعلتها أقرب إلى خادمة ريفية عبثت بزينة سيدتها خلسة دون أن تضيء النور, جسمها بدين وممتلئ بكتل الشحم, أَمَلُّ من الوقوف فأمشي, أخرج قطعة طباشير ملونة من جيبي، وأكتب على قماش السرادق من الخارج بالعربية والإنجليزية:

النهاية
The End
فيظلم الفرح تمامًا, وأسرع قبل أن يلحظني أحد


****************************


تنشر مسلسلة في جريدة الدستور "على مدار أربعة أعداد أسبوعية"، قريبا جدا

وتصدر عن دار ميريت بعدها مباشرة، بإذن الله.

الاثنين، ١٢ نوفمبر ٢٠٠٧

مقال


قعدة



جلسنا على المقهى الصغير في الشارع الخلفي، وساد صمت قطعه صديقي المتأمل سائلا:
- إلى أين يذهب سلم الخدامين؟
عيناه كانتا معلقتان بالسلم الحديدي الدائري الضيق الملتصق بظهر العمارة الكبيرة المقابلة.
صديقنا صاحب الخيال فكّر مليا ثم قال:
- يصعد إلى السماء.
نفث دخان الشيشة من أنفه وفمه راضيا تماما عن هذه الإجابة.
صديقنا الذي لا يحب لعب الدومينو، ويفضل عليه احتساء مشروبات ساخنة طوال الوقت قال:
- لكن هذا السلم ضيق جدا.. والفرق بين درجاته كبير.. لابد أن من يصعد عليه يتعب.
الوقت كان متأخرا جدا، وقد سرت لسعة برد في الجو، نفخ صديقنا المتأمل في يده، ورد عليه:
- واضح أن السلم لم يصعد عليه أحد منذ فترة طويلة.
وأشار بإصبعه إلى أكوام القمامة المتراكمة عليه، والقطط والكلاب الكثيرة المتجمعة حوله، ثم تكلم لمدة ربع الساعة عن الأثرياء والفقراء، والسلم الاجتماعي، وانقراض طبقة "الخدامين" وزوال السبب الذي أنشئت من أجله هذه السلالم، كنا نسمع باهتمام شديد، ويهز كل منا رأسه موافقا بالتتابع، وصبي المقهى يدور حولنا يكنس الأرض بمقشة قديمة، محاولا استراق السمع حتى يفهم، صديقنا محب المشروبات الساخنة قال:
- لقد ألغيت هذه السلالم، لأننا تحولنا كلنا إلى خدامين.. الأثرياء حاليا يا سادة يستقلون المصاعد التي تقدر سرعتها بالمتر في الثانية.
صديقنا صاحب الخيال أطلق كمية كبيرة من الدخان ثم قال:
- للسلالم الخلفية ثلاث مزايا على الأقل.. وإلا لما صنعت بهذا الإتقان وهذه الدقة.. سر هذه المزايا عند أول من فكر في صنعها بهذه الطريقة الملتوية التي تصيب من يصعد فيها بالدوار.
حكى المتأمل قصة عن خادم وجد كنزا، فبنى عمارة كبيرة سكن بمفرده في الطابق الأخير منها، وجعل بها سلما واحدا للخدامين، وحين سأله أصدقاؤه قال إنه يكره السلالم المتسعة لأن المرء يتوه فيها ويفقد توازنه!
صديقنا محب المشروبات نادى على النادل ذي الملابس المهترئة، والمريلة المتسخة، وطلب قرفة بالزنجبيل، فقال له الولد:
- بقول لكم إيه يا أفندية يللا عشان احنا خلاص هنقفل.